عاممقالات

السلع في مواجهة رياح التحديات

تم النشر في الجمعة 2018-07-06

بعد بداية قوية لهذا العام، أصبحت التوقعات بالنسبة للسلع تواجه تحديات متزايدة، حيث بدأت تتكشف المزيد من التأثيرات المعاكسة. وبالنسبة للنفط الخام، خسر الارتفاع الذي استمر لعدة أشهر الكثير من الزخم والاهتمام بعد أن وافقت الدول داخل وخارج مجموعة ’أوبك‘ على زيادة الإنتاج لضمان استقرار الأسعار. وفي غضون ذلك، واجهت المعادن النفيسة وشبه النفيسة تحدياً صعباً بسبب القوة المستمرة للدولار والمسار المتباين لأسعار الفائدة التي حددتها البنوك المركزية. كما تراجعت المعادن الصناعية بعد تكشّف توقعات تؤكد أن بعض أكبر محركات النمو في العالم، وليس أقلها الصين، أظهرت مزيداً من مؤشرات التباطؤ.

 

وأصبح الانتعاش الذي شهدته المنتجات الزراعية الرئيسية، وسلطنا عليه الضوء في توقعاتنا للربع الثاني، مثيراً للقلق حيث خشي المتداولون من توترات الحرب التجارية التي جعلت صادرات الولايات المتحدة الأمريكية من الذرة إلى المكسيك، وليس أقلها فول الصويا إلى الصين، عرضة للخطر. ومع ذلك، تبقى العوامل الأساسية داعمة بناء على وجهة نظر تشديد الأسس العالمية التي من المفترض أن تؤدي إلى سحب كبير من المخزونات خلال موسم المحاصيل الحالي 2018/2019.

 

وأدت القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي قياساً ببقية دول العالم إلى اختلاف السياسة النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي والمصارف المركزية الكبرى الأخرى؛ وعلى هذا النحو، شهد الاقتصاد العالمي بيئة أكثر تحدياً مع ارتفاع أسعار الدولار، وازدياد التشدد حيال سيولة الدولار في اقتصاديات الأسواق الناشئة والمثقلة بالديون.

وعلاوةً على ذلك، أثار الخطر الراهن للحمائية التجارية جملة من الأسئلة حول مدى تأثير هذه الظروف على النمو والطلب اللاحق في المستقبل. ومن المحتمل أن يشكل ذلك واحداً من أكبر التحديات التي ستواجهها السلع خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 

وتظهر مؤشرات سيتي للمفاجآت الاقتصادية، والتي تقيس مفاجآت البيانات ذات الصلة بتوقعات السوق، مدى التدهور الأخير الذي لحق بالبيانات الاقتصادية في الاقتصادات الرئيسية – وخاصة الصين.

 

وفي حال أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية والصين في التوصل إلى حل وسط بشأن التجارة، يمكن أن تفرض الحرب التجارية تحديات أوسع نطاقاً؛ ما من شأنه إضافة مزيد من الرياح المعاكسة إلى النمو والطلب اللاحق على سلع متعددة من الطاقة إلى المعادن، في حين أنه قد يؤدي إلى إعادة الحياة للمعادن الثمينة.

 

في النصف الثاني من عام 2018، نتوقع أن يحظى النفط الخام بدعم أولي من تنامي مستويات الطلب، فضلاً عن استمرار المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بحجم المعروض النفطي من فنزويلا وإيران، خصوصاً مع اقتراب موعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران. ومع ذلك، يمكن مواكبة هذه المخاوف بنهاية المطاف من خلال تحوّل التركيز باتجاه نمو الطلب الذي يمكن أن يبدأ بالانحسار في اقتصادات الأسواق الناشئة.

 

ويبدو أن المملكة العربية السعودية وروسيا قد رسمتا خطاً عند 80 دولار للبرميل باعتباره المستوى الذي يخشون تجاوزه منعاً لانهيار الطلب. وعلى هذا الأساس، نحتفظ بوجهة النظر التي تشير إلى استمرار محدودية أسعار خام برنت خلال الأشهر القليلة القادمة ضمن نطاق 70-80 دولار، قبل بدء ظهور الضغوطات نحو تخفيض الأسعار في نهاية العام.

 

ونظراً لمخاطر الإمداد التي ظهرت خلال الربع الثاني، نضيف علاوة مخاطرة 4 دولار للبرميل على سعر خام برنت، ونتوقع وصول السعر في نهاية العام إلى 70 دولار للبرميل، مع الاحتفاظ بوجهة نظرنا حيال سعر خام غرب تكساس الوسيط عند 62 دولار للبرميل.

المصدر: ’ساكسو بنك‘

 

“انخفض أداء الذهب بشكل حاد خلال شهر يونيو، حيث يكافح المعدن الأصفر للحصول على دعمٍ مقابل الدولار القوي، ومواجهة الموقف المتشدد لرئيس ’مجلس الاحتياطي الفدرالي‘ بشأن استمرار تطبيع أسعار الفائدة الأمريكية. إلى جانب ذلك، انعكس مسار المكاسب التي تم تحقيقها على مدى 3 أرباع سنوية، وذلك بعد أن شعر المتداولون بالإحباط بعد عجز المعدن الأصفر عن كسر مستوى المقاومة الرئيسية فوق 1360 دولار/ أوقية في مناسبات متعددة.

