الجزائر : خطوات كبيرة في إنتاج و تصدير الحديد و الصلب

الجزائر . سليمان بوعميرة

رغبة منها في تنويع صادراتها خارج المحروقات و الخروج من إقتصاد الريع النفطي ، تحاول الجزائر جاهدة بعث و تطوير بعض القطاعات مثل الزراعة و الطاقات المتجددة و التعدين ، و في إطار هذا الأخير تخطو الجزائر خطوات كبيرة من أجل تحقيق نتائج ضخمة في إنتاج الحديد و الصلب و تصديرهما .
فبإنتاج إجمالي يبلغ 3.5 مليون طن من الحديد والصلب ، أي ما يعادل 10.8٪ من إنتاج الدول العربية تهدف الجزائر إلى وضع حد نهائي لاستيراد المواد الخام ، من خلال ضمان الاكتفاء الذاتي على المدى القصير وأن تصبح دولة مصدرة بامتياز اعتباراً من عام 2025.
و تعد صناعة الحديد و الصلب من أهم الصناعات الاستراتيجية التي لها دور مهم و مؤثر في تحقيق التنمية الاقتصادية ، كون هذه الصناعة ترتبط ارتباطا وطيدا بالعديد من الصناعات الأخرى .
لهذا تسعى الجزائر إلى رفع إنتاجها الوطني من شعبة الحديد و الصلب ، خاصة بعد تصنيفها ثالث أكبر منتج عربي للحديد ، بعد كل من مصر و المملكة العربية السعودية – و ذلك بعائدات بلغت 220 مليون دولار سنة 2022 – ، بعد ارتفاع انتاجها بـ 16.4% سنة 2021 ، و تصدير ما يقارب 500.000 طن من الحديد و الصلب و الخرسانة و أسلاك الآلات و الحديد المسطح ، كما تعمل على تشجيع الاستثمارات في المركبات الصناعية و عقد اتفاقيات شراكة من أجل استغلال وتثمين الثروات المنجمية .
وبالفعل ، تم استعراض الطموحات وإتاحة كل الوسائل للشركات العامة والخاصة لمواجهة هذا التحدي. و قال وزير الصناعة أحمد زغدار في كلمته الأخيرة ” شهر مارس ” ، على هامش افتتاح النسخة الثانية للمعرض الدولي للحديد والصلب ومنتجات التعدين “معرض الجزائر للمعادن والصلب 2023”. أنّ : “هدفنا هو استغلال مواردنا المعدنية بالشراكة من أجل تلبية الطلب المحلي ووقف الاستيراد مع التركيز على الصادرات”.
وتحقيقا لهذه الغاية ، من الضروري توجيه الجهود نحو استغلال ومعالجة المواد الخام محليا ، لم يتم استغلال رواسب كبيرة من هذه المنتجات بعد. وبحسب الوزير ، فإن استغلال الرواسب التعدينية سيفتح آفاقا وفرصا جديدة للتنقيب والتسويق ، وقبل كل شيء ، الاستثمار بين الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين والأجانب.
و يعد مركب الحجار للحديد و الصلب – الواقع بولاية عنابة شرق الجزائر – مفخرة الجزائر في المجال وهو يتربع على مساحة 830 هكتار ، و تتمثل قدرته الإنتاجية في حوالي 02 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا ، و قام بتصدير ما قيمته 70 مليون دولار سنة 2021 .
و أعلن الوزير زغدار أن المركب ينتج حاليا نحو 800 ألف طن من منتجات الحديد والصلب (حديد التسليح وكابلات الآلات والحديد المسطح). وأعلن أنه سيتم إطلاق خطة تطوير ثانية قريباً ، مشيراً إلى أن المركب سيتم تجهيزه بمعدات جديدة خاصة لإنتاج مادة الهكسوجين. لذلك فإن الآمال معلقة على هذا العملاق في مرحلة إعادة الهيكلة .
وفيما يتعلق بمركب بلارة للصلب ، وهو نتيجة شراكة ناجحة مع القطريين ، قال الوزير ، أنه سجل نسبة إنتاج بلغت 250 ألف طن من منتوجات الحديد و عائداته قدرت بحوالي 220 مليون دولار في عام 2022 ، وهو يقع في ولاية جيجل شرق الجزائر.
أما مجمع توسيالي الجزائر ، الذي يقع في بطيوة – ولاية وهران غرب الجزائر- قد تمكن من تصدير 571000 طن من المنتجات الحديدية إلى العديد من الأسواق الدولية في عام 2022. ويعتزم المجمع تعزيز استثماراته من أجل الوصول إلى إنتاج أكثر من 6 ملايين طن من الصلب بحلول عام 2025. مصنع الصلب المسطح هو تحت التشييد ، سيشهد هذا المشروع ، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 1.5 مليار دولار ، ضوء النهار في عام 2025. هدفه هو تلبية احتياجات صناعة الأجهزة المنزلية وكذلك صناعة السيارات ، وبطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 2 مليون طن ، و سيوفر مصنع الإنتاج الجديد هذا ما يقرب من 2000 فرصة عمل مباشرة. كما حدد نفس المصدر أنه فيما يتعلق بتصدير الحديد المسطح ، تخطط توسيالي الجزائر للوصول إلى ملياري دولار في السنة.
وربالرغم من ذلك تراهن الجزائر في استراتيجيتها التنموية على منجم غار جبيلات في ولاية تندوف بالجنوب الجزائري ، باحتياطيات تقدر بـ 3 مليارات طن ، بدأ استغلاله الأساسي عام 2022. وتقدر الطاقة الإنتاجية الحالية بين 2 مليون و 3 ملايين طن / سنة. واعتبارًا من عام 2025 سيصل إنتاج هذا الحقل إلى 12 مليون طن من الحديد سنويًا. إنتاج سيغطي جميع أنشطة معالجة الحديد في الجزائر.
وفي هذا الصدد أكد وزير التجارة كمال رزيق أن الحكومة تعتمد بشكل كبير على هذا القطاع الصناعي لزيادة الصادرات غير الهيدروكربونية. هدفنا الأول هو إرضاء سوق المواد الخام المحلي على المدى المتوسط (بحلول عام 2025). أما الهدف الثاني فهو زيادة صادراتنا لتصل إلى 1.5 مليار دولار / سنة. لدينا الوسائل والإمكانيات لتحقيق هذين الهدفين ولم تبخل الدولة في توفير وسائل تطوير صناعة معالجة الصلب هذه .