عاممقالات

يا مؤسسة النقد رفقا بعقولنا فنحن أذكياء….

تم النشر في السبت 2018-03-10

د. محمد شمس

ليس في عهد سلمان و محمد بن سلمان عهد التفائل و 2030 من يجرأ بالإستخفاف بعقل المواطن السعودي. وهذا ما يجب أن تدركه مؤسسة النقد العربي السعودي وكذلك المؤسسات العامة والخاصة بأنه يوجد بالمملكة أكفاء من إقتصاديون وغير إقتصاديون يفهمون لغة الأرقام الإحصائية ويدركون معانيها الإقتصادية كما أنهم ينفعلون للأرقام المثيرة للسخرية فهم لا يحبون أن يستهزأ أحد بعقولهم أو يعبث بذكائهم . فعندما إطلعت علي النشرة الإحصائية الشهرية لشهر يناير 2018 لمؤسسة النقد والتي تشير فيها بأن معدل التضخم بالسعودية قفزة من 0.4% في شهر ديسمبر 2017 الي 3% في شهر يناير 2018 اي بنسب 650% !؟ ولا أعتقد أن اي من كان إقتصادي أو غير إقتصادي يمكن أن يتفق مع هذه القفزة الشاهقة للأسعار خلال ثلاثون يومافقط. هذا لأن الطلب علي السلع والخدمات الذي من شأنه رفع الأسعار لم يرتفع بهذا المستوي لكي يرفع معدل التضخم بنسبة 650% اي من أقل من نصف بالمائة الي 3% خلال شهر واحد فقط يا معالي محافظ المؤسسة بل في الحقيقة إنخفض الطلب علي السلع والخدمات لأن الريال أصبح عزيزا والكل يحاول ترشيد الإنفاق بجانب أن مغادرة آلاف العمالة الأجنبية خارج المملكة وفرض رسوم ضريبية علي عائلاتهم ادي بطبيعة الحال إلي إنخفاض الطلب علي السلع والخدمات ومن ثم تقييد معدل التضخم. إضافة إلي أن الضريبة المضافة وهي 5% فقط لا يمكن أن يكون لها هذا التأثير الكبير علي الأسعار. بجانب أن خفض الدعم علي الكهرباء والمحروقات لا يمكن أن يؤدي الي 650% زيادة في معدل التضخم بل ساعد علي تحجيم الإسراف. هذا وإن أسعار الفائدة لم تنخفض بمستوى يزيد من الطلب علي السلع الإستهلاكية والرأسمالية بنسبة عالية وكذلك لم ترتفع أسعار الواردات بهذا الحجم لتدفع بمعدل التضخم بنسبة 650%.
وإذا كان معاليكم ممن ينتمون لفئة النقديون Monetarists فأفيدكم بأن السيولة النقدية (ن٣) لم ترتفع من نوفمبر 2017 الي ديسمبر 2017 الا بنسبة 1.2% فقط وبنسبة 0.2% فقط من ديسمبر 2017 الي يناير 2018. وهذا لا يمكن أن يدفع بمعدل التضخم بنسبة 650% خلال شهر واحد فقط. فما تفسير مؤسسة النقد لهذه الظاهرة الإقتصادية المثيرة للتساؤل ؟.
فهل هو خطأ الإحصائيون في رصد وتحليل أسعار السلع والخدمات او خطأ مؤسسة النقد بقبولها هذه الإحصاءات المثيرة للإسغراب بدون فحصها. إن 2030 وماتتطلبه هذه المرحلة من دقة وشفافية في إعطاء بيانات إحصائية و إقتصادية فعلية للمستثمرين خاصا معدل التضخم تفرض الحرص في إصدار هذه المعلومات. إن إحصاءات معدل التضخم من أهم الإحصاءات الهامة للمستثمرين والمستهلكين علي حد سواء. فإرتفاعه يخفض القوة الشرائية للريال وبالتالي رؤوس الأموال كما وينكمش علي إثره سعر الفائدة الفعلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى