تقرير HSBC: سكان العالم سيتحولون إلى مستهلكين بحلول 2020
تم النشر في الأثنين 2016-09-26
قال تقرير حديث صادر عن إدارة الخدمات المصرفية التجارية لدى بنك HSBC أن تغيير التركيبات السكانية والسلوكيات الإستهلاكية سيؤدي إلى خلق فرص جديدة بالنسبة للشركات والمؤسسات التجارية النشطة على مدى العقود المقبلة مع تشكيلها تهديداً لبعض استراتيجيات التسويق المطبقة حالياً.
ومع توقع تأثير النمو الإقتصادي بدفع أكثر من 90٪ من سكان العالم للتحول إلى ما يسمى بالطبقة الاستهلاكية بحلول عام 2020 ، ما يعني أن لديهم بعض الدخل المتاح بعد الدفع مقابل ضروريات الحياة، فإن التقرير يشير إلى وجوب قيام الشركات والمؤسسات التجارية بالاستعداد من اليوم لتلبية متطلبات واحتياجات العملاء في الغد.
ومن خلال النتائج المجمعة من الاستقراءات المستقبلية المأخوذة من المقابلات المتعمقة التي تم إجراؤها مع كبار رجال الأعمال إلى جانب الاستبيانات التي شملت 90 ألف من المستهلكين ، فإن تقرير HSBC حول التوقعات المستقبلية لمتطلبات المستهلكين يناقش التوجهات الرئيسية الأربعة التي تشكل وسيلة شركات الأعمال التجارية في الوصول إلى السوق.
وتتمثل التوجهات في توقع تسجيل زيادة سريعة في عدد المستهلكين من ذوي الدخل المتوسط في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الأسواق الناشئة ، بالإضافة إلى التقدم في مجال التكنولوجيا الرقمية والتأثير بشكل فاعل على طريقة المتسوقين في إيجاد واختيار وشراء السلع والخدمات.
ويري التقرير أن الأجيال المختلفة من المتسوقين تظهر أنماطاً استهلاكية مميزة على نحو متزايد ، مع ارتفاع القدرة الشرائية للمتسوقات مع انضمام المزيد من الإناث للقوى العاملة.
التقدم في مجال التكنولوجيا الرقمية
النمو السريع في عدد الأشخاص المستخدمين لشبكة الإنترنت، وخاصة أولئك الذين يمتلكون أجهزة هواتف متحركة، مما يعني تمتع المتسوقين بالمزيد من الخيارات، وشبكات أوسع والقدرة على أن يكونوا أكثر اطلاعاً من أي وقت مضى.
وبحلول عام 2020 سيزيد عدد الأشخاص المستخدمين للهواتف المتحركة الذكية ليبلغ 6.1 مليار شخص ، كما أن البالغين من جيل المتسوقين المولدين ما بين منتصف التسعينات ومنتصف الألفية الثانية هم من المستخدمين الأوليين للتكنولوجيا الرقمية مما اسهم في صوغ نظرتهم وتوقعاتهم لمتطلباتهم الاستهلاكية لتكون اكثر بساطة وسهولة.
وقال أحمد ييجانه، مدير عام الائتمان والخدمات المصرفية التجارية ببنك إتش إس بي سي مصر ، أن انتشار الموبايل والانترنت يزيد عاماً عن عام في مصر وحول العالم ، وهو ما دفع البنك للاستثمار في التكنولوجيا لضمان تقديم أفضل خدمة للعملاء بأفضل طريقة ممكنة ، مشيراً إلى إطلاقهم خدمة الإنترنت البنكي للشركات “HSBCnet” في 2005.
ووفقا لدراسة أجرتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، قفز استخدام الإنترنت من 20 مليون مستخدم في 2009 إلى ما يقرب من 30 مليون مستخدم في عام 2013. ويتزايد هذا الاتجاه ويبرهن بتوفير الحكومة المصرية الخدمات الإلكترونية، فضلاً عن أتجاه العديد من الشركات إلى المنصات الرقمي.
ارتفاع نسبة المستهلكين من ذوي الدخل المتوسط
يعرف المستهلكون من ذوي الدخل المتوسط بأنهم الأفراد الذين يكسبون ما بين 10 إلى 20 دولاراً يومياً – وهم يمثلون حالياً واحدا من بين كل سبعة من سكان العالم. ومن المتوقع أن يزيد عددهم بحلول عام 2020 إلى 3.2 مليار شخص وإلى 4.9 مليار شخص بعد عقد من الزمن .
ومن خلال هذه الأرقام سنرى أن قدرتهم الشرائية التقديرية سيكون لها تأثير كبير على استراتيجيات شركات الأعمال التجارية، ولا سيما في آسيا حيث يعيش أغلبيتهم ، وبالتالي، ينبغي على الشركات التي تقوم بتحويل تركيزها نحو هؤلاء المستهلكين الأخذ في الاعتبار تأثير الاختلافات الثقافية على تفضيلاتهم الشرائية.
القدرة الاستهلاكية للمتسوقين من الإناث
تتجه القوة الاقتصادية للمتسوقين من الإناث للتزايد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، حيث من المتوقع ارتفاع أجورهم المكتسبة من 12 تريليون دولار أمريكي في عام 2010 إلى 18 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2018. وينبغي على الشركات الراغبة في استهداف هذه الفئة من المتسوقين اعتماد النهج الذي يعكس أنماط حياة الإناث التي تفرضها عليهم ظروف العمل على نحو متزايد.
وتظهر استبيانات آراء المتسوقين من الرجال والنساء مواقف وقيم مماثلة – فكليهما يريدان الشراء من الشركات الموثوقة والمعتمدة (70٪ مقابل 68٪) وأبدوا اهتماماً متساوياً (91٪) من حيث أهمية الترفيه والاستجمام . وعلاوةً على ذلك، فإن أكثر من ثلثي المتسوقين (67٪) من كلا الجنسين أبدوا اهتماماً بالاستهلاك الأخلاقي، مما يشير إلى أن اتباع الممارسات المستدامة سيؤثر بشكل متزايد على خياراتهم الشرائية.
الاستهلاك عبر الأجيال
يشير التقرير أيضاً إلى الأهمية الاقتصادية للأجيال المختلفة، لفترة ما قبل الحرب وجيل الطفرة السكانية وصولاً إلى جيل الشباب. كما يرى أن القوة الشرائية لجيل ما فوق الستين من العمر ستسمر في الارتفاع، وأن عدد هذه الفئة العمرية سيفوق عدد الأشخاص ممن هم في سن الخامسة من العمر لأول مرة في تاريخ البشرية بحلول عام 2020.
وقد يكون جيل الألفية أقل رضاً عن أوضاعهم المالية، إلا أنهم يقتربون الآن من ذروة سنين العمل بالنسبة لهم ويظهرون سلوكيات مميزة نسبياً مثل تحديد أولويات الاستمتاع بالحياة بدلاً من الادخار والممتلكات.