عاممقالات

احمد فتيحي يكتب لـ”المستهلك” هكذا تكون تاجر مجوهرات ناجح

تم النشر في الجمعة 2018-11-23

أحمد حسن فتيحي

كنت ولا زلت أعشق عملي.. “المجوهرات”..
فقد بدأت بالفضة.. وبعدها بالذهب..
وتطورت أعمالي فاقتنيت المجوهرات..
وبدأت عملي بالمجوهرات من العام 1960م..
أما قبلها.. فقد كان مع الذهب بداية من عام 1952م..
تدرجت في هذا العمل.. فكنت في بيروت ثم في ميلانو وجنيف وفرانكفورت وغيرها..
فتحت محلاً في جنيف.. ثم في لندن ونيويورك وميلانو وكلها أقفلتها.. بعد سنين من العمل فيها..
والاستغناء عن تلك المحلات لم يكن لقصور مني.. ولكن لعدم وجود من يكون فيها.. يحمل قناعتي به..
وقد حاولت كثيراً لإيجاد العاملين في هذا المجال..
وخلصت تجربتي مرة أخرى بقناعة أن مهنة المجوهرات تعتمد على صاحبها.. وإدارته المباشرة لها..
وأنها مهنة تتوارث.. كما أن الوارث قد لا يكون موفقاً كمن سبقه..
ولكن الاسم المتميز يبقى معروفاً لمن يشتريه..
فالأسماء المعروفة عبر السنين لا تزال باقية ويديرها آخرون.. وربما لا تحقق نجاحاً لكنها تبقى..
وتبني الرواج لمن اشتراها.. باذلاً فيها.. ليتمتع بالشهرة التي تحملها..
وقد يخرج بها عن نطاق التخصص للمجوهرات.. إلى أنواع أخرى وفئات مكملة.. ويعتمد على الاسم لبيع المنتجات الجديدة..
كنت أصمم.. وأشتري.. وأسوق.. وأبيع.. وأقوم بتسعيرها بنفسي.. “أيام شبابي”..
وسعيت لأن أصنع اسماً تجارياً متميزاً.. وقد حققت ما كنت أصبو إليه..
وتحولت من مؤسسة فردية إلى شركة مساهمة متداولة..
واستثمرت في قطاعات أخرى.. وأثق بأن التوفيق من الله كان يساندني..
مرت علي في مسيرتي كثير من الأزمات والتغيرات والأحوال التي تمر عادة بالعاملين في مجالات الأعمال التجارية..
وشاركت في شراء أسهم لشركات مختلفة..
وافتتحت محلات وأسماء تجارية نجحت في فترة ما..
ثم اضمحل عملها وقفلتها واستغنيت عنها..
واكبت كل الأحداث صعوداً وهبوطاً.. وانطلاقاً وتعثراً..
وكنت أتنقل حول العالم سعياً للرزق.. وطلباً للسمعة والشهرة..
ولقد سعدت كثيراً.. وعانيت كثيراً..
والنتيجة الآن..
أن كلما كنت خفيفاً في حملك.. تكون أكثر سعادة..
وهنا المقصود.. أعباؤك وأحمالك وأثقالك..
وأعني المديونيات المالية وهذه المديونيات ثقيلة ومكلفة..
إن لم يكن هناك ما يقابلها من مخزون وأصول..
أيضاً هناك عامل مهم.. هو الخوف من أن تفقد ما عملت له من شهرة قد تضر بمعنوياتك واسمك أيضاً..
لا تنسى أنك كنت شاباً.. وأصبحت هرماً..
بفضل من الله..
استوعبت كل هذا.. وتجاوزت حدوث المفاجآت..
وأتذكر التجارب وأقرأ كثيراً عن غيري.. ومن غيري..
الآن.. أنا أكثر سعادة من قبل.. لعدم وجود أعباء وأحمال..
وطموحاتي انتقلت إلى ما هو أبقى عند الله..
ولم يبقى كثيراً من الناحية العملية..
فقد بقيت الشركة التي أرأسها.. وهي شفافة وواضحة..
وميزانيتها معلنة.. وتعتبر إحدى الشركات الرشيقة.. التي تحلق كالفراشة..
سامية المبادىء.. لا مشاكل فيها.. ولا عليها.. ولا ديون لها.. ولا عليها..
كنت ومازلت.. أبني في هذا الوطن.. بالصدق والأخلاق العملية المتميزة..
والنصيحة اليوم..
“من عمل عملاً فليتقنه”..
ولا تسعى لنفخ نفسك بما لغيرك..
وعش عاملاً بتقوى وإحسان..
ولا تظن أن الدنيا ستتركك بغير نكد..
الخلاصة..
صلاح النية هو المطية..
والمحبة للآخرين بصدق..
ولا تتدخل في شئون الغير..
وطريق الحلال واضح..
والصدق في المعاملة.. والأخطاء معترف بها..
وحسن الظن بالله ثم بخلقه..
ودفع الحقوق للغير..
والبر بكل من تعرف ومن لا تعرف ..
تسير أمور الحياة كما يريد الله لها أن تسير..
ونظن أننا نسير الأمور وفقاً لرغبتنا..
ونعتقد أننا حققنا نجاحاً بحكمتنا وتفكيرنا ونصائحنا وتجاربنا..
والحقيقة أننا لا نعمل شيئاً يذكر..
فنحن مسيرون بإرادة الله وقدره.. وبهدي نبيه صلوات الله وسلامه عليه..
في النهاية.. “امشي عدل.. يحتار عدوك فيك”..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock