سلة الأدوية من الجيل التالي ومشكلة تطوّي البروتينات
بيتر غارنري، رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ساكسو بنك
تم النشر في الجمعة 2022-08-12تُعد خوارزمية ألفا فولد من فريق ديب مايند، المخصصة لرسم تصميم ثلاثي الأبعاد لتطوّي البروتينات، واحدة من أضخم الاكتشافات وأهمها في مجال علم الأحياء خلال الخمسين سنة الماضية، حيث تقدم حلّاً لمعضلةٍ قائمة منذ وقت طويل، وتساعد على إحداث تقدم غير مسبوق في مجال الابتكارات الدوائية، ما يرجّح نيل الفريق القائم على تطويرها جائزة نوبل في الكيمياء. ويؤكد ابتكار الخوارزمية على أهمية سلة الأدوية من الجيل التالي بالنسبة إلى المستثمرين على المدى الطويل، نظراً إلى دورها المحتمل في تحقيق أرباح كبيرة لشركات التكنولوجيا الحيوية خلال العقود المقبلة.
اكتشاف فريق ديب مايند يفتح الباب على مجال واسع من الابتكارات في عالم الطب
شهد العالم، في ظل أزمة كوفيد-19، تحقيق إنجازين مهمين في الطب والكيمياء الحيوية خلال شهر نوفمبر 2020، حيث أعلنت شركة فايزر، بالتعاون مع شريكتها بايو إن تيك، عن تطوير لقاح عالي الفعالية ضد كوفيد-19 باستخدام تكنولوجيا الحمض الريبي النووي الناقل لأول مرة في التاريخ، ليكون اللقاح الأسرع تطويراً في العالم. وكشفت مجلة نيتشر عن تقدم علمي ضخم في وقت لاحق من الشهر ذاته، من إنجاز فريق ديب مايند للذكاء الاصطناعي في شركة جوجل، يتمثّل في تطوير خوارزمية التعلم العميق ألفا فولد، التي تتيح إمكانية رسم تصميم ثلاثي الأبعاد لتطوّي البروتينات. وأكد العلماء على أهمية الإنجاز في إحداث تغييرٍ جذري في المجال الطبي، ما دفع فريق ديب مايند إلى إتاحة الوصول المجاني لجميع العلماء إلى قاعدة بيانات الخوارزمية الخاصة ببنية البروتينات.
وأعلن فريق ديب مايند بعد حوالي 20 شهراً من هذا الإنجاز عن نجاحه، بالتعاون مع المعهد الأوروبي للمعلوماتية الحيوية، في رسم تصميمات ثلاثية الأبعاد لجميع البروتينات المعروفة تقريباً، في خطوة تسهم في توسيع قاعدة بيانات بنية البروتينات من 1 إلى 200 مليون بنية بروتين. واكتشف العلماء، قبل ابتكار الخوارزمية، بنية حوالي 190 ألف بروتين من خلال العمل التجريبي الشاق والطويل، ما يشير إلى أهمية قاعدة البيانات المجانية هذه في تعميق معرفتنا بعلم الأحياء، ودورها المرتقب في تحقيق قفزات نوعية في مجال الابتكارات الدوائية. ونجح فريق ديب مايند، من خلال ابتكارهم العلمي الهام، في إيجاد حلٍ مشكلة تطوّي البروتينات القائمة منذ 50 عاماً، ما يرجّح حصول الفريق على جائزة نوبل في الكيمياء.
علم الأحياء يمثّل مجالاً جاذباً للاستثمارات طويلة الأمد
لطالما وُصف القرن الحادي والعشرين بقرن علم الأحياء، حيث تساعد الابتكارات في علم الأحياء الحاسوبي، مثل خوارزمية ألفا فولد، على تطوير أفضل الأدوية وأكثرها كفاءة في مكافحة الأمراض. وتشتمل سلة الأدوية من الجيل التالي على 30 شركة رائدة في مجال الابتكار ضمن قطاع التكنولوجيا الحيوية، الذي تهيمن عليه اليوم مجموعة من أضخم الشركات وأكثرها نجاحاً، مثل أمجن وجيلياد ساينسز وفيرتكس للأدوية وغيرها. ويتمحور تركيزنا، في هذه السلة، على التقنيات الجديدة والمتطورة في مجال التكنولوجيا الحيوية مثل، تكنولوجيا الحمض الريبي النووي الناقل، وتقنيات العلاج الجيني، والتحرير الجيني وغيرها.
وسجل مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الحيوية، المؤشر الرائد عالمياً في مجال التكنولوجيا الحيوية والذي يتتبع أضخم شركات القطاع وأكبرها سيولة، مكاسب سنوية بنسبة 9.7% منذ نهاية عام 2003، بالمقارنة مع مؤشر إم إس سي آي للأسواق العالمية الذي سجّل أرباحاً سنوية بنسبة 1.6%. وتراجعت نسب الأرباح بشكل كبير خلال العام الماضي نتيجة لرفع أسعار الفائدة الذي أدى إلى انخفاض تقييمات الأسهم للأصول طويلة الأمد، كالشركات ذات التقييم المرتفع أو معدومة الأرباح، ما جعل عمليات التمويل أكثر صعوبة.
وتساعد الابتكارات الدوائية المحتملة بفضل خوارزمية ألفا فولد وتوسّع معرفتنا ببنية البروتينات، على تعزيز مكانة قطاع التكنولوجيا الحيوية كتوجهٍ رئيسي عالي الأرباح خلال العقود القادمة. وكما حقق قطاع الحواسيب وشركة مايكروسوفت أرباحاً سنوية بنسبة تتراوح بين 5-10% منذ أواخر الثمانينيات، يبدو أن قطاع التكنولوجيا الحيوية سيسلك هذا المسار لتتربع بعض شركاته الكبرى على صدارة التصنيف لمؤشرات الأسهم من ناحية القيمة السوقية. وتوفر الشركات العاملة في هذا المجال فرصاً استثمارية، لكن ذلك يتطلب إجراء عملية التحقق الضرورية، ويحمل مخاطر عدم اختيار الشركات الرابحة. فيما تمثل الصناديق المتداولة في البورصة بديلاً مناسباً، مثل صندوق آي شيرز ناسداك للتكنولوجيا الحيوية المؤهل وفقاً لتعهدات الاستثمار الجماعي في الأوراق المالية القابلة للتحويل، والمتداول في البورصة تحت الرمز (B70:xetr2)، والذي يتتبع المؤشر القياسي الرئيسي في القطاع؛ وصندوق جلوبال إكس جينوميكس آند بايوتكنولوجي المؤهل وفقاً لتعهدات الاستثمار الجماعي في الأوراق المالية القابلة للتحويل، والمتداول في البورصة تحت الرمز (GNOM:xmil)، والمشابه لسلة الأدوية من الجيل التالي الخاصة