تسارع تجارة التجزئة الإلكترونية في العالم العربي خلال شهر رمضان

  شانت أوكنايان

يمتاز شهر رمضان بقدرته على جمع الناس معاً سواء في العبادات أو الاجتماعات العائلية وملتقيات الأصدقاء. وتختلف عدد ساعات العمل في رمضان لدى مختلف القطاعات، بينما تتسارع وتيرة الحياة بعد الافطار، لتمنح العالم العربي سمته المميزة والفريدة من نوعها خلال هذه الفترة. وخلال الشهر الفضيلـ، تتغير الأساليب التي يقضي فيها الناس أوقاتهم بشكل كبير، حيث يوجد ذلك نوعاً من التأثير الإيجابي على قطاع التجارة الإلكترونية.

تخبرنا البيانات حول الكيفية التي يقضي الناس فيها أوقاتهم خلال شهر رمضان في العالم العربي

أكثر من 86% من 172 مليون مستخدم نشط شهرياً على فيسبوك في العالم العربي يحتفون بشهر رمضان، حيث يتواصل الأهل والأصدقاء بصورة أوسع لمشاركة التهاني والتجارب الرمضانية، وكذلك الالتفاف حول مواضيع ذات اهتمام مشترك مثل أعمال الخير. وخلال رمضان، ترتفع نسبة استخدام فيسبوك إلى 14,8% عبر العالم العربي، وتصل ذروتها إلى 36,9% خلال المساء، الأمر الذي يترجم إلى 57.6 مليون ساعة إضافية يقضيها مستخدمو منطقة العالم العربي على فيسبوك.

ويشهد شهر رمضان زيادة في الانفاق على المواد الغذائية والمنزلية والملابس، وكذلك الهدايا خصوصاً خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الفطر. ولذا تحتاج العلامات التجارية إلى زيادة تواجدها الملحوظ والاستفادة بشكل فعال من هذا الاستهلاك المتزايد عبر الإنترنت. ومن أجل هذا الهدف، يتوجب عليهم فهم متى يكون الجمهور أكثر نشاطًا عبر الإنترنت. ويتأثر المجتمع بشكل واسع بالتقاليد والعادات التي يختص بها شهر رمضان، وبالتالي تتأثر أيضاً أنشطة الشراء عبر الإنترنت، حيث ترتفع وتيرة الشراء عقب الافطار.

تتسع نافذة الفرص أمام العلامات التجارية خلال شهر رمضان، حيث تتزايد فرص لفت انتباه الجمهور العريض والتواصل معه بشكل فعّال. يرتفع النشاط التجاري الإلكتروني خلال رمضان بنسبة 35,8% في المنطقة، بينما ترتفع نسبة الاستخدام خلال الليل إلى 78%. وقد أسهم الهاتف الذكي المتحرك في تغيير تجربة التسوق خلال رمضان، حيث نشهد زيادة بنسبة 43,2% في التجارة عبر الهاتف المتحرك بالمقارنة مع 5,5% زيادة في الأنشطة التجارية الإلكترونية عبر الحواسيب المكتبية. ويمكن للعلامات التجارية الآن التفاعل مع المستهلكين مباشرة، والاستفادة من أحدث التقنيات والتطبيقات للتواصل مع الجمهور الصحيح، والارتقاء بتجربة التسوق وإعادة صياغة الطريقة التي يتسوق بها الناس عبر الإنترنت.

تتمتع العلامات التجارية الاجتماعية بالقدرة على اكتشاف الجمهور في اللحظات المهمة

تتحول الولاءات للعلامة التجارية سريعاً خلال شهر رمضان أيضاً، فأنت تتمتع فقط بنفس جودة العرض الترويجي الذي تقدمه لي. أظهرت دراسة أجرتها YouGov العام الماضي في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر أنه في حين أن 53 % من المستهلكين ينفقون أكثر خلال شهر رمضان، إلا أن قسم كبير من المستجيبين ادعوا أنهم سيشترون من العلامات التجارية التي تقدم عروضاً أفضل. ومن أجل تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وتفاعلها في خضم هذه المنافسة القوية في نفس المساحة، فإن العلامات التجارية الذكية لم تعد تنتظر العمل على اشارات النوايا بل يصنعونها.

نعلم أن هناك مراحل رئيسية لنشاط العلامات التجارية في رمضان تحدث خلال 9 أسابيع، وتركز المرحلة الأولى خلال تلك الفترة على الاكتشاف والإلهام وتستمر لمدة الأسابيع الأربعة التي تسبق الشهر الفضيل. فعلامات الأزياء على سبيل المثال، تدفع بتشكيلات ملابس مخصصة لعيد الفطر للتأثير على قرار شراء الملابس، والتي يتم التخطيط لها أكثر بنسبة 1,63 مرة عن المشتريات في وقت آخر من العام في دولة الإمارات. أما المرحلة التالية فتدوم من 3 إلى 4 أسابيع وهي التفاعل المتحرك، حيث تعمل العلامات التجارية على إنشاء المحتوى المخصص للهواتف المتحركة حتى يمكن الوصول إلى أكثر من 169 مليون مستخدم نشط شهرياً على الهواتف المتحركة في العالم العربي. وأخيراً تبدأ المرحلة الأخيرة قبل أسبوع من عيد الفطر، وتتمحور حول الإهداء في اللحظة الأخيرة، وزيادة في التفاعل مع المحتوى المتعلق بتخطيط العطلات والسفر.

استفادت من فيسبوك خلال رمضان العام الماضي، العلامة التجارية “سبلاش” التابعة لمجموعة (لاند مارك) لعرض تشكيلتها الخاصة بشهر بعيد الفطر، وقادة الحملة عملية دفع المبيعات والتفاعل. ونتج عن ذلك زيادة بنسبة 75% في المبيعات خلال شهر رمضان، وزيادة بنسبة 80% في الحوار مع العملاء، وبنسبة 15% أعلى من عوائد الانفاق الإعلاني.

صياغة المحتوى الذي يقود نتائج الأعمال

هذا يعني أن العلامات التجارية تحتاج إلى التفاعل مع جماهيرها في الوقت المناسب، وفهم نواياهم واحتياجاتهم الشرائية. في عالم “الهاتف المتحرك أولاً”، تحتاج العلامات التجارية إلى وضع استراتيجيات للمنصات المتحركة. وسواء كان محتوى ثابت أو فيديو، فيجب أن يكون المحتوى المرئي ثرياً عندما يتم تنفيذه بشكل جيد، وقادر على بناء التواصل والثقة في العلامة التجارية، مما يزيد من اهتمام العملاء. وبفضل نقاط الاتصال المشخصنة التي تثير اهتمام الجماهير، يمكن للعلامات التجارية في قطاع الأزياء والجمال والتقنية والطعام، إنشاء حوار مع المستهلكين، مما يؤدي إلى الشراء.

لتحقيق أقصى استفادة من الوقت المتزايد الذي يتم قضاؤه عبر الإنترنت خلال شهر رمضان، يفتح محتوى الفيديو لجماهير الهاتف المتحرك العديد من الفرص. كما يستطيع المسوقون الإقليميون الوصول إلى مجموعة من منتجات الفيديو عبر فيسبوك وانستجرام بما في ذلك القصص وكانفاس و360؛ بالإضافة إلى منتجات الأداء مثل Collection أو Dynamic و Link و Lead ads – والتي يمكن أن تساعد العلامات التجارية على تحقيق أهدافها ونتائج قابلة للقياس خلال شهر رمضان.

إن توفير الفرص لإنشاء قصص قوية ومبتكرة، تتيح للعلامات التجارية في جميع أنحاء المنطقة فرصة مشاركة تجربة رمضان وأن يصبحوا جزءًا مهمًا في واحدة من أهم الأوقات على رزنامة المنطقة.

*رئيس الأعمال الإقليمي لقطاع تجارة التجزئة، والاتصالات، والتقنية والخدمات والترفيه في فيسبوك وانستجرام ومجموعة التطبيقات