السعودية.. أرض الفرص الجديدة
تم النشر في الثلاثاء 2019-12-17
شاكر ابو طالب
جاءت رؤية 2030 لإعداد المملكة العربية السعودية للقيام بدور رائد في المنطقة، والتعامل مع التحديات المتغيرة التي تواجه العالم، وإجراء التحولات المطلوبة لتوفير البنية الاقتصادية لصناعة حياة أفضل للمجتمع في المستقبل.
تحت مظلة الرؤية الوطنية الطموحة التي انطلقت في أبريل 2016، أحرزت المملكة كثيرا من التقدم في عديد من المجالات، ولا زالت تواصل الجهود في سباق مع الزمن لإنجاز أكبر قدر ممكن من أهداف الرؤية ومستهدفات برامجها الرئيسة، والأهم من ذلك أنه في حال اكتشاف خلل أو خطأ ما، تسارع الحكومة بالاعتراف بخطأ بعض تقديراتها وإصلاح الخلل بشكل فوري، بعد عمليات المراجعة والتقييم لجميع برامج الرؤية ومبادراتها.
في مسار صناعة مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، تبرز بعض المؤشرات الهامة التي تظهر مستوى التقدم في بعض المجالات، ومن ذلك رقمنة بعض الخدمات الصحية لتسهيل الوصول إليها، وإطلاق الشركة السعودية للصناعات العسكرية «سامي» لتعزيز نمو القطاع العسكري، ودعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة بإطلاق أربع مبادرات وتأسيس صندوق استثماري ملياري، وبرنامج لتعزيز نمو الشركات الواعدة، وزيادة الوصول إلى الأسر المنتجة، وإطلاق برنامج حساب المواطن لحماية الأسر السعودية من تأثير الإصلاحات الاقتصادية، وإطلاق خدمة «مراس» لتوحيد خدمات المستثمرين في منظومة واحدة، إضافة إلى رفع الكفاءة التشغيلية للإنفاق الحكومي في القطاعات كافة، ودفع القطاع الخاص نحو الاستثمار والتوطين في مشاريع الطاقة المتجددة، وأتمتة الاستقطاب والتعاقد لتمكين الجهات الحكومية من ضبط وإدارة استقطاب الكفاءات المتميزة، واستحداث تخصصات أكاديمية ومهنية جديدة والتركيز عليها في بعض الجامعات السعودية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
وأحدث الإنجازات وليس آخرها النجاح الباهر للطرح الأولي والجزئي والتاريخي لأسهم شركة أرامكو السعودية، وتداول السهم واستمرار ارتفاع قيمته في السوق المالية السعودية التي أصبحت في قائمة أهم الأسواق العالمية.
وفي جانب المشاريع الكبرى، أطلقت المملكة مجموعة واعدة وضخمة من المشاريع، منها: إطلاق مشروع «نيوم» لبناء منطقة خاصة بالأحلام ذات بيئة تقنية متطورة، وإطلاق مشروع القدية لبناء بيئة ترفيهية متكاملة، وإطلاق مشروع البحر الأحمر لصناعة السياحة البحرية، وإطلاق مواسم الترفيه في عدد من مناطق المملكة. هذه المشاريع تساهم مع غيرها من المبادرات في تعزيز التنمية المستدامة، والتأثير الإيجابي في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز المجالات البيئية والرياضية والثقافية والترفيهية والفنية. إلى جانب كونها داعما رئيسا للاقتصاد الوطني بما ستخلقه من وظائف جديدة في مختلف القطاعات، ومحفزا قويا لتنمية الاستثمار، بما ستوفره من فرص واعدة للمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.
في «مبادرة مستقبل الاستثمار» العام الماضي، أفصح الأمير محمد بن سلمان عن بعض ملامح المستقبل الذي يحلم به ويعمل لأجله، المتمثل في تحويل الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة خلال السنوات الخمس القادمة، وأضاف حرفيا «هذه حربي التي أقودها ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط مثل أوروبا».
بعض ملامح المستقبل بدأت تتشكل، فاليوم السعودية من أكبر الاقتصادات في المنطقة، وإحدى دول العشرين، وقد أنجزت إصلاحات وتحسينات كبيرة، ولديها بيئة أعمال قوية، ونسبة كبيرة من مجتمعها من الشباب، وغنية بالموارد الطبيعية، وتملك بنية تحتية قوية. ما سبق وغيره يجعل السعودية أرضا للفرص الجديدة، ووجهة مستقبل الاستثمار.
عن الزميلة صحيفة مكة