السعودية تنقل قطاع السياحة من الحلم الى الواقع .. انفاق 47.9 مليار وانعاشه بـ 44.5 مليون رحلة خلال عام
تم النشر في الأربعاء 2018-08-01
كشف تقرير صادر عن الهيئة العامة للسياحة والتراث أن المملكة شهدت خلال العام الماضي أكثر من 44.5 مليون رحلة سياحية تم خلالها انفاق مبالغ تجاوزت 47.9 مليار ريال، فيما بلغت القيمة المضافة لقطاع السياحة في المملكة نحو 97 مليار ريال بعد أن كانت 44.5 مليار ريال في العام السابق.
ويأتي التطور الذي يشهده القطاع السياحي في ظل الاهتمام بهذا القطاع الحيوي والذي توليه رؤية السعودية 2030 اهتمام بارز في سبيل تنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع استثمار القطاع الخاص، من خلال خطط تطوير المواقع السياحية القائمة وفق أعلى المعايير العالمية.
ويأتي قرار خادم الحرمين الشريفين بقضاء إجازته داخل السعودية، وتحديدا في مدينة المستقبل مدينة نيوم رسالة مباشرة للداخل والخارج سياح ومستثمرين أن مناطق المملكة فيها من الامكانيات ما يساعدها على أن تكون بيئة جاذبة للسياحة والإقامة والاسترخاء. ليس هذا فحسب بل رسالة ابعد من ذلك الى اهتمام الحالي والمستقبلي من الدولة ورأس هرمها بهذا القطاع الحيوي والذي يعتبر موظف اول للأيدي العاملة.
وعندما يختار الملك لقضاء إجازته في نيوم فهو بمثابة توجيه الانظار نحو هذا المشروع الكبير الحالم والذي سيكون مستقبلاً الوجهة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم. فخلال نحو 10 أشهر استطاعت الهيئة الخاصة بمشروع نيوم برئاسة ولي العهد من تحويل الخيال إلى واقع ببدء الحياة فعلياً في المنطقة، وهو ما نتج عنه اختيار خادم الحرمين الشريفين المنطقة لقضاء إجازته فيها مما يعطي موثوقية كبرى بأن المشروع الأضخم في العالم يسير كما مخطط له.
وتشير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الى ان قطاع الايواء السياحي في السعودية شهد نموا قويا، حيث تضاعف عدد المنشآت السياحية المرخصة إلى 7385 بنهاية العام 2017 بعد ان كان عددها 1402 في العام 2009، كما ارتفع عدد الشركات العالمية لتشغيل الفنادق من 8 شركات في العام 2002 إلى 43 شركة عالمية في العام 2017 وأصبح في المملكة 738 منظم رحلات مرخصا بعد أن كان عددهم لا يتجاوز الـ10 في العام 2002.
وبعد إطلاق الرؤية توالى الإعلان عن المشاريع الضخمة في القطاع السياحي، ففي أبريل من العام الماضي تم الإعلان عن أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، “مشروع القدية” الذي سيكون عاصمة الترفيه المستقبلية في السعودية.
وتلى ذلك أطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروع “البحر الأحمر”، وهو مشروع سياحي عالمي في المملكة يقع على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم على امتداد شاطئ البحر الأحمر بين مدينتي أملج والوجه، والذي سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى منه خلال الربع الأخير من عام 2022.
وسيتم تطوير هذا المشروع على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بالتعاون مع أكبر وأهم الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة للمحافظة على الموارد الطبيعية وفقا لأفضل المعايير العالمية، وسيتضمن المشروع سواحل وشواطئ وبراكين خامدة ومحميات طبيعية للاستكشاف، ومواقع جبلية شاهقة وأخرى أثرية قديمة تتسم بالتنوع التراثي، كما تقع بالقرب من منطقة آثار مدائن صالح التي سجلت في عام 2008 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهذا سيعزز من حضور المملكة التراثي والثقافي عالميا، وسيجعلها مركزا متكاملا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء.
وفي أكتوبر الماضي اعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن خطة إنشاء منطقة “نيوم”، التي تمتد لأول مرة بين ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن، باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار. وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر.
وسيركز المشروع على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، على أن تنتهي المرحلة الأولى منه في 2025. ستقوم المملكة بإنشاء 7 نقاط جذب بحرية سياحية ما بين مدن ومشروعات سياحية في نيوم، بالإضافة إلى 50 منتجعًا و4 مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر.
وفي سبتمبر من العام الماضي أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن تدشين مشروع جدة داون تاون، الذي يركز على إعادة تطوير الواجهة البحرية وسط كورنيش جدة؛ لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم من حيث التجارة، والسياحة، والمسكن، والترفيه، وذلك بتكلفة إجمالية تُقدر بـ 18 مليار ريال، ويُتوقع وضع حجر الأساس للمشروع خلال الربع الأول من عام 2019، ويتم تنفيذه على مدار 10 سنوات، لافتتاح مرحلته الأولى عام 2022.
ويُقسم المشروع إلى منطقة مخصصة للأنشطة الثقافية كالمتاحف، وأخرى لأنشطة الأعمال والابتكار، فيما يتم تخصيص مساحات بأكملها لخدمة أهداف التجارة والتسوق، وأخرى للترفيه والأنشطة الرياضية، علاوة على المناطق السياحية التي تتضمن بناء الفنادق والمنتجعات، إضافة إلى منطقة الشاطئ والنشاطات البحرية.
وتزخر معظم مناطق المملكة بالجذب السياحي خاصة المنطقة الجنوبية ودرجات الحرارة المنخفضة في ابها، مما يؤهلها إلى مراكز جذب سياحية يتم العمل الآن على تنميتها وجذب المزيد من الاستثمارات إليها، أما المنطقة الشرقية بشواطئها الممتدة على الخليج العربي فتزخر بالعديد من أنواع السياحة الترفيهية والتراثية التي توليها حكومة المملكة أهمية خاصة.