تم النشر في الثلاثاء 2014-12-30
لم يكتف بعض أصحاب المطاعم في مكة المكرمة وجدة بتركها في أيدي عمال غير مهرة لا يقيمون وزناً للنظافة أو الاشتراطات الصحية أو جودة المواد الغذائية المستخدمة في صناعة الوجبات أو كون تلك المواد مخزنة بشكل جيد وصالحة للاستهلاك الآدمي، بل أخذوا يدافعون عن مطاعمهم بعد أن افتضح أمر بعض ما جرى فيها من مخالفات، وهذا مستوى من اللجاجة ينبئ عن غطرسة وإحساس بالقوة والقدرة على الإفلات من المساءلة والعقوبة، ولذلك أخذ بعضهم يهدد مفتشي الأمانات بمقاضاتهم بعد محاولة إلصاق تهم خطيرة بأولئك المفتشين، وأن وراء حملتهم على مطاعمهم أهدافا لا علاقة لها بالنفع العام، وهي تهم لا ينبغي للأمانات السكوت عليها أو تجاوزها أو التسامح معها؛ لخطورتها ولأثرها السلبي نحو الصورة الذهنية المكونة عن فرق التفتيش على المطاعم. وفي جميع الأحوال، فإن من المصلحة استمرار الحملة على مدار أيام العام، وأن تواصل الأمانات حملاتها على المخالفين ــ كائنا من كانوا ــ ولا تأخذها في قول الحق لومة لائم، وإلا استمرت المخالفات وأوذي المتعاملون مع المطاعم أذى كبيرا!
إن عند المستشفيات الحكومية والخاصة مئات التقارير الطبية عن حالات تسمم جماعي أصيب بها مواطنون أو مقيمون تناولوا أطعمة شروها من مطعم لا يقيم العاملون فيه وزنا للنظافة أو الشروط الصحية أو نوعية المواد الغذائية المستخدمة في صناعة الأطعمة أو سلامة تخزينها، وكل صاحب مطعم ــ صغيراً كان أم كبيراً، مغموراً كان أم مشهورا ــ يود أن يكون لمطعمه اسم جيد، وأن يصبح محل ثقة زبائنه، ولكن الثقة المفرطة التي يمنحها بعض أصحاب المطاعم لعمالهم قد تجعل أولئك العمال يسيئون إلى «صاحبهم»، فلا يفيق من غفلته إلا بعد أن يبلغه أنه مطلوب للتحقيق معه في مخالفات ارتكبت باسمه، فهل يكون الموقف الوطني الصادق هو الاعتراف بما حصل من غفلة وقصور، أم يكون بالمكابرة واستخدام كل الوسائل لنفي ما حصل ثم النوم مرة أخرى.. في العسل؟!.
نقلا عن عكاظ