تعرف على أبرز 8 توجهات تقنية لقطاع الأعمال خلال العام 2018
تم النشر في الأحد 2018-01-14
تتغير بيئات العمل الحديثة بشكل مستمر يوماً بعد يوم، وتتنامى أهمية التكنولوجيا بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط التي يشكل سكانها ممن لم يتجاوزوا سن الـ 24 بين 50 و65 بالمائة من إجمالي السكان. لذا، نجد بأن جيل الألفية بات يهيمن على الأسواق الصاعدة، كما باتت أساليب عمل هذا الجيل ترسم ملامح توجهات الأعمال خلال العام 2018 وما بعده.
عن ذلك تقول بوي تشي لي، رئيس قسم التسويق لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى زيروكس:” بحلول العام 2025، سيشكل جيل الألفية 75 بالمائة من القوى العاملة في جميع أنحاء العالم، وفقاً لنتائج دراسات الحوكمة الصادرة عن معهد بروكينغز للدراسات. كما يشكل جيل الألفية أيضاً شريحة واسعة من مستهلكي المنتجات والخدمات في وقتنا الراهن، فأصبح بإمكانهم اتخاذ القرارات التنفيذية، وهم في طريقهم لتقلد مناصب تؤهلهم لإدارة جيل ما بعد الألفية، الذين تشابه أنماط عملهم إلى حد بعيد جميع أسلافهم، في حين يتمتع جيل الالفية – الذين يشكلون ثقلاً هائلاً ويبلغ عددهم 72.8 مليون شخص ولدوا خلال الفترة ما بين منتصف التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين – بقدرة أكبر على المنافسة، ومن المتوقع ارتفاع معدل كفاءة بيئات العمل تحت إدارتهم”.
وأضافت تشي “هذه العوامل، والكثير غيرها، ستعمل على رسم ملامح توجهات الأعمال خلال العام 2018، ما سيعزز من اعتماد القوى العاملة الحديثة بدرجة أكبر على التكنولوجيا. وأعتقد أنه يتوجب على المؤسسات الأخذ بعين الاعتبار 8 توجهات رئيسية على الأقل خلال العام القادم، وهي:
ستنمو ممارسات استخدام الجهاز الشخصي ضمن بيئات العمل (PYOD) بوتيرة متسارعة بدعم كبير من قبل جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية خلال العام 2018، ولقد ناقشنا على مدى السنوات القليلة الماضية فيما إذا كان ينبغي علينا اصطحاب أجهزتنا الخاصة إلى مكان العمل أم لا، لكن من المتوقع أن يُحسم هذا النقاش خلال العام المقبل، فالكفاءة والمرونة والربط الشبكي ستواصل تربعها على قائمة الأولويات بالنسبة لموظفي جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية.
ستكتسب تطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بالأعمال المزيد من الاهتمام خلال العام 2018، ونحن نتحدث هنا عن تطبيقات الأجهزة المحمولة القادرة على تعزيز التكامل للحصول على نتائج أكبر وأسرع الأعمال. ومن المتوقع أن يحظى العملاء بالمزيد من الخدمات المتاحة حسب الطلب، والحلول شخصية الطابع، لدرجة أن جيل الألفية لن يكون بمقدوره تخيل حياته دون استخدام هذه التطبيقات. وبإمكاننا منذ الآن الحصول على تطبيقات مثالية لتنفيذ جميع المهام، بدءاً من إيصال الأطعمة والمأكولات، والتسوق، وتأمين الخدمات الحكومية، إلى جانب التوسع نحو تطبيقات الأتمتة الداخلية لسير العمل، التي من شأنها مساعدة المؤسسات على تبسيط أعمالها بطريقة أكثر كفاءةً. سيتم طرح الكثير من هذه التطبيقات خلال العام 2018.
الخدمات الذكية، والتقنيات الذكية، والحكومة الذكية، كل شيء من حولنا سيعمل بأسلوب ذكي! فنحن نعيش في مدن ذكية، ونقوم بمعالجة المعلومات بأكثر الطرق ذكاءً عاماً بعد آخر. والأشخاص الأكثر أهمية بين جيل الألفية هم القادرين على تنظيم كميات هائلة من البيانات لتصبح معلومات منظمة وسهلة الاستخدام، وهذا هو بالضبط السبب وراء استعانتنا بتقنيات تحليل البيانات الكبيرة، التي ستواصل إحداث موجة من التغيير الإيجابي خلال العام 2018، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط.
