أخبار الاقتصادالأخبار

النفط يرتفع بفعل تراجع المخاوف الجيوسياسية في أسواق الطاقة

تم النشر في السبت 2018-03-10

قفزت أسعار النفط أمس أكثر من 2 في المائة إلى 65.26 دولار للبرميل من خام برنت و61.82 للبرميل من الخام الأمريكي بفعل أنباء عن لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وقال رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية أمس بعد مباحثات بين سيئول وبيونج يانج “إنه من المرجح أن يلتقي الرئيسان بحلول أيار (مايو)”، مضيفا أن “كيم تعهد بعدم إجراء مزيد من الاختبارات النووية أو الصاروخية”، فيما ذكر البيت الأبيض أن ترمب سيقبل الدعوة في مكان وزمان سيتحددان لاحقا.
وتلقت أسعار الخام دعماً من إعلان البيت الأبيض عن قرار الرئيس دونالد ترمب المتعلق بمقابلة زعيم كوريا الشمالية، حيث أسهم ذلك في هدوء المخاوف الجيوسياسية.
وارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات معوضة جزءا من خسائرها التي تجاوزت الخميس الماضي 2 في المائة على خلفية تخمة الإنتاج الأمريكي، وأبدى الخام ملامح طفيفة من التعافي عقب الخسائر الملحوظة التي شهدها أول أمس بفعل بيانات الإنتاج الأمريكي والمخزونات التي كشفت عن تواصل الاتجاه الصاعد.
وبحسب “رويترز”، قادت الأنباء الأسهم الآسيوية إلى الصعود وارتفعت عقود النفط الآجلة مقتفية أثرها وفق ما قاله تجار، وقفزت أسعار النفط أكثر من 2 في المائة إلى 65.26 دولار للبرميل من خام برنت و61.82 للبرميل من الخام الأمريكي.
وكان خام “نايمكس” قد سجل أدنى إغلاق في ثلاثة أسابيع أثناء تسوية جلسة الخميس، مع ضغط البيانات الأمريكية السلبية، وأعلنت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة عن صعود المخزونات بمقدار 2.4 مليون برميل.
وزاد الإنتاج الأمريكي بمقدار 86 ألف برميل يومياً خلال الفترة نفسها، فيما رفعت الإدارة الأمريكية تقديراتها للإنتاج خلال 2018 و2019، بنسبة 1 و0.8 في المائة على الترتيب.
وتراجعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأقل من التوقعات خلال الأسبوع الماضي، وأظهرت البيانات، ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي بمقدار 57 مليار قدم مكعبة لتصل إلى 1625 مليار قدم مكعبة في الأسبوع الماضي.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى هبوط مخزونات الغاز الأمريكية بنحو 58 مليار قدم مكعبة، وعلى أساس سنوي، تراجعت مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بمقدار 680 مليار قدم مكعبة مقارنة بنفس الفترة من 2017.
وتراجعت مخزونات الغاز الأمريكية عن متوسطها على مدار خمس سنوات بنحو 300 مليار قدم مكعبة، وهبط سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم نيسان (أبريل) بنسبة 0.8 في المائة إلى 2.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية تسارع الإنتاج الأمريكي من النفط على مدار السنوات المقبلة، ليغطي معظم نمو الطلب العالمي من الخام، مضيفة أن “الإنتاج الأمريكي من النفط سيغطي 80 في المائة من الزيادة في الطلب العالمي على الخام خلال السنوات الثلاث المقبلة، كما ستكون دول كندا والبرازيل والنرويج قادرة على تغطية النسبة الباقية من نمو الطلب العالمي على النفط”.
وكانت الوكالة قد توقعت أن تصبح الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بحلول العام المقبل، بفضل انتعاشة الخام الصخري، ويرى فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة أن الولايات المتحدة ستفرض سيطرتها على سوق النفط العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة، لكنه أبدى قلقه بشأن ضعف الاستثمارات العالمية في القطاع.
وأشار التقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 6.9 مليون برميل يومياً بحلول عام 2023 ليصل إلى 104.7 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن تظل الصين أكبر مصدر للطلب على النفط عالمياً، لكن مع تباطؤ النمو المتوقع بفعل سياسات خفض التلوث في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وسيكون عام 2018 مثيراً بالنسبة إلى السوق الصينية، التي أصبحت تجد في كل يوم مصدرا جديدا لتزويدها بالنفط الخام، ففي القمة، هناك منافسة بين السعودية وروسيا حول من يحتفظ بالمركز الأول على قائمة الموردين، وأخيراً انضمت الولايات المتحدة إلى قائمة الدول التي زادت من صادراتها إلى الصين وسط منافسة باقي المنتجين التقليديين على حصتهم السوقية هناك.
وأعلنت شركة “ساينوبك” الصينية أنها ستستورد أكثر من عشرة ملايين طن من النفط الخام من الولايات المتحدة في عام 2018، وهي تقريباً ضعف الكمية التي استوردتها في العام الماضي من أمريكا البالغة 5.56 مليون طن، وهي تعادل نحو 10 في المائة من صادرات أمريكا من النفط الخام.
وقالت عملاق التكرير الصيني، “إن هناك نحو عشر مصافٍ لها في الصين، كلها تقوم بتكرير النفط الخام الأمريكي”، وتعتبر هذه الأنباء مفاجأة للولايات المتحدة، التي كانت تستورد النفط الخام وبدأت قبل عامين فقط في تصديره بكميات قليلة، وأغلب صادرات النفط الخام الأمريكي من النفط الخفيف أو من المكثفات، التي يأتي أغلبها من حقول النفط الصخري.
ومن المتوقع أن تزداد صادرات الولايات المتحدة هذا العام بفضل الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط الصخري، الذي قد تسهم حقوله في رفع إجمالي ما تنتجه البلاد من النفط الخام هذا العام فوق مستوى 11 مليون برميل يومياً.
وبإمكان منتجي النفط الصخري زيادة إنتاجهم حالياً حتى مع أسعار نفط بين 50 و60 دولارا، وهو نصف السعر الذي كان عليه النفط في فترة التوسع للنفط الصخري بين أعوام 2011 و2014.
يأتي هذا، فيما تظهر البيانات تراجعا في واردات النفط الخام الصينية خلال شهر شباط (فبراير) بشكل حاد مع مستواها القياسي في كانون الثاني (يناير)، حيث قلصت المصافي المستقلة الشراء في ظل المخاوف المرتبطة بقواعد ضريبية جديدة.
وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن واردات بكين من النفط الخام في الشهر الماضي بلغت 32.26 مليون طن أو 8.41 مليون برميل يوميا وهو ما يقل 12 في المائة عن المستوى القياسي المرتفع في كانون الثاني (يناير) البالغ 9.57 مليون برميل يوميا.
وارتفعت صادرات الصين على نحو غير متوقع بأسرع وتيرة في ثلاثة أعوام في شباط (فبراير) ما يشير إلى أن النمو الاقتصادي الصيني والعالمي لا يزال قويا رغم التدهور السريع في العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
ويعتقد تشو هاو المختص الاقتصادي في الأسواق الناشئة في “كومرتس بنك”، أن التوترات التجارية تتصدر قائمة المخاطر التي تواجه الصين في العام الحالي، حيث تشير الرسوم الجمركية الأمريكية المزمعة على واردات الصلب والألمنيوم إلى احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات الانتقامية من قبل الصين أكبر مستهلك عالمي للنفط الخام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock