«المدينة المنورة عاصـمة السياحة الإســلامية 2017»
تم النشر في الأحد 2017-02-19
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مساء أمس السبت، حفل افتتاح مناسبة المدينة المنورة عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2017، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وذلك بحديقة الملك فهد المركزية.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن اختيار المدينة المنورة لهذا اللقب يعكس مكانة المدينة المنورة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية، ومساجد تاريخية ارتبطت بأحداث السيرة والتابعين.
بدء الانطلاق
وقال سموه: «يشرفني ويسعدني أن أشارك في انطلاق المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية، المدينة المنورة بما تحمله من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين جميعا»، مشيرا إلى أن الهيئة عملت على عدد من المسارات لجعل المدينة المنورة المكان الأمثل والمكان الأهم لتتاح فيه الفرصة لجميع المسلمين للزيارة ولقاء أهل المدينة المنورة. وأضاف: يأتوا قبل كل شيء لزيارة الحرم النبوي الشريف، ليعيشوا تجربة حقيقية من خلال زيارة مواقع التاريخ الإسلامي، وليجدوا جميع الخدمات والمرافق مهيأة وجاهزة لهم، وهذا ما نقوم به الآن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة حثيثة وموفقة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، وجميع من يعمل معه، لجعل المدينة المنورة هي المكان الأفضل، والخيار الأول لمن يريد أن يأتي ويتمتع ويستفيد من هذا المكان المبارك.
مشروعات تنموية
وأكد الأمير سلطان بن سلمان، أن المدينة المنورة حظيت باهتمام الدولة على مختلف المستويات، وشهدت حزمة من المشروعات التنموية الكبرى، وتشهد الآن انطلاقة كبيرة في تطوير المرافق، والخدمات، ومن ذلك مرافق الإيواء السياحي، بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة المنورة والأمانة.
تطوير مواقع ومساجد
وأضاف: من بين تلك المشروعات، العناية بمواقع التاريخ الإسلامي حيث يجري العمل على تطوير مواقع الغزوات الكبرى بدر وأحد والخندق، والمساجد التاريخية المرتبطة بالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – والخلفاء الراشدين – رضوان الله عليهم – منوها إلى تبني خادم الحرمين الشريفين، بترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة، ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، وإلى المشروعات المهمة التي تنفذها المملكة لتوسعة الحرم وتطوير المنطقة المركزية.
مبادرة المملكة والوجهة
وأشار إلى أن المدينة المنورة هي أحد المسارات الرئيسة في مبادرة المملكة وجهة المسلمين، التي تعد إحدى مبادرات الهيئة المهمة، وقد بلغت التكاليف المعتمدة للمبادرة هذا العام 2 ,679 مليون ريال من المبلغ الإجمالي للمبادرة البالغ 25,000 مليون ريال.
موقع جذب للمسلمين
وأضاف: «المدينة المنورة هي المستهدفة مع مكة المكرمة، لتكون هي المواقع الجاذبة لكل ما يهم المسلمين، سواء المعارض والمؤتمرات، أو الفعاليات، أو الاستشفاء أو التعلم، كما أننا نعمل الآن بتضامن كبير مع كل الجهات في المملكة، وكل شركائنا في المنطقة لكي نطور المتاحف الجديدة من ضمنها متاحف المعارك الإسلامية، مواقع الزوار، مواقع التاريخ الإسلامي، المساجد التاريخية التي تتم تطويرها الآن، متحف المدينة المنورة».
قصة الإسلام بالمدينة
وتابع سموه: هناك الكثير من الأمور التي تجعل المدينة المنورة مكانا للزيارة والبقاء لمدد أطول، فنحن نستهدف أن نفتح القلوب قبل الأبواب لكل المسلمين؛ ليأتوا مع أسرهم ومع أبنائهم، ومن أهم التحديات اليوم التي نواجهها في هذا العالم الجديد المتطور، أن نربط المسلمين وأبناءهم وأسرهم، والشباب منهم خاصة، بقصة هذا الإسلام العظيم، ومعرفة انطلاق هذا الدين العظيم.
وأضاف: نحن نتوقع ونأمل بمشيئة الله أن يأتي المسلم هنا، ويجد قبل كل شيء، المعاملة المميزة الكريمة من مواطني هذا البلد الكريم، ومواطني بلد الحرمين الشريفين، وأن يعيش المسلم تجربة جميلة مع أسرته، ويعود مستفيدا، وأن يقدم الفائدة لبلاده بإذن الله في وجوده معنا، وأن يعود مرات عديدة، وسنين متتابعة، وهو يستذكر بكل التقدير، وبكل الحب، وبكل السعادة زيارته للمملكة والمدينة المنورة خاصة.
كما ألقى مدير اللجنة التنفيذية لمناسبة المدينة عاصمة السياحة الإسلامية وكيل إمارة منطقة المدينة المكلف وهيب السهلي، كلمة تحدث فيها عن فضل المدينة المنورة، والتي اختارها الله لتكون مهجرا للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: تبقى المدينة المنورة تسكن القلوب لما تملكه من إرث إسلامي وثقافي كبير ، بالإضافة إلى الحاضر الزاهر الذي تعيشه المدينة المنورة.
وقال السهلي: اليوم تفوز المدينة المنورة لتكون عاصمة للسياحة الإسلامية، وذلك في ظل القيادة الحكيمة والاهتمام والرعاية التي تجدها المدينة المنورة من قبل خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -.