سترفع إنترنت الأشياء من حدة المخاوف إزاء التقنيات الالكترونية خلال العام 2018، حيث تشير بعض التوقعات على مستوى هذه الصناعة أن عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة في العالم سيتجاوز الـ 50 مليار جهاز بحلول العام 2020. وللحفاظ على نفسها في منأى عن التهديدات الالكترونية، ينبغي على المؤسسات إبداء أقصى درجات الحذر عند اختيار المعدات والتجهيزات المكتبية، والاهتمام كثيراً بنوع وطبيعة الحلول الأمنية المدمجة ضمن عروض العلامات التجارية المفضلة لديهم. ففي كثير من الأحيان، تشكل تجهيزات المكتب نقطة الدخول أو الاختراق الأولى بالنسبة لمجرمي الإنترنت، وذلك لعدم تطبيق السياسات الأمنية الصارمة عليها أسوةً بباقي تجهيزات المؤسسة، فهذه الأجهزة غالباً ما تلعب دور جسر العبور للوصول إلى البيانات الحساسة، نظراً لاتصالها بشبكة المؤسسة.
سترتفع وتيرة الجهود الرامية إلى إحداث عمليات التحول الرقمي على صعيد القطاعين الخاص والعام في منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2018، ورغم ظهور هذا التوجه منذ فترة، إلا أننا نتوقع رصد المزيد من هذه التغييرات التي ستطال جميع القطاعات عالية التنظيم، على غرار قطاع التعليم، والرعاية الصحية، والمصارف، والنقل. وهو مؤشر على أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والصاعدة، التي تدعم مسيرة التحول الرقمي في هذه القطاعات، ستحقق المزيد من النجاح والنمو على مستوى المنطقة.
ستلعب خدمة العملاء دوراً أكثر أهمية وحيويةً خلال العام القادم على صعيد بيئة الأعمال شديدة التنافسية في المنطقة. وقد ذكرنا سابقاً المنهجيات المخصصة والشخصية التي يتوقع المستهلكون التمتع بها في وقتنا الراهن. لذا، يتوجب على خدمة العملاء الارتقاء إلى المستوى الأعلى عبر توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي وشبكات الدردشة المؤتمتة، التي أصبح من السهولة بمكان الوصول إليها. وهو ما تثمنه وتتوقعه القوى العاملة من جيل الألفية خلال العام 2018.
ستكتسب ممارسات الأعمال المستدامة وممارسات الحد من الاستخدام الورقي في المكاتب زخماً قوياً خلال العام القادم، فحوالي 87 بالمائة على الأقل من جيل الألفية سيقومون بشراء منتج ذو فوائد اجتماعية أو بيئية، كما أن كل 9 من أصل 10 منهم سيلجؤون إلى تغيير العلامات التجارية من أجل دعم هذه القضية. وذات الأمر ينطبق على مدى أهمية إحداث تأثير وتغيير إيجابي في بيئة العمل، حيث سيختار جيل الألفية العمل لدى المؤسسات المسؤولة والجديرة بالثقة. من جهة أخرى، ستساعد خدمات الطباعة المدارة الكثير من الشركات على إعادة تقييم ممارساتها الخاصة بالطباعة، وذلك بهدف الحد من مستوى نفاياتها الورقية، وهي من أولى الخطوات التي تستطيع المؤسسات، من أي حجم كانت، اتخاذها للوصول إلى ممارسات الأعمال المسؤولة.
ستحظى بيئات العمل التشاركية بأهمية متنامية، ونحن لا نتحدث هنا عن طرح خطة مفتوحة لبيئات عمل المكاتب، بل عن التقنيات التي من شأنها مساعدة جيل الألفية على التعاون والعمل بدرجة أعلى كفاءة. لكن المفارقة هنا تكمن في أنه على الرغم من كون جيل الألفية يتمتع بروح العمل الجماعي بشكل طبيعي، إلا أن أعضاءه لا يفضلون التفاعل وجهاً لوجه، وبوتيرة يومية. كما أن الأجهزة المتصلة بالشبكة، والتجهيزات المكتبية الذكية، ستتيح لهم إمكانية المشاركة دون الحاجة إلى التفاعل على أرض الواقع. فلا يوجد ما يمنع من إجراء مثل هذه الاجتماعات عن طريق تقنية الاتصال المرئي، ولا توجد ملفات من المتعذر سحبها عبر القارئ الضوئي وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى جميع الأطراف المعنية”.
واختتمت بوي تشي لي بقولها “هناك الكثير من التوجهات الصغيرة الأخرى القادرة على هز أركان مجتمع الأعمال خلال العام 2018، فجميعها تمتلك القدرة على إحداث التغيير الإيجابي على مستوى القطاعين العام والخاص على المدى الطويل. وستحظى بيئات العمل على فرصة اكتساب الزخم الواسع، والمرونة، والديناميكية بفضل جمهورها من جيل الألفية”.