حفظ الطعام.. توجيه أم قرار؟
تم النشر في الأحد 2020-02-16
يوسف القبلان
خطوة جميلة أقدمت عليها وزارة الشؤون البلدية والقروية بإلزام المطاعم وقصور وقاعات الأفراح بالتعاقد مع جمعيات حفظ النعمة.
يقول الخبر: إن وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف د. ماجد القصبي وجه جميع الأمانات بإلزام المطاعم والقصور وقاعات الأفراح بالتعاقد مع جمعيات حفظ النعمة.
هذا التوجيه أو القرار جاء للحد من الإسراف والتبذير والتفاخر بحجم الولائم التي ينتهي مصيرها في حاويات النفايات.
حيثيات هذا التوجيه أو القرار حيثيات قوية وقديمة وبسببها تم إنشاء جمعيات لحفظ الطعام. ويبدو أن التوعية لم تكن كافية للقضاء على هذه المشكلة. المشكلة تعاني منها دول كثيرة، منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة سبق أن نشرت تقريراً يشير الى أن 30 % من الإنتاج العالمي للأطعمة أي ما يقارب 1.3 مليار طن يهدر سنوياً قبل أن يصل الى مائدة المستهلك، وهي كمية من الأطعمة كافية لإطعام جوعى العالم حسب تقرير المنظمة.
وفي المملكة تقدر قيمة الفاقد والهدر الغذائي بـ 49.833 مليار ريال سنوياً حسب ورقة مقدمة من وزارة الزراعة في ورشة الحد من الفقد والهدر الغذائي. وهذا ما دعا مجلس الشورى لتقديم مقترحات تتضمن دراسة سن قوانين لمكافحة التبذير ومعاقبة المبذرين، وهناك من اقترح إنشاء مركز وطني للترشيد ومكافحة الإسراف. ولست مع الاقتراح الأخير لوجود جهاز قائم مسؤول عن هذا الموضوع، وليست كل مشكلة تحل بإنشاء مركز أو هيئة وإنما بتفعيل أداء الجهاز القائم منعا للازدواجية وتضخم الجهاز الإداري.
أهمية هذا الموضوع المتفق عليه، والحيثيات القوية وأهمها أن ممارسات الإسراف وهدر الطعام تتنافى مع مبادئ الإسلام التي تحذر من هذه الآفة في كل شؤون الحياة. قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، كل ذلك جعلني أتوقع وأتمنى لو جاءت خطوة الوزارة بصيغة قرار يلزم الأمانات أيضاً بوضع آلية عمل فعالة للتعامل مع المطاعم وقاعات الأفراح ويتابع ويقيم مدى التزامها بقرار التعاقد مع جمعيات حفظ النعم. قد يقال إن العبرة بالتطبيق، وهذا صحيح، ولكن القرار أقوى من التوجيه. ومن الخيارات أيضاً أن يكون اتخاذ القرار في هذا الموضوع من صلاحية الأمانات وفتح المجال بينها للتنافس تخصص له جوائز تقديرية للأمانات المتميزة في حفظ النعم بحيث تصل الى المحتاجين وهي صالحة. ولا شك أن بعض جمعيات حفظ النعم لها مبادرات في هذا المجال وتعمل في إطار أهدافها ومسؤولياتها دون انتظار التوجيه وهذه تستحق التقدير.
عن الزميلة الرياض