وأشار إلى أن مناسبة المدينة المنورة عاصمة السياحة الإسلامية كان لها رجال أوفياء يتابعون ويشرفون على جميع التفاصيل والإجراءات المختلفة، وفِي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك لما يقدمانه من دعم وجهود في كافة المجالات.
وذكر السهلي أن المجتمع المديني رائد في عطائه وقيامه بالمسؤوليات، مشيرا إلى أن المناسبة سوف تساهم في التعرف على الموروث الثقافي، الذي تملكه المدينة المنورة، والحاضر الزاهر، حيث المساجد التاريخية والمنابع الثقافية المختلفة، والندوات الفكرية والعمل الاجتماعي، مؤكدا أنها جميعا تندرج تحت المنظومة الشاملة للسياحة، واختتم كلمته بقوله: «إنها أرض النبوة وعاصمة الإسلام الأولى».
حفل الافتتاح
حفل الافتتاح كان قد بدأ بعرض مرئي عن فعاليات المناسبة ثم دشن سمو رئيس الهيئة وسمو أمير منطقة المدينة المنورة فعاليات المناسبة الكترونيا، بعد ذلك تم تقديم العرض المسرحي «المنورة».
وكان اختيار المدينة المنورة قد تم في ختام أعمال اجتماع وزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي عقد في نيجيريا بتاريخ 23 ديسمبر 2015م لما لها من مكانة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية.
فيصل بن سلمان: المدينة المنورة تشكل نواة حقيقية في تنمية القطاع السياحي
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن تتويج المدينة المنورة لنيل لقب عاصمة السياحة الإسلامية للعام 2017م، جاء متوافقا مع الخطوات الحثيثة في تنمية القطاع السياحي بالمنطقة. وقال سموه: المدينة المنورة هي في الأصل وجهة للسياحة الإسلامية وتشكل نواة حقيقية في تنمية القطاع السياحي الذي تشهده المملكة، وأضاف سموه: «شرّف الله قادة هذه البلاد منذ تأسيسها بخدمة الحرمين الشريفين وتبذل الدولة جهودا كبيرة في تقديم الخدمات والتسهيلات لقاصديهما ونتطلع بأن تفضى المشروعات الضخمة والجبارة وتطوير البنية التحتية التي ترعاها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالإضافة إلى البرامج والأنشطة والفعاليات
بالمنطقة لأن تكون مدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجهة سياحية رئيسية يقصدها الزوار من كل أنحاء العالم على مدار العام.
وأشاد سموه بجهود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وجميع القطاعات الحكومية والخاصة وأعضاء مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة مُقبلة على مزيد من النمو والتقدم في القطاع السياحي خلال الفترة الراهنة.
رئيس «التعاون الإسلامي»: سياحة المدينة تمثل 15 % من إجمالي المجال العالمي
رفع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، باسم كل الدول الأعضاء في المنظمة، خالص التهنئة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
–حفظه الله –ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، ولأهالي المدينة المنورة والشعب السعودي، بمناسبة فوز المدينة المنورة بجائزة عاصمة للسياحة الإسلامية للعام 2017.
وقال في تصريح خاص لـ»المدينة»: التكريم إنما يدُل على الأهمية البارزة التي تكتسبها المدينة المنورة ليس بصفتها وجهة للمسلمين الذين يقصدونها بأعداد كبيرة لأداء الزيارة فحسب، ولكن أيضا باعتبارها المدينة التي تُجسد التراث والثقافة والتقاليد الإسلامية بامتياز منذ غابر الأزمان». وأضاف: ساهمت السياحة في المدينة المنورة في تطوير السياحة الإسلامية البينية التي بلغت 175 مليون سائح وهو ما يُمثل 15 %من إجمالي عدد السياح الوافدين على مستوى العالم في العام 2015.
وأشار العثيمين إلى أن السياحة ساهمت مُساهمة فعالية في التجارة الإسلامية البينية التي تشهد ارتفاعا مستمرا والتي أصبحت اليوم تمثل نسبة 20.3 %من التجارة العالمية، وقال: إن هذه النسخة الثالثة من الجائزة السنوية التي تمنحها منظمة التعاون الإسلامي سوف تكون حافزا قويا للمُضي قدما في الإجراءات الرامية إلى تعزيز السياحة في جميع الدول الأعضاء بالمنظمة بالتزامن مع التوجه الذي انخرطت فيه المملكة العربية السعودية بقوة بهدف تشجيع وتطوير القطاع غير النفطي في إطار رؤية المملكة 2030 م».
تدشين برنامج.. «المسارات السياحية».. والمرحلة الثانية من حي التراث المديني
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، على هامش حفل الافتتاح، برنامج المسارات السياحية الذي جاء بالتزامن مع اختيار المدينة عاصمة للسياحة الإسلامية 2017، والذي اعتمد في وقت سابق من قبل مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة والذي يتضمن 3 مسارات رئيسية ضمن خطة المسارات السياحية للمدينة المنورة تشتمل على مسار خاص للتعريف بالسيرة النبوية وكذلك مسار للتعريف التراث الثقافي والطبيعي وآخر للتسوق والترفيه. وتهدف المسارات السياحية إلى تنظيم النشاط السياحي وكذلك توفير المرجعية الإرشادية للزائر ومنظمي الرحلات السياحية وتنظيم أعمال التطوير والتنمية السياحية والتركيز على المنتج الواقعي الذي سيبدو عليه المسار للسائح بالإضافة إلى إيجاد وعاء متكامل لإعداد خُطط العمل وتوحيد الجهود المبُعثرة.