الاتحاد الدولي للنقل الجوي يدعو لتحديث قطاع الشحن الجوّي

اكد أليكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي اليوم، على ضرورة تسريع وتيرة تحديث قطاع الشحن الجوّي والتركيز على تقديم الخدمات عالية النوعية، وذلك خلال كلمة القاها ضمن فعاليات مؤتمر الشحن العالمي الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وأوضح دو جونياك أن قطاع الشحن الجوي يشهد نوعاً من التفاؤل الحذر بعد توقف شبه كامل للنمو لعدة سنوات، في ظل انتعاش الطلب على الشحن في النصف الثاني من العام الماضي، وارتفاع الأداء بشكل ملحوظ في شهر يناير بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي.

وقال دو جونياك: “يُفترض بنا مراعاة ملاحظات العملاء واحتياجاتهم بشكل كبير، وتحمل القوى الإيجابية الداعمة للنمو أخباراً طيبة؛ ولكن عملاءنا يتوقون للمزيد. إذ لا زال قطاع الشحن اليوم يستخدم العمليات الورقية المعقدة التي لم تتغير منذ القرن السادس عشر، ولكن العملاء ينفقون مبالغ إضافية للشحن عبر الجو، ويتوقعون مقابل ذلك الحصول على عمليات حديثة وخدمات عالية الجودة”.

وركّز دو جونياك على مجالين أساسيين للارتقاء بمستوى القطاع:

عمليات إلكترونية حديثة وبسيطة: على مدى أكثر من عقد من الزمن، دأب القطاع على اتباع عملية تحوّل رقمية تعرف باسم الشحن الإلكتروني. ويتمثل أبرز عناصرها في اعتماد السوق على وثيقة الشحن الجوي الإلكترونية. إذ وصل الانتشار العالمي إلى نحو 50% ويستهدف القطاع الوصول إلى 62% بحلول نهاية العام الجاري على ممرات تجارية ممكنة.

خدمات عالية النوعية: أضاف دو جونياك: “يركز اثنان من أقسام الأعمال الأكثر ربحية وسرعة في النمو على تلبية الاحتياجات الخاصة للعملاء. وتتمثل هذه الاحتياجات في التجارة الإلكترونية فضلاً عن الوقت والبضائع الحساسة لدرجة الحرارة مثل المنتجات الدوائية – وهو مثال رائع يوضح مدى قدرتنا على تحقيق النجاح عندما ندرك توقعات عملائنا ونلبيها اعتماداً على حلول ذات قيمة مضافة”. 

وأضاف: “تشير شركات الشحن اليوم إلى رغبتها في الحصول على خدمات مستندة إلى نظم ذكية قادرة على مراقبة ذاتها، وإرسال الاشعارات في الوقت الحقيقي، والاستجابة إلى أي خروجٍ عن سير العمل، وذلك ممكن من الناحية التقنية. ويتجلى العامل الرئيسي لتحقيق ذلك وغيره من الابتكارات في استخدام البيانات بكفاءة وفاعلية. ويشكل العثور على حلول للتوقعات التي لم تتم تلبيتها (أو حتى لم تتحقق) قيمة مهمة للعملاء؛ مما يدفع عجلة تطوير الأعمال”.

وتلعب أعمال Cargo iQ وStB Cargo دوراً مهماً في الارتقاء بمستوى المعايير ودعم الابتكارات القائمة على البيانات لإضافة القيمة إلى تجربة العملاء، بحسب دو جونياك.

الشراكات

تعتبر الشراكات عاملاً مهماً في دفع مسيرة تحوّل القطاع. وبهذا الصدد، قال دو جونياك: “ينطوي الدفع نحو التغيير سواء لتحديث العمليات أو تعزيز القيمة عبر الابتكار على الكثير من التحديات، حيث تكون المعايير العالمية شديدة الأهمية. ويتضمن الشحن الجوي درجة عالية من التنظيم– ما يبرز أهمية مشاركة الحكومات في عملية التغيير هذه. وانطلاقاً من مكانتنا كسلسلة قيمة معقدة، فإن بناء الإجماع في القطاع أمر أساسي. ولتحقيق النجاح ينبغي علينا العمل في شراكات قوية”.

وأشار دو جونياك إلى ضرورة معالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة مع شحنات بطاريات الليثيوم، حيث تبدو الشراكات بالغة الأهمية. وقد عملت الحكومات والقطاع معاً لوضع تشريعات ناظمة استناداً إلى معايير عالمية بحيث يمكن شحن بطاريات الليثيوم بكل أمان.

وفي هذا الإطار، قال دو جونياك: “تتجلى المشكلة في عدم تطبيق القوانين الناظمة. ولا زلنا نرى العديد من الأمثلة عن إساءة الاستخدام، بما في ذلك وضع علامات خاطئة على البطاريات. ونطالب الحكومات بتكثيف جهودها في تطبيق اللوائح التنظيمية، واتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد الشاحنين المخالفين، وذلك انطلاقاً من كونها صاحبة اليد العليا لفرض غرامات كبيرة وعقوبات بالسجن على من يخالف القوانين. ونطالب بتنفيذ هذه القوانين لوقف الانتهاكات”.

كما حدد دو جونياك ثلاثة مجالات رئيسية تتجلى فيها حاجة القطاع لدعم الحكومات بهدف تلبية المعايير العالمية:

·       اعتماد اتفاقية مونتريـال لعام 1999 (MC99) التي تنظم قبول المستندات الرقمية عبر الحكومات، وهي من المتطلبات الأساسية لوثائق الشحن الإلكترونية. وحتى اليوم، لم تلتزم إلا 124 دولة بتنفيذ بنود الاتفاقية. وما وهنالك حاجة لانضمام المزيد من الدول الكبرى في مجال الشحن الجوي إلى هذه الاتفاقية، ومن بينها تايلاند وفيتنام.

·       اعتماد التعديلات على الاتفاقية الدولية لتبسيط وتنسيق الإجراءات الجمركية (اتفاقية كيوتو)، والتي تسهل حلول الحدود الذكية التي تقلل من التعقيدات والتكاليف.

·       التنفيذ السريع لاتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن تيسير التجارة، مما سيجعل التجارة أرخص وأسرع وأسهل