 

وقد أفضت التوقعات المتدهورة خلال شهر يونيو إلى تحدي وعرقلة توقعاتنا الإيجابية حيال الذهب ولكن دون القضاء عليها نهائياً. ولا يزال الارتباط السلبي للذهب بالدولار يشكل تحدياً رئيسياً على المدى القصير؛ ولكن نظراً للتوقعات السلبية حول الدولار على المدين القصير إلى المتوسط، وهو الأمر الذي أشار إليه جون هاردي رئيس استراتيجية الفوركس لدى ’ساكسو بنك‘، نعتقد أن هذه التأثيرات المعاكسة ستخبو خلال الربع القادم.

 

وبعد خوض معارك تجارية رئيسية مع الحلفاء والأعداء، نعتقد أن الرئيس الأمريكي ترامب سيتجه عاجلاً أو آجلاً نحو الهجوم ضد ارتفاع أسعار الدولار، حيث تعقّد قوة الدولار رؤيته لخفض العجز التجاري الأمريكي.

 

ورغم انحسار التركيز على التضخم، والذي كان أحد المؤثرات الرئيسيّة في مطلع العام، نعتقد بأن المستثمرين سيواصلون الاهتمام باستراتيجيّة التنويع، والحماية من المخاطر الجيوسياسية والمالية غير الدقيقة.

 

وفيما تواجه التوقعات الفنية على المدى القصير لتحديات بداية الربع، تجدر الإشارة إلى توجه صناديق التحوّط نحو تخفيض الرهانات على ارتفاع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ عامين ونصف العام. وقد تدفع التوقعات الفنية المحسّنة عمليات الشراء المتجددة من المتداولين الذين يركزون على الزخم والمستويات الفنية للأسعار.

 

وأظهرت حركة الأسعار خلال يونيو أن المتوسط الحسابي المتحرك على مدى 200 يوم فوق 1,300 دولار للأونصة قد تحول إلى مستوى رئيسي للمقاومة، وأحد المستويات التي ينبغي استعادتها لإخراج المشترين من حالتهم الحيادية وعودتهم إلى السوق.

 

ونفترض إمكانية تحقق الدعم المحلي قبل مستويات الدعم طويلة الأجل بنحو 1,236 دولار للأونصة (المستوى المنخفض السابق من سبتمبر الماضي والذي يتوافق مع خط الاتجاه من أدنى مستوياته في ديسمبر 2015).

 

وتبلغ توقعاتنا للذهب مع نهاية العام 1,325 دولار للأونصة، و17.50 دولار للأونصة بالنسبة للفضة، وهو ما ينعكس في المعدل 75.7 بالنسبة لأسعار الذهب قياساً بالفضة (XAUXAG).

 

المصدر: ’ساكسو بنك‘

 

لا يزال معدن الفضة عالقاً ضمن نطاق تداول ضيق وهو ذات الأداء الذي سجله على مدى الأشهر الـ18 الماضية. وقد ساهمت محاولتان خلال الربع الماضي لكسر المتوسط المتحرك على مدى 200 يوم في حدوث موجتي تصحيحٍ رئيسيتين. وعلى هذا الأساس، لا تزال التوجهات والمعنويات تواجه تحدياً صعباً خلال الربع الثالث، خاصة إذا بدأت مؤشرات التباطؤ الاقتصادي الأخيرة تُترجم على شكل مزيدٍ من الضعف في المعادن الصناعية.

 

ومع ذلك، فإن الذهب ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة إلى اتجاه الفضة؛ وبالنظر إلى آرائنا بشأن المعدن الأصفر، نعتقد أن الفضة يواصل تحدي مستوى المقاومة قبل أن يعاود الصعود مجدداً.

 

المصدر: ’ساكسو بنك‘

 

النفط الخام
ارتفاع انخفاض
تلعب حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي وفرض العقوبات دوراً كبيراً في تخفيض الإمدادات إلى مستويات تتخطى التوقعات. تسهم الحروب التجارية والتباطؤ الذي تشهده الأسواق الناشئة في تقليص التوقعات حيال نمو الطلب.
يتباطء نمو إنتاج النفط الصخري جراء ارتفاع ضغوطات التكلفة والمآزق التي تشهدها سلسلة التسليم. أخفقت أوبك، ومجموعة من الدول المنتجة للنفط من غير الأعضاء في المنظمة، في الحفاظ على الانضباط، مما أدى إلى انهيار اتفاق الحد من الإنتاج.
يستقطب التحوّط من التضخم ودفع فروق الأسعار الطلب من المستثمرين. زيادة الطلب من شركات التوريد خارج أوبك مثل كندا، والبرازيل وكازاخستان.
تستأنف أسعار الدولار حالة ضعفها. تواصل أسعار الدولار ارتفاعها مع تباطؤ النمو العالمي والتعريفات التجارية.

 

الذهب (المعادن الثمينة)
ارتفاع انخفاض
تسعير السوق في قدر كبير جداً من النمو في الولايات المتحدة الأمريكية => قدر كبير من التفاؤل حيال رفع سعر الفائدة => انخفاض العائدات => ضعف أسعار الدولار. يستأنف الدولار مساعيه بناء على التباين المستمر في البنك المركزي.
المخاطر الجيوسياسية والمالية غير الدقيقة تستقطب زيادة الطلب كعامل تنويع وتحوّط للمحفظة. اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة تصبح أكثر تشدداً مع تحول التركيز من التضخم إلى التحكم في أسعار الأصول ’الغنية‘.
التوقعات الفنية المحسّنة تفرض ردة فعل قوية على الشراء من الصناديق بعد أن خفضت صافي صفقات الشراء إلى أدنى مستوى لها خلال عامين ونصف العام.  

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock