تم النشر في السبت 2018-04-28
الدكتور محمد محمود شمس
(٢)
أشرت في الحلقة (١) أن كل دولة حريصة علي حسن الجوار مع جيرانها من الدول والخلل في هذه المنظومة قد يقود الي مواجهة عسكرية. وهذا ما يجري حاليا بمنطقتنا حيث أن شرذمة من شعب اليمن تسيطر عسكريا علي مقدرات شعبها العريق لتحارب جارتها السعودية بالوكالة لمصلحة إيران مع العلم أن اليمن في أشد الحاجة الي لقمة العيش التي تستلزم بقوة الإستقرار السياسي والإقتصادي لليمن ولكنها ابت ولهثت وراء الفرس وليس وراء الفرس إلا الفقر وياليتها تعلمت الدرس من الحرب الإيرانية العراقية.
و تقع اليمن في غرب آسيا في مساحة تقدر بنحو 528 ألف كم٢ في النصف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية ويبلغ طول شواطئها نحو 2000 كم وتقع مملكتنا الحبيبة السعودية شمالها ويحدها البحر الأحمر من الغرب وخليج عدن وبحر العرب من الجنوب وتقع عمان شمال شرقا ويوجد باليمن نحو 200 جزيرة. واهم موانئها ميناء الحديدة الذي يقع علي البحر الأحمر وميناء المكلا ويقع علي خليج عدن. هذا وقد تم إتحاد شمال وجنوب اليمن في 22 مايو 1990. ويبلغ عدد سكان اليمن نحو 28 مليون نسمة ويقدر ناتجها الوطني بنحو 37$ مليار دولار فقط وتعتبر أفقر دول المنطقة وبها أعلي نسبة بطالة و أضخم معدل تضخم.
باب المندب:
وهنا بيت القصيد وما تحلم به إيران من استغلال ضعاف النفوس باليمن للسيطرة علي باب المندب كمعبر بحري استراتيجي بجانب سيطرتها عل مضيق هرمز ليكتمل نفوذها علي الممرات البحرية التي يعبر من خلالها البترول الخليجي المتجه الي البحر الأحمر عبر قناة السويس ومنها الي أوربا وأمريكا.
هذا ويقع باب المندب بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط وهو ممر حيوي بين البحر المتوسط والمحيط الهندي ويقع بين اليمن وجيبوتي وارتيريا ويربط البحر الأحمر مع خليج عدن وبحر العرب ويمر به نحو 4.8 مليون برميل بترول باليوم. وإغلاقه يمنع ناقلات البترول القادمة من الخليج العربي للوصول الي البحر الاحمر ومنها لقناة السويس ثم أوربا وامريكا.
مضيق هرمز :
ويمتد بين ايران و سلطنة عمان ويبلغ طوله 280 كم وعرضه في أضيق نقطة يساوي 50 كم ويمتاز بعمق كبير يؤهله لعبور أضخم ناقلات البترول العالمية ويمر به نحو 18.5 مليون برميل بترول باليوم منها 75% يتجه شرقا الي اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند.
لذلك فإن اي عمل جنوني من قبل إيران لإغلاق باب المندب أو مضيق هرمز الذي يعبر بهما نحو 23 مليون برميل بترول باليوم اي 38% من إجمالي حجم البترول العالمي المنقول بحريا سوف يشعل نيران الحرب بالمنطقة وسيشارك فيها دول عظمى.
وهذا يذكرنا بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي تطرقت إليها في الحلقة (١).
