الشحن الجوي يشهد وتيرة انتعاش ملحوظة في أبريل بمقدار 4.1%
تم النشر في الخميس 2018-05-31
أصدر “الاتحاد الدولي للنقل الجوي” البيانات المتعلقة بالشحن الجوي في مختلف الأسواق العالمية، والتي أظهرت انتعاش معدلات الطلب، الذي يُقاس بطن الشحن لكل كيلومتر، وذلك بمقدار 4.1% في شهر أبريل 2018 قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفاع بنسبة 1.8% المسجلة في شهر مارس 2018، والتي تمثل النمو في معدلات الطلب السنوية.
وازدادت سعة الشحن (المقاسة بأطنان الشحن المتوفرة لكل كيلومتر) بنسبة 5.1% على أساس سنوي في أبريل 2018، وتعتبر هذه المرة الثانية منذ 21 شهراً التي تشهد فيها سعة الشحن ارتفاعاً بوتيرة أسرع من وتيرة تنامي معدلات الطلب.
وخلال مارس 2018، وفي أعقاب الهبوط الحاد إلى أدنى مستوياتها في 23 شهراً، شهدت أحجام الشحن الجوي العالمية انتعاشاً خجولاً في أبريل. ومع ذلك، بقيت وتيرة نمو الطلب أكثر تباطؤاً قياساً بما كانت عليه الحال في الجزء الأكبر من عام 2017.
ويرجع السبب الرئيسي لضعف نمو الشحن الجوي في المقام الأول إلى نهاية دورة إعادة تكوين المخزونات، والتي تشهد توجه الشركات إلى زيادة مخزوناتها بشكل سريع لتلبية مستويات الطلب المرتفعة وغير المتوقعة. ويتناغم ذلك مع تناقص العوامل المعززة لزيادة للطلب عن المستويات العالية التي شهدها العام الماضي.
وفيما يتعلق بطلبات التصدير والتصنيع، تراجع مؤشر “مدراء المشتريات” في أبريل 2018 إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016. ويتضح تراجع مستوى التجارة العالمية الناجم عن تباطؤ الطلب على شحن الحاويات بالتزامن مع تناقص مستوى الطلب على الشحن الجوي، فيما تواصل أحجام الشحن المعدلة موسمياً حالة عدم الاستقرار التي تمر بها.
وبهذا الصدد، قال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: “شهد أبريل انتعاشاً معززاً، وذلك تالياً للتباطؤ المفاجئ في النمو خلال شهر مارس، مما يدفعنا للتفاؤل الحذر إزاء نمو الطلب هذا العام، إلا أن التوقعات تشير إلى احتمالات أكبر بحدوث هبوط، وذلك في ظل مواصلة أسعار النفط ارتفاعها. ومن جهة أخرى، فإن الحدود المفتوحة أمام الأشخاص والتجارة تدفع عجلة النمو الاقتصادي والازدهار الاجتماعي، ولن يجلب إغلاقها سوى الضرر لنا جميعاً”.
الأداء الإقليمي
سجلت جميع المناطق معدلات نمو ملحوظة قياساً بمستوياتها في عام 2017 على الرغم من التباين في مستويات التوسع، حيث شهدت الخطوط الجوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ انتعاش الطلب على الشحن الجوي في أبريل 2018 لتنمو بنسبة 3.9% قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي. علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن بنسبة 6.7%. وتتخذ الأحجام المعدلة موسمياً اتجاهاً غير مستقر على نحو كبير. وبما أن آسيا والمحيط الهادئ تمثل أكبر منطقة للشحن الجوي، حيث تستأثر بنسبة 37٪ تقريباً من حركة الشحن الجوي العالمي، فإن المخاطر الناجمة عن الإجراءات الوقائية التي قد تؤثر على هذه المنطقة تبدو مرتفعة بشكل غير متناسب.
وسجلت الناقلات في منطقة الشرق الأوسط ثاني أسرع نمو سنوي في أحجام الشحن خلال أبريل 2018، بزيادة مقدارها 7.3%، مما شكل تسارعاً كبيراً في الطلب قياساً بنسبة 0.8% التي تم تسجيلها الشهر الماضي. وبشكل رئيسي، تعكس هذه الزيادة التطورات التي حدثت منذ عام وليست بتغيير جوهري في التوجه على المدى القريب. وتواصل أحجام الشحن المعدلة موسمياً حالة عدم الاستقرار التي تمر بها، ويتناغم ذلك مع الأدلة على وجود اعتدال أوسع في التجارة العالمية. كما ازدادت سعة الشحن بواقع 4.8%.
وسجلت الخطوط الجوية الأوروبية زيادة في أحجام الشحن بنسبة 2.4% في أبريل 2018. وكان ذلك أكثر من ضعف معدل النمو في الشهر السابق، كما ازدادت سعة الشحن بواقع 4.0%. وتتخذ الأحجام المعدلة موسمياً اتجاهاً غير مستقر على نحو كبير، فيما تشكل قوة اليورو وتراجع طلبات التصدير في ألمانيا مخاطر جانبية محدقة بالناقلات الأوروبية.
أما الناقلات الأفريقية، فقد شهدت نمواً في الطلب على الشحن بنسبة 5.6% في أبريل 2018 قياساً بالشهر ذاته من العام الماضي، بعد الانخفاض بنسبة 3.4% في مارس، علماً أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن بنسبة 23%. وبعد الارتفاع الكبير في الأحجام الدولية لطن الشحن لكل كيلومتر العام الماضي، اتجهت أحجام الشحن الدولية المعدلة موسمياً نحو الانخفاض من ذروتها في أواخر عام 2017، لتستقر حالياً في المستويات التي شهدها منتصف عام 2017.