الذهب يتماسك متحدياً تفاقم مخاوف الحروب التجارية وبعض الانحسار للمخاوف الجيوسياسية
سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
تم النشر في الثلاثاء 2024-11-26يتجه الذهب إلى الارتفاع اليوم بأكثر من 0.3% مستعيداً بذلك مستوى 2630 دولاراً للأونصة وذلك بعد الخسائر الضخمة بأكثر من 3%.
مكاسب الذهب تأتي على الرغم من العوامل الضاغطة المتمثلة بتفاقم المخاوف حول عودة التضخم إلى الارتفاع بعد تصعيد الحرب التجارية المحتملة، إضافة إلى الأمل المتزايد حول وقف إطلاق النار في لبنان وهذه العوامل قد تبقي هذه الارتفاعات هشةً.
في حين يحظى الذهب بدعم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية والتي تتجه إلى التصحيح من مستوياتها المرتفعة نسبياً. حيث تواجه عوائد السندات لأجل عامين صعوبة في تجاوز مستوى 4.3% وكذلك تلك لأجل عشرة أعوام عند مستوى 4.4%.
كان الذهب قد تعرض لتراجع عنيف منذ فوز دونالد ترامب بولاية ثانية للبيت الأبيض وذلك على ضوء إمكانية عودة التضخم للارتفاع مع عودة الحروب التجارية خصوصاً مع الصين إلى الواجهة مجدداً. في حين يتجه ترامب إلى تصعيد هذه الحرب حتى مع الحلفاء وذلك مع حديثه الأمس عن فرض تعرفات جمركية على كل من المكسيك وكندا وتوسيعها على الصين وذلك على بسبب اتهامهم بتسهيل الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل.
في حين أن هذه الخطوات المحتملة من ترامب قد تأتي في إطار تشكيل الضغط لتعزيز الموقف التفاوضي وانتزاع تنازلات تخدم المصالح التجارية الأمريكية، وفق وول ستريت جورنال.
هذه التعرفات الجمركية قد تعود بأثر سلبي على الولايات المتحدة وذلك عبر ارتفاع أسعار الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع الغيار. كما تقابلت مع دعوات لاتخاذ إجراءات مضادة من المكسيك على سبيل المثال وفرض تعرفات على المستوردات الزراعية الأمريكية.
هذا الأثر المحتمل للتعرفات قد يعزز من المخاوف حول بطء وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل والتي كانت قد تفاقمت بالفعل منذ فوز ترامب وهذا ما قد يشكل عاملاً سلبياً اضافياً في وجه الذهب.
حيث لا تتوقع الأسواق خفضاً لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير المقبل سوا باحتمالية 14% وذلك تالياً للخفض المحتمل في ديسمبر المقبل والذي لا يزال مرجحاً إلى الأن، وفق CME FedWatch Tool.
بعيداً، وفي الشرق الأوسط، نشهد هذا الأسبوع أملاً غير مسبوق حول إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في لبنان بما قد يخفف من حدة الحرب الإقليمية. حيث قال مسؤول أمريكي لآكسيوس بأن لبنان وإسرائيل قد توصلا بالفعل إلى اتفاق حول بنود وقف إطلاق النار. كما قال المسؤول أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر سيوافق على الاتفاق في اجتماعه اليوم.
في حين أن هذا الزخم قد تزامن مع تصريحات متفائلة للغاية من المسؤولين اللبنانيين والأمريكيين، إلا أنه – كما الحال في جولات المفاوضات الفائتة – يتقابل مع المخاوف حول انهياره في اللحظات الأخيرة. لذلك، فقد لن يتم تسعير هذه الاخبار إلا عندما نرى اتفاقاً قد تم توقيعه بالفعل. حيث أن نقاط الخلاف الرئيسية المتمثلة في إعطاء الحق لإسرائيل لاستئناف نشاطها العسكري في لبنان غير محسومة كما أن موقف اليمين المتطرف في إسرائيل غير واضح ولطالما كان رافضاً تماماً لأي اتفاق ينطوي على وقف الحرب – لا ننسى عدم كافية الضغط الأمريكي على الجانب الإسرائيلي لدفعه لوقف الحرب.
في المقابل، وحتى إن شهدنا اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان فإن قد لا يعني أنه سيكون بداية لتهدئة أوسع في الإقليم. حيث تحدث مسؤول في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لشبكة CNN وقال بأن هذا الاتفاق قد لن يؤدي إلى إبرام آخر في غزة.
بمعزل عن الشرق الأوسط، فقد كان الذهب قد استفاد من التطورات المتسارعة والتصعيد المتبادل في الجبهة الحرب الروسية-الأوكرانية الأسبوع الفائت. حيث تتقدم القوات الروسية في العمق الأوكراني بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب التي دخلت بدورها في مرحلة خطرة للغاية، وفقاً لرويترز.الاندفاع الروسي المتسارع قد تقابل مع السماح لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ ATACMS المتطورة وهو قد تقابل بدوره مع تغيير العقيدة النووية الروسية الأسبوع الفائت.
التصعيد والتصعيد المتبادل يعظم من احتمالية حدوث خطاً في التقدير بما يخرج الصراع عن السيطرة وهذا ما يبرر حالة عدم اليقين المرتفعة للغاية.