عاممقالات

السبيعي وعيوننا للغدر راصدة

تم النشر في السبت 2018-06-02

 

حماد الثقفي. 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه قال: قيل: ” يا رسول الله.. أيُّ الناس أفضل؟ قال: ” كلُّ مخمومِ القلْبِ صدُوقِ اللِّسان، قالوا: صدوقُ اللسَان نعرِفه.. فما مخمُومُ القَلب؟ قال: هو التَّقيُّ النَّقِي.. لا إثْمَ فيهِ ولا بغي، ولا غلَّ ولا حسَد ” أخرجه ابن ماجة…

لقد تعَاظمُ الإرهاب وازداد خطره جراء موجات من التطرف والإرهاب الدولي بأرض الله التي خص بها وطننا دون سواها لتكون فيها حالات فردية توجه أذنابها لتشويه إسلامنا السمح ورسالته الحضارية البانية للإنسان وللعمران… وكما هي بلاد الإسلام بلادٌ محسودة وبالأذى مقصودة، ومملكتنا بلاد الحرمين الشريفين وخادمة المسجدين العظيمين وراعية المدينتين المقدستين، مهبط الوحي وموئل العقيدة ومأرز الإيمان وحرم الإسلام ..

بلادٌ المكي والمدني والشرقي والنجدي والطائفي في ظلال الشرع وادعة وفي رياض الأمن راتعة ولأطراف المجد جمعة، وطن العطاء والنماء والوفاء والإسلام والسلام، دولة تمد يدها بالنعم إلى كل منكوب حتى أعدائها، وما تخرج بلد ولا جارة إلا وبالخير لها تعطي وتمنح وتساعد وتنفح، فكانت عصية على الغادرين والخونة ومتشردي الإرهاب… ولعل استشهاد الرقيب السبيعي إثر طعنة من الغدر حدثاً عارضاً وجد استنكار كل الأهل والعالم الدولي، لأعمال فيها الموت وفيها الطعن وفيها ما فيها فلا تحصين لغادر، سبقه تفكير أمني اقتضى التعامل الفوري معه؛ ليكن مقام الغدر القتل على عجل، ودفن أفعاله الخسيسة معه لنرى أثره في إصابة اثنين من رجالنا أحدهما من الحرس الوطني والآخر من الدوريات الأمنية –شفاهما الله وعافاهما لنا-.

فتحية إعجاب وإجلال لجنودنا بالداخل والخارج ليعلم القاصي والداني أننا منكم وأنتم أخيارُنا، وليفهم كل لبيب بأن أبناء المملكة العربية السعودية جسد واحد وفداء للدين ثم المليك والوطن، فما صار بالطائف حدث عابر لا يؤثر على رباطنا، تلك البقعة المباركة التي ناصرت الملك عبد العزيز حتى استعاد الحجاز من الدولة العثمانية، فجنودنا في كل مكان كانوا من حرس الحدود أو مرورنا أو كان أمننا أو غير ذلك، هم أسودُ لا تهاب جحيم ولا تخشى نعيق الغربان من أعداء الوطن، فإن استشهدَ وأحدٌ خرج من ظهراني الوطن أمة هي على أهبة الاستعداد للتضحية متى ناداهم الواجب.

أجل، إنهم عصبةٌ غاويةٌ وحفنةٌ شاذة وسلالةٌ ضالة .. قد ظهر طيشُها ولاح سفهُها وبان هوجُها وسخفها .. اعتدت على جنودنا وأهلنا في محاولةٍ خاسئةٍ خاسرة خاطئة خائبة لنشر الفوضى والنيل من أمننا ..فكانت عيوننا لهم راصدة وعزيمتنا لهم حاصدة، ليكونوا عبرة لكل مَنْ تسوِّل له نفسه الإقتراب من أبنائنا، فهنيئاً لكم شرف الدنيا وثواب الآخرة، فلا خير في أمةٍ يوطَأ من العدا أرضها ويداس من البغاة حريمها فتخنع وتخضع ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock