تقرير: مرض نادر مرتبط بالسجائر الإلكترونية
تم النشر في الأحد 2019-09-15
كشف تقرير جديد صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض واتقائها الأمريكية (CDC) أن شكلاً نادراً من الالتهاب الرئوي هو من بين الأمراض الغامضة المرتبطة بالتنفس التي أثرت على 450 شخصاً في الولايات المتحدة إثر استخدامهم للسجائر الإلكترونية.
ويقول مسؤولو الصحة، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية يوم الخميس الماضي، إنهم حددوا ما لا يقل عن خمسة مرضى في مستشفيين بولاية كارولينا الشمالية، بين يوليو/تموز وأغسطس/آب 2019، ممن أصيبوا بالتهاب رئوي شحمي حاد.
وأبلغ جميع المرضى عن استخدام السجائر الإلكترونية القائمة على الماريغوانا. وأظهرت فحوصات الرئة وجود تراكم للدهون الذي ارتبط باستخدام السجائر الإلكترونية في الماضي.
ويلقي التقرير الضوء على بعض أمراض الرئة التي انتشرت في 33 ولاية، حيث قال المعدون إن هناك حاجة إلى إجراء تحقيقات في ولايات أخرى، لمعرفة ما إذا كانت هذه الحالات لها السمات نفسها.
ويحدث الالتهاب الرئوي الشحمي الحاد عندما تدخل جزيئات صغيرة من الدهون أو الزيت إلى الرئتين، ما يسبب التهاب البطانة. وتظهر لدى بعض الأشخاص أعراض خفيفة أو لا تظهر على الإطلاق، بينما قد يعاني البعض الآخر من ألم في الصدر وسعال.
ونظراً لأن العلامات غير محددة، فقد يؤدي ذلك إلى خطأ في التشخيص، ما قد يؤخر العلاج. ويحدث ذلك في 1 إلى 2.5 بالمئة فقط من السكان، وفقا لدراسة أجريت عام 2003 من كلية ألبرت أينشتاين للطب ومركز “مونتيفيوري” الطبي في نيويورك.
ويقول التقرير إن جميع المرضى، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، عانوا من ضيق التنفس والغثيان والقيء لعدة أيام قبل نقلهم إلى المستشفى. وجاء في التقرير أيضا أنه “في البداية، عولج جميع المرضى تجريبياً بالمضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي، ولكنهم جميعا أصيبوا بتفاقم فشل الجهاز التنفسي خلال 48 ساعة”.
وبعد تلقي “ميثيل بريدنيزون” عن طريق الوريد، والذي يعالج الالتهابات، تحسنت حالة المرضى، وأرسلوا إلى المنزل مع مزيد من العقاقير الطبية.
ويقول معدو التقرير إنهم يعتقدون أن الأمراض التي تصيب هؤلاء المرضى، ناجمة عن الدخان الناتج عن السجائر الإلكترونية.
وكتب الباحثون “هذه الحالات الخمس تسلط الضوء على أهمية الوعي بوجود ارتباط محتمل بين استخدام زيوت الماريغوانا أو المركزات في السجائر الإلكترونية، والالتهاب الرئوي الشحمي”.
وفي الآونة الأخيرة، أصيب 450 فرداً في 33 ولاية و8 مناطق، بأمراض تنفسية غامضة يُعتقد أن لها صلة بتدخين السجائر الإلكترونية.
واستجابة لتفشي المرض، أعلنت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية فرض حظر على منتجات منكهات السجائر الإلكترونية -بخلاف التبغ- في المتاجر.
وفي سياق منفصل، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أيام، خططاً لحظر بيع كافة السجائر الإلكترونية ذات النكهات المتنوعة في إطار حملة موسعة، فيما حذر مسؤولون من أن النكهات الحلوة أوقعت ملايين القُصر في دائرة إدمان النيكوتين.
وعبر ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين عن القلق بشأن زيادة استخدام القاصرين للسجائر الإلكترونية، ويأتي التحرك في وقت يحقق فيه المسؤولون في عدد من الوفيات وربما مئات من الإصابات بأمراض الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية.
وقال وزير الصحة والخدمات البشرية أليكس آزار إن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تعكف بمباركة ترامب على إعداد ”وثيقة إرشادية“ ستقود إلى حظر كافة نكهات السجائر الإلكترونية باستثناء نكهة التبغ.
وأبلغ آزار الصحفيين خلال اجتماع مع ترامب والسيدة الأولى ميلانيا بالمكتب البيضاوي “فور انتهاء إدارة الأغذية والعقاقير من هذا الكتيب الإرشادي، سنشرع في إجراءات إنفاذ القانون لإزالة كل هذه المنتجات من الأسواق”.
وذكر أن الحظر سيشمل نكهات النعناع والمنثول والعلكة والحلوى والفاكهة والكحوليات وغيرها.
وقال آزار إن أحدث البيانات أظهرت زيادة في استخدام صغار السن للسجائر الإلكترونية وإن الشباب انجذبوا لنكهات مثل النعناع والمنثول. ويستخدم قرابة ثمانية ملايين بالغ أمريكي مثل هذه السجائر وكذلك نحو خمسة ملايين قاصر.