مؤتمر “ماريتايم ستاندرد”يسلّط الضوء على أهمية التعاون لتعزيز الاستثمار في مجال الشحن والتجارة
تم النشر في الأربعاء 2017-11-22
جمع مؤتمر “ماريتايم ستاندرد” السنوي الثالث لتمويل السفن والتجارة، الذي عقد في فندق ومنتجع شيراتون أبوظبي، مجموعة مرموقة من المتحدثين القادمين من طائفة كبيرة ومتنوعة من الخلفيات، لبحث ومناقشة التوجهات والقضايا الرئيسية التي تواجه سوق الشحن والموانئ في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، مع التركيز بوجه خاص على المسائل المالية. واستمع الحاضرون البالغ عددهم 150 شخصاً تقريباً إلى بعض من أبرز الشخصيات وأكثرها شهرة في القطاع، كان من بينهم كبار المدراء التنفيذيين الذين يتمتعون بأعوام طويلة من الخبرة في مجالاتهم المختارة، والذين سلّطوا الضوء على أهمية بناء الشراكات لتسريع وتيرة النمو المدفوع بالاستثمارات ضمن القطاع.
وقال كلايف وودبريدج، رئيس المؤتمر والمحرر لدى “ماريتايم ستاندرد”: “كان التفاؤل طاغياً على القاعة، مع شعور قوي بوجود فرص كبيرة لأولئك الذين يتخذون القرارات السليمة في الوقت المناسب. غير أنه كان واضحاً أن التعاون وبناء الشراكات والاتصالات المحسنة بين القطاعات أمور بالغة الأهمية لضمان تحقيق الفوائد المحتملة من حيث توليد الاستثمار والتجارة”.
هذا وتمّ إلقاء الكلمات الرئيسية في هذه الفعالية من قبل شخصيتين بارزتين من الشخصيات المرموقة في قطاعي الشحن والموانئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قدّم سعادة الدكتور عبدالله سالم الكثيري، المدير العام للهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية عرضاً تقديمياً، تلاه عرض قدّمه عبدالكريم المصعبي، نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ لدى شركة موانئ أبوظبي. وعبّر المتحدثان عن تفاؤلهما بشأن المستقبل وسلّطا الضوء على الاستراتيجيات الرئيسية وبرامج الاستثمار المتبعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفوائدها على الاقتصاد المحلي والتجارة الإقليمية.
ومن جهته، قال سعادة الدكتور الكثيري: “تبذل الهيئة الاتحادية للمواصلات قصارى جهدها لتعزيز التعاون بين جميع أصحاب المصلحة في قطاع الملاحة ووضع أفضل إطار بغية إتاحة الفرصة أمام المتخصصين في مجال الشحن والتجارة للتحاور مع صانعي القرار الرئيسيين. ويتمثل هدفنا في تحسين بيئة الأعمال في قطاع النقل البحري، وتمكين تقديم حلول مالية تنافسية لقطاع الشحن والموانئ والخدمات ذات الصلة”.
ووصف السيد المصعبي، خلال العرض الذي قدمه، حقبة مقبلة مثيرة في قطاع الملاحة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف قائلاً: “هنالك مزيد من المسببات التي تدفعنا للتفاؤل في هذا القطاع مع انطلاقنا نحو عام 2018 بالمقارنة مع الوضع الذي كان سائداً خلال الأعوام الماضية. ولا تزال الشكوك تحاصرنا، ولكن هناك دلائل على وجود مشهد أقوى للاقتصاد الكلي مع التقدم نحو عام 2020، والتعاون الذي دعم هذا القطاع خلال الأعوام الأخيرة من الركود مستعد الآن لدفعنا نحو فترة من النمو المتزايد”.
وركزت الجلسة الرئيسية للمؤتمر على احتمال مساهمة العوامل السياسية الاقتصادية في رسم معالم الفرص والتحديات المستقبلية لقطاعي الشحن والموانئ. واستمع الجمهور إلى عدد من الشخصيات المؤثرة في القطاع والذين شاركوا آراءهم حول ما ينتظرنا في المستقبل. وكان من بينهم: عبدالله بن دميثان، المدير التجاري في “موانئ دبي العالمية- الإمارات”؛ وخميس جمعة بوعميم، العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لمجموعة الخليج للملاحة القابضة؛ وكريس بيترز، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاستثمار البحري؛ وروس تومسون، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية والاستراتيجيّة بالإنابة لوحدة الموانئ لدى شركة موانئ أبوظبي. كما قدّم علي شهاب، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية، عرضاً خاصاً خلال المؤتمر عبر الفيديو.
وركّزت أول جلسة من جلستي بعد الظهر على أنجع السبل لتطوير الاستراتيجيات للمستقبل، والعمل مع القطاع المالي، وتضمنت عدة عروض مفيدة ومثيرة للاهتمام من خبراء في مجالات تخصصهم. وشملت أبرز العروض تلك التي قدمها عادل الواحدي، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية شركة موانئ أبوظبي؛ وجاكوب برمان، العضو المنتدب لشؤون البنية التحتية والنقل، والخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات لدى بنك “ستاندرد تشارترد”؛ وأندرو سيمنز، الرئيس التنفيذي لشركة “جلوبال مارين ترانسبورت كابيتال”؛ وبورا باريمان، مدير شؤون الطاقة والملاحة البحرية لدى بنك الفجيرة الوطني؛ وأندرو بيرد، الشريك لدى “واتسون فارلي آند وليامز” (الشرق الأوسط).
كما استمع الجمهور إلى كلمة من سنان أوزكان تحدّث حلالها حول برنامج “ميرسك” الجديد لتمويل التجارة، الذي أطلاق مؤخراً في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبعد جلسة من الأسئلة والأجوبة المثيرة والمحفزة فكرياً، والتي شهدت تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور، تضمنت الجلسة الثالثة والأخيرة دراسات حالة توضح كيفية تطوير مختلف القطاعات لتنويع التجمعات البحرية الإقليمية لدعم نمو قطاع الملاحة البحرية والتجارة. كما تضمن المؤتمر كلمات ألقاها كل من جون مانوهاران، مدير شركة “لوك أويل ماريتايم لوبريكانتس”؛ وكاثرين ياكونشينكوفا، المدير العام لشركة “السفينة سيكيوريتي”؛ وكابتن ستيفن بلاي، المستشار الرئيسي الأول لدى شركة “دي إن في-جي إل”. وتبع ذلك فرصة للتواصل وتبادل الأفكار حيث تمكّن الحضور والمشاركين في حلقة النقاش من مواصلة النقاشات حول القضايا التي أثيرت خلال المؤتمر.
ومن جهته، قال تريفور بيريرا، المدير الإداري لدى “ماريتايم ستاندرد”: “جمع المؤتمر أفراداً من ذوي الخبرة المتميزة في مجالاتهم لخلق تجربة فريدة. وتمكّنا هذا العام من تعزيز نجاح الفعاليتين السابقتين، وكلي ثقة بأن جميع الحاضرين استفادوا من هذا المؤتمر بأفكار جديدة لنقلها إلى شركاتهم. وأثبتت أبوظبي مرة أخرى أنها موقع مثالي مع التحول السريع للإمارة لتصبح مركزاً للملاحة البحرية والتجارة يتمتع بأهمية عالمية. ونحن في غاية الامتنان للدعم والتشجيع من الشركات المحلية وبخاصة شركة موانئ أبوظبي”.