مقالات

التبليغ عن مواطن

تم النشر في السبت 2020-04-04

محمد اليامي

في إحصاءات أخيرة انتبهت ومن المؤكد أن الجميع انتبه إلى ارتفاع أرقام الإصابات المسجلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أمر لم يكن بعيدا عن التوقعات لوجود نسبة من مخالفي أنظمة الإقامة، وتكدس كثير من الجنسيات في المساكن إضافة إلى تدني المستوى التعليمي الذي لا بد أن يؤثر في مستوى الوعي.

أثق بأن الحكومة مستعدة لكل الاحتمالات، وهي ثقة أثبتتها التجربة، وأرى أننا نحن المواطنين نتحمل مسؤولية قبلية وبعدية لهذا التكاثر الملحوظ في مخالفي أنظمة الإقامة في المدينتين المقدستين وفي مدن أخرى.
لعل هذه الجائحة توقظ ضمائر بعض المواطنين والمقيمين النظاميين الذين بسبب سكوتهم أو تسترهم على مخالفي الأنظمة بقيت مشكلتهم قائمة، فالحكومة بحملاتها التوعوية، والتحذيرية، والمهل الكثيرة المرصودة تاريخيا التي منحتها لهؤلاء لا تستطيع وحدها القضاء تماما على هذه المشكلة طالما هناك صاحب عقار يؤجر لهم بعقود وهمية، أو صاحب عمل يستغل انخفاض أجورهم، أو شريك لهم في مكاسب لا أشك إطلاقا أنه مال حرام لأنه تأتّى من مخالفة ولي الأمر، ومن الإضرار بالمصلحة العامة للمسلمين وعموم المجتمع. مرت دول ومجتمعات كثيرة بمشكلة وجود غير النظاميين بين ظهرانيها، وبقيت الشعوب التي يستغل بعض أفرادها الوضع دون حلول عملية وجذرية، فيما نجحت نسبيا تلك المجتمعات التي يعرف كل فرد فيها مسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه وصحتهم العامة، واقتصاد بلاده، والأهم أمن بلاده. كما نكافح بؤر المرض، ونتقي العدوى باتباع التعليمات والاحترازات، ينبغي لنا جميعا ألا نسمح بالنمو الأفقي والرأسي لأي مخالفين لأنظمة الإقامة، بل لا نسمح لأي قريب أو صديق أو مواطن بفعل ذلك، وكما تباعدنا عن أقرب الناس لنا لمصلحتهم ومصلحتنا، يجب علينا اليوم الابتعاد عن العاطفة الكاذبة، والسلبية والتبلد، والإبلاغ عن المواطن المتواطئ مع المخالفين قبل الإبلاغ عن المخالفين أنفسهم.
هذه البلاد العظيمة بقيادتها الرشيدة تحملت كثيرا من العناء والجهد والمال في سبيل الوصول إلى حلول إنسانية وواقعية لمشكلة مخالفي الإقامة وبعض الجاليات، ودورنا جميعا أن نتحمل معها المسؤولية.
في هذه الجائحة بالذات وفي هاتين المدينتين الغاليتين وفي كل مكان في المملكة ينبغي التعاون والإبلاغ عن أي ملاحظة أو تجمع للسكن والعمل نشعر أنه خطر يهدد الصحة العامة أو الأمن المجتمعي.
إننا بذلك نقدم خدمة لهم قبل أن نخدم وطننا وأنفسنا، فالسعودية الكريمة الرحيمة ستعالجهم دون مساءلة، فهلا كان الجميع على قدر المسؤولية.
حفظ الله مملكة الإنسانية والناس جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock