أفكار ناجحة وجاذبة للإدخار
تم النشر في الخميس 2021-09-09
التغيرات الاقتصادية تفرض نهج الادخار مهما كان وضعك
تكمن أهمية الادخار في عدم الحاجة للآخرين في وقت الازمات، فليست الغاية منه هي تكديس المال بغير هدف او معني، أو ادخار الأموال بشكل جشع يحرمك انت وعائلتك من الاستمتاع بالحياة، لكن الهدف الأساسي منه هو تأمين حياة كريمة بمال يمكن الاتكاء عليه عند الحاجة له.
وهو نظام مالي ونفسي داعم للتقليل من صدمات الحياة كما يقول البعض، فللادخار معني عظيم وغاية سامية، ونحن نلاحظ في الفترة الأخيرة عند العرب عامة وفي دول الخليج خاصة غياب مبدأ ومصطلح ادخار الأموال بأي شكل كان في حسابات بنكية أو عن طريق شراء سبائك الذهب بالمال الذي تملكه أو غيره.
إذ تشير الدراسات عام 2018م أن عدد المقترضين بالمملكة بلغ حوالي 3 مليون ونصف، حيث اقترضوا 400 مليار دولار قروض شخصية، وأن القروض الاستهلاكية تشكل بنسبة 80% من تلك القروض.
وهذا مؤشر خطير على حدوث تضخم عالي، لأنه كلما زادت نسبة القروض كلما زادت نسبة التضخم بشكل أكبر، بمعنى ان السلعة اللي تشتريها بمائة ريال، فغداً سوف تشتريها ب300 ريال.
كما تشير الدراسات إلى أن نسبة 85% من السعوديين لا يعلمون معنى الإدخار، بل إن نسبة المدخرين في المملكة تمثل 4%، وتعد اقل دول العالم، ففي اليابان نجد أن 40% من الأسر تدخر أموالها بنسبة 15% من دخلهم، وتعتبر نسبة ممتازة.
وتكمن مشكلة الغير مدخرين في التشبث بأعذار غير صحيحة ومنها ضعف الراتب والتضخم الديون، وهذا معقد، ليس مجاني، ناهيكم عن عادات سلوكية خاطئة ومنها التقليد والمحاكاة والاعتماد على القروض، والمتعقدات المتوارثة مثل (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، ولا ننسى افتقاد المعرفة وعدم فهم لغة المال والادخار والاستثمار وهكذا.
فالادخار يجب أن يكون أساسي في حياة الجميع، والحاجة له أصبحت ماسة مع تصعب بعض الأمور الحياتية وخصوصا وتغير الأنظمة الاقتصادية .
ولكي نسهل ونجذب المجتمع يجب أن تتكاتف الجهات الحكومية والبنكية والغير ربحية في طرح برامج ادخار ناجحة وفق منهجية سلسلة تقدر ظروف كافة فئات المجتمع وتستهدف الأجيال الحالية والقادمة خصوصاً مع رؤية 2030، ولنا في شركاتنا المحلية قدوة في عمليات الإدخار يمكن الاستفادة منه ونمذجته في باقي القطاعات على الموظفين خصوصاً.
لذلك سنطرح هنا لا على الحصر بعض الحلول المجربة في الادخار على مستوى الأفراد وأصبحت عادة لديهم ووصلوا لمرحلة الاستثمار بدون أي ضيق او حرمان من السعادة والمتعة…
اولاً: تسديد الديون أول بأول، فالقروض عدو الادخار دوماً.
ثانياً:تقليل المصروفات ببدائل بالسوق والتفتيش عن التسريبات الكبيرة وتقليلها، مثل البحث عن ايجار سكني اقل، وغيرها
ثالثاً: البحث عن دخل إضافي بعمل جديد وجهد إضافي سواء ميداني أو عن بعد
رابعاً: الإدخار من الدخل ولو بنسبة 1% وبالتدرج ترتفع حتى تصل نسبة 10% وأعلى.
خامساً: وضع حساب بنكي آخر غير حساب الراتب، ليس عليه بطاقة صراف بنكي أو خدمة اون لاين
سادساً: البحث عن طرق الإدخار التي تحفظ مالك وتنميه في نفس الوقت قدر الإمكان، كما نصح به بعض المختصين بالإدخار في أسهم شركات العوائد وسبائك الذهب وصناديق الاستثمار العقاري منها، بحيث تشتري بشكل دوري.
سابعاً: الإستفادة من التطبيقات المعينة على ضبط المصروفات والإدخار.
وختاماً أوصيكم بالقاعدة الذهبية والأساسية للوصول للاستقلال المالي ، فبعد الانتهاء من تسديد الديون لا بد من اقتطاع مبلغ محدد ومرن في نفس الوقت في بداية كل شهر من دخلك لحسابك الادخاري، وبالتالي ستجد نفسك مع مرور الوقت قد اعتدت على العيش في حدود المبلغ المتبقي من دخلك.
وتذكر مقولة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه(أو كلما اشتهيت اشتريت)، ولكن سدد وقارب، فمغريات العصر كثيرة.
وكما قال(تي مونجر) أن عادة الادخار تعد أداة للتعليم في حد ذاتها :لأنها تعزز كل الفضائل، وتعلم إنكار الذات، وتنمي الشعور بالنظام، وتدرب على امتلاك بُعد النظر، وتوسع مدارك العقل،
كتبه/ظافر الدوسري-مستشار في المال والذهب-صحافي اقتصادي