تم النشر في الأثنين 2017-02-27
كشفت دراسة حديثة أجراها أحد خبراء التنمية القيادية لدى كلية لندن للأعمال، أن حضور المسؤولين والمدراء الدائم وتفاعلهم مع الموظفين يشكل عاملاً مهماً جداً لتحقيق النجاح في منطقة الخليج العربي.
وفي هذا السياق، قال راندل إس بيترسون، الأستاذ في السلوك المؤسسي والمدير الأكاديمي في كلية لندن للأعمال: “أظهرت الدراسة الأهمية الكبيرة لتعزيز مشاركة الموظفين، حيث يساهم هذا الإدماج في زيادة الإنتاجية وتقديم خدمات أفضل للعملاء، كما يحسن من ولاء ورضى العملاء، مما يقود إلى حصول الشركات على نتائج أفضل. كما يُعد تعزيز مشاركة الموظفين مفتاحاً أساسياً لنجاح الأعمال، سواء في المنظمات الربحية الخاصة أو المؤسسات الحكومية الهادفة للوصول إلى رضى السكان، وحتى في المنظمات الخيرية الهادفة لتقديم خدمات أفضل”.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن تعزيز مشاركة الموظفين إلى الحد الذي يقوي شغفهم بعملهم والتزامهم تجاه المنظمة والقيادة واستعدادهم لتقديم مجهودات غير مشروطة، يلقى الاهتمام الأكبر في قطاع الأعمال في وقتنا الحاضر.
وأضاف بيترسون: “لا بد أن هذه المسألة كانت دافعاً أساسياً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين قام بزيارته المفاجئة الشهيرة لبعض الدوائر الحكومية، والتي مثّلت دافعاً أساسياً لتحسين الأداء في تلك المؤسسات في الفترات التالية للزيارة”.
لكن إلى أي حد يمكن أن يثبت هذا التدخل فعاليته؟ يُظهر البحث الأخير الذي أجراه بيترسون بالتعاون مع السيد عبد الرحمن الفيفي، المرشّح لدرجة الدكتوراه، أن العوامل التي تقود عملية إدماج الموظفين في منطقة الخليج العربي تختلف عن مثيلاتها في الغرب.
تعزيز مشاركة الموظفين في منطقة الخليج العربي
يوضح بيترسون قائلاً : “تتميز منطقة الخليج العربي بنوعية مختلفة من الحوكمة، حيث تختلف في أنماط توزيع السلطة بين التنفيذيين والإدارات المتوسطة والموظفين عن باقي أرجاء العالم. ويقدّر الموظفون في منطقة الخليج العربي ناحية الأمان الوظيفي وامتلاك مسيرة مهنية واضحة بشكل أكبر من نظرائهم في الغرب”.
وأضاف بيترسون: “من المهم أيضاً معرفه أنه وعلى الرغم من تمتع المدراء في منطقة الخليج العربي بصلاحيات كاملة لاتخاذ القرار، فإن الدين الإسلامي، الذي يُعتمد عليه كفكر يوجه الحياة اليومية، ينص على ضرورة قيام المدراء بالاستشارة وفهم احتياجات الموظفين قبل اتخاذهم لأية قرارات مهمة. وتنص دراستنا أن تفاعل المدراء مع الموظفين يملك أهمية كبيرةً في منطقة الخليج العربي. وعلى الرغم من امتلاك المدراء الصلاحيات الكاملة لاتخاذ القرارات، فإن عدم تواجدهم وطلبهم للمشورة ومحاولة فهم احتياجات موظفيهم بشكل كامل لن يترك لهم الفرصة لتحفيز وإدماج العاملين بالشكل الأمثل”.
ويختتم بيترسون بالقول “إن الزيارة الشهيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى مواقع العمل الحكومية، وعلى الرغم من عدم تشابهها مع التقاليد المؤسسية الغربية، إلا أنها تركت أثراً إيجابياً واسعاً، وجاءت منسجمةً مع الفهم المحلي للإدارة والاهتمام بشؤون الموظفين والمواطنين”.
