قيمة عقود مشاريع الطاقة في دول الخليج سترتفع بنسبة 41% خلال عام 2018
تم النشر في الثلاثاء 2018-01-09
تشير التوقعات إلى أن قيمة عقود مشاريع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي ستبلغ نحو 23.6 مليار دولار أمريكي خلال عام 2018.
وبحسب تقريرٍ أصدره مؤخراً “معرض الشرق الأوسط للكهرباء” الذي يعد الحدث التجاري السنوي الرائد على مستوى قطاع الطاقة في المنطقة.
ويعكس هذا الرقم الوارد في التقرير الذي أجرته شركة أبحاث السوق ’فينتشرز أونسايت‘- زيادة كبيرة بنسبة 41% مقارنة بعام 2017. كما يُبرز التقرير أن المملكة العربية السعودية ستتصدّر قائمة العقود الممنوحة للاستثمار في قطاع الطاقة، حيث ستستأثر بنسبة 59% من قيمة العقود، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت.
في هذه المناسبة، قالت أنيتا ماثيوز مديرة مجموعة ’إنفورما‘ الصناعية للمعارض التي تتولّى تنظيم معرض الشرق الأوسط للكهرباء: “يسلط هذا الارتفاع الكبير في قيمة العقود الضوء على المقوّمات الحيوية لقطاع الطاقة في المنطقة، والتي تتطلع الحكومات فيها إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والذي يتراوح بين 7-8% سنوياً.”
واستناداً إلى تقرير أصدره بنك ’أبيكورب‘ التنموي متعدد الأطراف تحت عنوان “تنشيط قطاع الطاقة” (تقرير سوق الطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي)، فإن دول المجلس ستحتاج لإنفاق حوالي 81 مليار دولار على مشاريع توليد ونقل وتوزيع الطاقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وسط ترجيحات بأن تحظى هذه الاستثمارات بأولويّة كبرى بصرف النظر عن أي تأثيرات اقتصادية سلبيّة قد تطرأ.
وورد في التقرير: “رغم أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي واجهت عجزاً في الميزانية إلى جانب تشديد الإنفاق بسبب تقلبّات أسعار النفط، ولكن من المتوقع أن تحظى استثمارات قطاع الطاقة بأهمية لافتة دون أن تتأثر بأيّة تداعيات محتملة”.
وقد حظيت هذه الزيادة الهائلة في قيمة استثمار مشاريع الطاقة باهتمام لافت خلال “معرض الشرق الأوسط للكهرباء 2018” الذي ستُقام فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي بين 6-8 مارس 2018، خصوصاً مع عزم شركة ’إنفورما للمعارض‘ بتوسيع نطاق هذا الحدث الرائد بهدف مواكبة الاحتياجات والديناميكيّات المتغيّرة في القطاع. حيث سيشتمل المعرض بدورته لعام 2018 على جناح جديدٍ مخصص لحلول تخزين وإدارة الطاقة؛ كما ستقوم شركة ’إنفورما‘ بإطلاق فعالية “القمة العالمية للطاقة الذكية” التي ستحتضن أبرز قادة قطاع الطاقة في المنطقة.
وأردفت ماثيوز: “نشهد إقبالاً قوياً على فعاليات معرض ’الشرق الأوسط للكهرباء‘، بدورته لعام 2018؛ حيث سيستضيف ما يزيد عن 1,000 شركة من 66 بلداً وذلك ضمن 24 جناحاً دولياً متخصصاً. ويعتبر هذا الالتزام القوي بالمشاركة بمثابة مؤشر واضح على الثقة بالقطاع، والسعي الدؤوب لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي بالاستثمار المستمر على المدى القصير والمتوسط في إمكانات هذا القطاع، وحشد التمويل البديل لدعم مشاريعه. ويغطي هذا الاهتمام كامل حلقات سلسلة القيمة الخاصة بمنتجات وخدمات وأنظمة قطاع الكهرباء، الأمر الذي شجعنا على إطلاق 5 أجنحة متخصصة بشتى مجالات منظومة قطاع الطاقة”.
كما سينضم جناح حلول تخزين وإدارة الطاقة إلى 4 أجنحة متخصصة أخرى في المعرض والتي تشمل “النقل والتوزيع” و”توليد الطاقة” و”حلول الإضاءة”، فضلاً عن جناح “الطاقة الشمسية” الذي ينضم الى معرض “الشرق الأوسط للكهرباء” كجناح متخصص بعد أن كان فعاليةً مستقلة تنعقد في ذات المكان لمدة 6 سنوات.
ومع التوقّعات بنمو العقود المرتقبة لمشاريع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2018، يرجّح تقرير معرض “الشرق الأوسط للكهرباء” بأن يواصل قطاع الطاقة المتجددة صعوده خصوصاً بالتزامن مع تطبيق سياسات التنويع الاقتصادي في المنطقة.
وأورد التقرير أيضاً: “تتجه دول مجلس التعاون الخليجي سريعاً نحو الاعتماد على المصادر المتجددة لتوليد الطاقة بهدف الحفاظ على ثروتها النفطية. وتشكل الطاقة المتجددة حالياً المصدر الأسرع نمواً لتوليد الكهرباء؛ وتستثمر البلدان الخليجيّة بكثافة في هذا القطاع بغية تحقيق الكثير من الأهداف الطموحة بحلول العامين 2030-2040”.
من جهةٍ أخرى، بينت ماثيوز أن التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة يبدو مجرد اتجاهٍ ناشئ اليوم في منطقةٍ يشهد فيها قطاع الطاقة تحولاً هيكليّاً هائلاً، موضحةً: “يمثل التغيير سمةً أساسيّة في المنطقة، والذي يأتي مدفوعاً بزخمٍ اقتصادي جديد إلى جانب الاستجابة الواضحة تجاه الأساسيّات المتغيّرة، بما يشمل الانخفاض في أسعار طاقتي الشمس والرياح وحلول تخزين الطاقة. ولا شك أن هذا التحول سيؤثر على الجميع وعلى كافة المستويات. حيث أن التقدّم التكنولوجي اليوم يحوّل المباني إلى بطاريات حرارية؛ وسيسهم هذا التحول الهيكلي في استقطاب الشركات الجديدة والابتكارات المذهلة إلى القطاع، الأمر الذي سيحوّل هذا القطاع المنظم للغاية إلى مجالٍ استثماري شديد التنافسيّة”.
وأضافت ماثيوز: “انطلاقاً من ذلك، ندرك وجود العديد من الفرص المجزية ذات الصلة بتحسين مجالات التكنولوجيا والنظم الجديدة. حيث أدرك القائمون على قطاع الطاقة العالمي الآفاق الواعدة التي تنتظر المنطقة؛ ولذلك اختاروا تسليط الضوء على المنتجات والابتكارات المتقدمة خلال فعاليات معرض ’الشرق الأوسط للكهرباء‘ الذي يتحول اليوم إلى منبرٍ لتحفيز التغيير الإيجابي والملموس في القطاع، الأمر الذي يشير إلى ما يمكننا توقعه على المدى القصير والمتوسط وحتى المدى البعيد في قطاع الطاقة ومدى تأثير ذلك إيجاباً على جميع مفاصل حياتنا”.
علاوةً على ذلك، يتطرّق معرض “الشرق الأوسط للكهرباء” إلى الابتكارات المادية والتكنولوجية التي من شأنها أن تغير وجه القطاع والإجراءات اليوميّة، وذلك إلى جانب طرح الرؤى المتعمّقة حول مستقبل القطاع خلال فعالية “القمة العالمية للطاقة الذكية” التي ستقام في نفس مكان انعقاد المعرض.
بدوره، قال السيد ريان أودونيل، مدير برنامج في “القمة العالمية للطاقة الذكية”: “ستكون ’القمة العالمية للطاقة الذكية‘ بمثابة منصة للحوار وتبادل المعارف وتأسيس شبكات التواصل المصممة خصيصاً لتقديم أشمل وأدق التنبؤات والتحليلات ومفاهيم التخطيط بشأن سبل المضي قدماً في تطوير القطاع؛ وذلك بما يشمل الإصلاحات والسياسات والحوافز التي تدعم نمو وتطوّر الشبكات الذكية. سنشهد حضور لفيفٍ حصري من المتحدثين من الولايات المتحدة وأوروبا، والذين سيستعرضون أحدث الأفكار المبتكرة، والتقنيات العالمية المتطورة ودراسات الحالة الدولية التي تقدّمها نخبة من كبريات الشركات والعلامات التجارية والجامعات المعروفة المرموقة عالمياً. كما سيركز محتوى القمة على آخر المستجدات في مجال الحلول والأنظمة الذكية لنقل وتوزيع وتخزين وإدارة الطاقة، ومجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، مما يضمن لجميع الحضور اكتساب رؤىً غنية حول الاستراتيجيات والحلول العملية والقابلة للتنفيذ”.
وخلال فعاليات القمّة، ستستضيف شركة ’إنفورما‘ كوكبة من المتحدثين المميزين بمن فيهم: جيفري برايان ستروبيل، المؤسس المشارك في شركة ’تيسلا إنك‘ والمدير التنفيذي للشؤون التقنية وعضو مجلس الإدارة في شركة ’سولار سيتي‘؛ وآندي كارسنر، المساعد والنائب الأسبق في وزارة الطاقة الأمريكية، والذي قاد تنفيذ مبادرة الطاقة المتقدمة ’تونتي إن تن‘ (Twenty-In-Ten)، إلى جانب كيرك بورن، عالم الفيزياء الفلكية والبيانات وخبير البيانات الضخمة، والذي ساهم على مدى 20 عاماً في دعم مشاريع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بما فيها مشروع “تلسكوب هابل الفضائي” الموجه للأبحاث.
واختتم أودونيل حديثه بالقول: “يمثل هذا الحدث فرصة إقليمية غير مسبوقة للاطلاع على آراء ومعارف عمالقة الابتكار الذين يعملون على الارتقاء بأساليب وطرق توليد وتوزيع واستخدام الطاقة، ويساهمون كذلك في تطوير أحدث الابتكارات والحلول المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها اليوم”.
أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن معرض “الشرق الأوسط للكهرباء 2018” سينعقد تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وستستضيفه وزارة الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.