هل فقد الذهب بريقه كملاذ آمن مع تراجع الطلب وتهدئة توترات الحرب؟
رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
تم النشر في الثلاثاء 2023-10-17يهرب المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي. ويعتبر الذهب أحد الأصول الآمنة في مثل هذه الفترات المضطربة. حيث أضاف أرباح قوية بنسبة 3.5% يوم الجمعة، لكنه سرعان ما انخفض من أعلى مستوياته في تعاملات اليوم الاثنين ليتداول حالياً عند 1920 دولار.
فمع احتدام الصراع في فلسطين الأسبوع الماضي أدى الهجوم المتصاعد على غزة إلى تحول الطلب في السوق من الأصول الخطرة إلى صفقات الملاذ الآمن. فحقق سعر الذهب مكاسب كبيرة وأغلق يوم الجمعة عند 1933 دولارًا، مرتفعًا من أدنى مستوى له خلال ساعات عند 1868 دولارًا للأونصة. لكن عاد سعر الذهب وانخفض إلى 1910 دولارًا مع بداية تعاملات اليوم حيث يراقب المستثمرون في السوق عن كثب الاشتباكات المستمرة في فلسطين.
والآن إن الوضع في فلسطين يزداد سوءاً، ونحن على الأرجح نقترب من عملية عسكرية شاملة. فما هي احتمالات حركة أسعار الذهب المستقبلية؟
قبل الإجابة أريد إيضاح معلومة أساسية عن الأسواق بشكل عام وهي أن “السوق يشتري الإشاعة ويبيع الحقيقة” وهذه أحد أقوال وول ستريت الشهيرة. وعليه فالتوقعات لسعر الذهب هابطة في الحقيقة. فليس من المرجح أن يتراجع سعر الذهب في المدى القريب، لكنه سيتراجع أسرع مما تتوقع الأسواق.
فلقد حدث ذلك عدة مرات في الماضي، وكانت الذروة الأكبر في فبراير 2022 مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، فعندما نركز على الأحداث الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، ثم نركز على أخبار الحرب فقط. نجد أن سعر الذهب استمر في الارتفاع لعدة أيام ولكن لمدة لا تزيد عن أسبوعين ثم انعكس إلى القاع. إذاً في حالة الصراع الدائر في الشرق الأوسط متى يمكن أن يحدث الانعكاس؟ أعتقد أنه ربما بعد عدة أيام أو ما لا يزيد عن أسبوعين من الهجوم الفعلي، وكلاهما يمكن أن يحدث خلال هذا الأسبوع.
وفي الحقيقة تراجعت أسعار الذهب صباح اليوم الاثنين بعد أكبر ارتفاع صعودي منذ منتصف مارس من هذا العام بسبب المخاوف المتزايدة من الوضع في الشرق الأوسط وارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن. لكن منذ ذلك الحين لم يكن هناك تصعيد حقيقي في الأخبار الواردة عن الهجوم الفعلي والتي أدت إلى تراجع الذهب قليلاً ولكنها قد ترتفع مرة أخرى بسبب أي أخبار عن هجوم فعلي في الشرق الأوسط وهو الاحتمال الأضعف حالياً.
من ناحية أخرى فإن عائدات السندات للولايات المتحدة ترتفع بشكل طفيف مما يؤثر على الأصول التي لا تحمل فائدة مثل الذهب بشكل سلبي. خاصة بعد أن قامت الأسواق بإعادة تسعير توقعات أسعار الفائدة “بشكل حذر”، وتتوقع حاليًا خفض أسعار الفائدة بمقدار 165 نقطة أساس تقريبًا بحلول نهاية عام 2024.
ويشير هذا التغيير الجذري إلى احتمال وصول دورة رفع أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الذروة مما قد يستمر في دعم أسعار الذهب فقط إذا توافقت هذه الاحتمال مع البيانات الاقتصادية الأمريكية الأضعف والحديث الأقل تشدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل. حيث سيتحدث بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم ولكن النقطة المحورية والبيانات الأهم لهذا الأسبوع ستأتي من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية غدًا وتصريحات مسؤولين اضافية من بنك الاحتياطي الفيدرالي بما في ذلك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وبعدها بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية