فضيحة عوادم السيارات تكبد أوروبا 46 مليار يورو في 6 سنوات
تم النشر في الأحد 2018-03-11
فقدت الخزانة العامة في 11 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي نحو 11.3 مليار يورو في 2016، بسبب تزييف شركات السيارات في أوروبا لقيم العوادم، فيما وصل إجمالي ما تكبدته هذه الدول الأوروبية في الفترة بين 2010 حتى 2016 إلى أكثر من 46 مليار يورو، منها ما يزيد على أربعة مليارات في ألمانيا.
وبحسب “الألمانية”، أوضحت نتائج دراسة حديثة أجريت لصالح كتلة حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، أن الخزانة العامة في ألمانيا وحدها تكبدت في عام 2016 نحو 1.2 مليار يورو من أموال إيرادات الضرائب على السيارات، وذلك لأن هذه السيارات تم تقييم ضرائبها بناء على قيم عوادم ثاني أكسيد الكربون، التي زيفتها الشركات المصنعة.
وتتحدد الضريبة المفروضة على المركبات في دول مثل ألمانيا، وفقا لحجم العوادم الكربونية الصادرة عن هذه السيارات، وترى الدراسة أن هذه الدول الأوروبية فقدت الأموال بسبب التقليل الزائد عن الحد في القيمة الحقيقية لحجم العوادم.
من جانبه، قال روبرت شتادلر، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الفارهة الألمانية “أودي”، إنه يتوقع استدعاء مزيد من السيارات التي تعمل بمحركات ديزل “سولار” على خلفية فضيحة التلاعب بنتائج اختبارات معدلات العوادم فيها.
وأشار شتادلر، الذي اعتذر للعملاء والوكلاء وموظفي الشركة، إلى أنه يتوقع مزيدا من التطورات في ملف فضيحة عوادم الديزل، وأنه سيكون استدعاء لمزيد من السيارات، وأضاف: “ارتكبنا أخطاء وتعلمنا منها كثيرا، والأمر نفسه ينطبق علي شخصيا”.
كانت “أودي” مثل عديد من شركات السيارات الألمانية الأخرى، اعتمدت على مبيعات سيارات الديزل خلال السنوات الأخيرة. وبدأت الأزمة عندما اعترفت مجموعة فولكسفاجن الألمانية، التي تمتلك “أودي”، باستخدام برنامج كمبيوتر معقد لتقليل كميات العوادم المنبعثة من سيارات الديزل أثناء الاختبارات مقارنة بالكميات الحقيقية المنبعثة أثناء سير السيارات في ظروف التشغيل الطبيعية.
وأثارت هذه الفضيحة، التي تفجرت عام 2015، الشكوك في ألمانيا وغيرها من الدول حول سلامة استخدام السيارات التي تعمل بوقود الديزل. وبدأت بعض الدول والمدن دراسة فرض حظر على تسيير هذه السيارات لتقليل تلوث الهواء.
وأشار شتادلر إلى أن ما بين 50 و55 في المائة من مبيعات “أودي” تعمل بمحركات ديزل، لافتا إلى أن الأسابيع العشرة الماضية شهدت زيادة في الطلب على هذه السيارات.
وأعلنت “أودي” في تموز (يوليو) الماضي أنه تم فحص كميات العوادم في نحو 850 ألف سيارة تعمل بمحركات ديزل، في حين تحتاج الشركة إلى تقديم خطة لتعديل هذه السيارات بما يتناسب مع المعايير البيئية.
وأسفرت عمليات الفحص عن تأكيد توافق نصف المحركات تقريبا مع المعايير البيئة، في حين أن نحو ربع المحركات تحتاج إلى مزيد من المراجعة، و156 ألف محرك يحتاج إلى استدعائها بسبب وجود برنامج للتلاعب في كميات العوادم فيها.
وأوضح بيرند مارتينس مدير المشتريات في “أودي” أن عملية تحديث المحرك لا يكلف أكثر من 80 يورو “98 دولارا” ولا يستغرق أكثر من نصف ساعة، وهو ما يعني أن “العملاء لن يتضرروا بصورة كبيرة”.