الإنفجار السكاني نعمة ام نقمة

د. محمد شمس
رئيس مركز إستشارات الجدوي الإقتصادية بجدة

يقول الأغلبية أن الإنفجار السكاني يقود الي الفقر والجهل والبطالة و يقول آخرون أن الإنفجار السكاني يمكن أن يكون نعمة وتنمية ومعرفة. وفي إعتقادي أن كلا القولان صحيحين اذا أضفنا عليهما بعض البهارات الإقتصادية. ولكي نوفق بين القولان لابد من التعرف علي إمكانات العنصر البشري في اي دولة لأنه يشكل أهم الأعمدة التي يبني عليها الإقتصاد لما يمتلكه من الجوارح التي تمكنه من تطويع الموارد الاقتصادية المتوفره له لإنتاج ما يكفيه ويزيد من السلع والخدمات. فإذا أنتج الفرد أكثر من ما يستهلكه فهذه هي النعمة. أما إذا إستمر استهلاك الفرد اكثر من ما ينتجه فهذه هي النقمة. لذلك فالدول الصناعية الكبري مثل مجموعة السبعة G7 إستطاعت تسخير جوارح مواردها البشرية والغير بشرية المتوفرة لها محليا و المتاحة لها خارجها بالعلم والمعرفة من خلال مؤسساتها الحكومية والخاصة لتنمية إقتصادها.
فاليابان مثلا يبلغ عدد سكانها نحو 127 مليون نسمة يعيشون علي مساحة متواضعة جدا تبلغ نحو 378 ألف كم2 فقط لكن ناتجها الوطني يبلغ نحو 5$ ترليون ومتوسط دخل الفرد بها 41,000$ . لذلك اصبحت اليابان خلال عقود قليلة وبالرغم من دمارها خلال الحرب العالمية الثانية دولة صناعية متقدمة بإمكانات عناصرها البشرية العالية التي أصبحت نعمة لها بالرغم من ندرة مواردها الطبيعية.
من ناحية أخري نجد أن الكثافة السكانية بالهند نقمة عليها وليس نعمة. فعدد سكانها 1.3 مليار نسمة يعيشون علي مساحة شاسعة تبلغ 3.3 مليون كم٢ اما ناتجها الوطني فهو 2.8$ ترليون فقط اي نحو نصف الناتج الوطني اليابانى ويبلغ متوسط الدخل الفردي الهندي نحو 2000$ فقط وهو يمثل 5% فقط من متوسط دخل الفرد الياياباني البالغ نحو 41,000$.
لذلك فالدول النامية إما إبتليت بكثافة سكانية عالية أو بسكان يفوق إستهلاكهم علي إنتاجهم لما تلتهم أفواههم بما ينتجون و ما يستوردون. بجانب إفتقارهم للمؤسسات الحكومية والخاصة الفاعلة مما أدي الي إنخفاض ناتجهم الوطني وإصابتهم بمعدلات بطالة وتضخم عالية بجانب عجز ك
متفاقم بالميزان التجاري والبعض الآخر داهمتهم المجاعة.
فالعنصر البشري المنتج نعمة أما العنصر البشري العاطل نقمة.