“دسر” و “GE”: يضخان مليار لتأسيس مصنع تربونات غازية
تم النشر في الأربعاء 2017-05-24
وقعت “دسر” (الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية) و”جنرال إلكتريك”، المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز GE، اتفاقية مشروع مشترك بقيمة أكثر من مليار ريال سعودي. جاء هذا الإعلان في أعقاب لقاء القمة الذي جمع في وقت سابق من الأسبوع الحالي بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تمثل الاتفاقية الجديدة جزءاً من مذكرات التفاهم والشراكات المهمة مع المملكة العربية السعودية التي كانت قد أعلنت عنها “جنرال إلكتريك” في 20 مايو.
وتشكل الاتفاقية خطوة هامة نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال توطين صناعة التوربينات الغازية داخل المملكة العربية السعودية والمساهمة في تطوير سلسلة توريد صناعية عالمية في هذا القطاع. جاء ذلك بعد توقيع “دسر” و”جنرال إلكتريك” العام الماضي لمذكرة تفاهم استراتيجية من المتوقع أن تثمر عن استثمارات مشتركة تقارب قيمتها 3.75 مليار ريال سعودي ضمن عدة قطاعات في 2017.
وسيساهم المشروع المشترك في توفير الإمكانات اللازمة لتغطية معظم احتياجات المملكة من التوربينات الغازية سنوياً لتلبية الطلب المتزايد على موارد الطاقة. وسيؤدي هذا الاستثمار إلى تحقيق قيمة اقتصادية مضافة علاوة على دوره كرافد لنمو الاقتصاد الوطني وتوفيره لفرص العمل المثمرة بالتزامن مع تطوير سلسة التوريد المحلية بما يعود بفوائد ملموسة على الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة. وبموجب الاتفاقية، ستعمل “جنرال إلكتريك” و”دسر” على تعزيز الإمكانات الصناعية المحلية تحت شعار “صنع في السعودية” من خلال توسعة نطاق العمليات الصناعية، لا سيما في مجال تقنيات أجزاء التوربينات الغازية.
الالتزام بمسيرة التنمية الاقتصادية
وعلق المهندس عبد اللطيف بن أحمد العثمان، رئيس مجلس إدارة شركة “دسر”: “إن هذه الشراكة التاريخية بين ’دسر‘، ذات الدور الاستراتيجي في الاستثمار و التطوير الصناعي، و’جنرال إلكتريك‘ الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا، هي تجسيد لالتزام المملكة العربية السعودية بترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في القطاع الصناعي العالمي، بما ينسجم في المضمون والأهداف مع رؤية السعودية 2030. وسيساهم المشروع المشترك الجديد بدور جوهري في بناء منظومة صناعية محلية أقوى في المملكة العربية السعودية. ومن خلال وضع أسس قوية لسلسلة توريد عالمية متكاملة، فإننا سنكون قادرين على استكشاف فرص تنموية جديدة تعود بالخير والفائدة على شعبي البلدين”.
من جانبه قال المهندس رشيد بن محمد الشبيلي، الرئيس التنفيذي لشركة “دسر”: “تحرص ’دسر‘ على تفعيل دورها كرافد حقيقي لخطط التنويع الاقتصادي وتحقيق القيمة المضافة وتطوير المواهب الوطنية، انطلاقاً من رؤية السعودية 2030، وتتعاون مع أهم الشركاء العالميين لبناء منظومة عمل صناعية حيوية في المملكة تساهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني. وبفضل شراكاتها القوية في المملكة، وبالاعتماد على مواردها المالية ومرونة عملياتها وخبرتها الواسعة في السوق المحلية، أصبحت ’دسر‘ شريكاً استثمارياً مؤهلاً لدعم توسع عمليات الشركات العالمية في المملكة ومختلف أسواق المنطقة. ويرسي هذا المشروع المشترك نموذجاً عالمياً جديداً لبناء منظومة العمل الصناعية التي تدعم نمو الاقتصاد المحلي، ونحن على ثقة بأن هذه الاستثمارات ستلعب دوراً بارزاً في ترسيخ مكانة المملكة كمحور عالمي رائد للتصنيع في قطاع الطاقة”.
وقال بول ماكليني، الرئيس والمدير التنفيذي لخدمات الطاقة في “جنرال إلكتريك للطاقة”: “تعكس الاتفاقيات الجديدة التزام ’جنرال إلكتريك‘ الجاد والمستمر تجاه رؤية السعودية 2030، وتمثل تجسيداً لأولوياتنا التنموية وتركيزنا المتنامي على تطوير الإمكانات المحلية والتوطين. ولا شك بأن هذه الاستثمارات المتبادلة هي امتداد طبيعي للشراكة القوية التي تجمع بين البلدين، وترتقي بهذا التعاون إلى مستويات جديدة تتيح تسريع تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية الرئيسية، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي ملموس من حيث توفير فرص العمل وتطوير سلسلة التوريد وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود”.
وبدوره قال جو ماسترانجلو، الرئيس والمدير التنفيذي لأنظمة طاقة الغاز في “جنرال إلكتريك”: “تمثل هذه الاتفاقية امتداداً للحضور الراسخ الذي تتمتع به ’جنرال إلكتريك‘ في المملكة العربية السعودية منذ ثمانية عقود، حيث أصبح لدينا اليوم الإمكانات الحديثة المتكاملة التي تتيح لنا تصنيع مجموعة واسعة من التوربينات الغازية داخل المملكة. ونتطلع إلى مواصلة التعاون مع ’دسر‘ لتقديم كل الدعم الممكن نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال تصنيع التوربينات الغازية محلياً بالتزامن مع تقديم أفضل الخدمات لعملائنا في المملكة والمنطقة، وهو أمر في غاية الأهمية في ضوء استمرار نمو الطلب على موارد الطاقة”.
وتشير تقديرات مجلس الطاقة العالمي إلى أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج إلى 10 جيجاواط إضافية من الطاقة خلال السنوات العشر المقبلة، أي ما يعادل استثمارات بقيمة 180 مليار ريال سعودي في مشاريع جديدة لتوليد الطاقة. وعلى مستوى المنطقة، يزداد الطلب على موارد الطاقة بمعدل يصل إلى 8 بالمئة سنوياً. وستساهم استثمارات “دسر” و”جنرال إلكتريك” في إيجاد حلول فعالة للاستجابة لهذه الاحتياجات عبر تزويد قطاع توليد الطاقة بأحدث المعدات والخدمات.