العمري : التحديات والفرص القادمة ستجعل من الجودة وتطبيقاتها مطلبًا وطنيا
تم النشر في الخميس 2017-10-19
أكد الدكتور عايض العمري رئيس المجلس السعودي للجودة أن التحديات والفرص التي ستواجهنا خلال المرحلة القادمة ستجعل من الجودة وتطبيقاتها المختلفة مطلبًا وطنيًا يجب أن يبادر الجميع إلى تبنيه والسعي الحثيث نحو تحقيقه، ولذا ستكون المرحلة القادمة مرحلة الجودة والتميز المؤسسي، وسيقوم مديرو الجودة وخبراؤها بدور رئيس في تحقيق رؤية المملكة 2030 بمشيئة الله وتوفيقه.
كما نبه على دور الاستبيان الوطني الثاني للجودة الذي عقده المجلس في عام 2015م بحيث أصبح مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين في مجال الجودة ببلادنا الحبيبة.
وأشار إلى الزيارات العلمية للمملكة التي نظمها المجلس لأبرز علماء الجودة الدوليين من اليابان وكوريا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وهو ما أتاح الفرصة لمديري وخبراء الجودة المحليين اللقاء بهؤلاء العلماء والاستفادة من خبراتهم الكبيرة بصورة مباشرة.
جاء ذلك نقلا عن حوار خاص لـ”بوابة المستهلك والجودة”..فإلى نص الحوار:
أكمل المجلس السعودي للجودة مسيرة أكثر من 20 عاماً منذ تأسيسه..فما أبرز الإنجازات التي أحرزها منذ نشأته؟ وما هي الرؤية المستقبلية لعمل المجلس خلال الفترة المقبلة؟
المجلس السعودي للجودة هو أول وأقدم جمعية للجودة في العالم العربي، وقد ساهم خلال مسيرته الطويلة ذات العطاء التطوعي المتواصل وبدعم من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة في نشر وتعزيز ثقافة الجودة بالمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي، وذلك من خلال مئات الندوات والملتقيات والمحاضرات العلمية التي يقدمها المجلس لمجتمع الجودة، فالهدف والغرض الأساسي للمجلس هو نشر ثقافة الجودة بكافة قطاعات الأعمال بالمجتمع. ومن أبرز الإنجازات المشاركة في تأسيس جائزة الملك عبدالعزيز للجودة وهي الجائزة الوطنية لبلادنا الغالية، كما أطلق المجلس مجموعة كبيرة ومتنوعة من المبادرات والأنشطة، ومنها الأسبوع الوطني للجودة الذي وصل عامه التاسع ولله الحمد، كذلك ندوات الأيام العالمية للجودة والمواصفات والمقاييس والاعتماد.
كما تم عقد الاستبيان الوطني الثاني للجودة في عام 2015م بحيث أصبح مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين في مجال الجودة ببلادنا الحبيبة.
ومن أبرز إنجازات المجلس تنظيم المؤتمر الدولي الخامس لجمعية الشرق الأوسط للجودة (MEQA) بمدينة جدة عام 2013 م، كما نظم المجلس عددا كبيرا من الزيارات العلمية للمملكة لأبرز علماء الجودة الدوليين من اليابان وكوريا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ما أتاح الفرصة لمديري وخبراء الجودة المحليين اللقاء بهؤلاء العلماء والاستفادة من خبراتهم الكبيرة بصورة مباشرة، وغير ذلك من الإنجازات التي لا يتسع المكان لسردها ويمكن الاطلاع عليها من خلال الموقع الإلكتروني للمجلس www.sqc.org.sa.
دشن المجلس مؤخراً مجموعة تخصصية حديثة هي: مجموعة الجودة في قطاع النفط والطاقة، فلماذا؟ وما النتائج المتوقع تحقيقها من خلالها؟
لقد تم تغيير مسمى هذه المجموعة الآن ليكون مجموعة الجودة في القطاع الصناعي وبما يشمل قطاع النفط والطاقة، ولا شك أن هذا القطاع هو أحد القطاعات الكبيرة والمهمة لبلادنا الغالية وهو توجه المملكة في رؤيتها المستقبلية 2030 الرامية إلى التنوع في الصناعات واستثمار كافة مصادر الطاقة التي تنعم بها بلادنا، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي. ولا شك أن الاعتناء بجودة المنتجات الصناعية المحلية هو مطلب أساسي للدخول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية ولتمكين مصانعنا الوطنية من المنافسة وتحقيق مبادئ ومعايير التميز المؤسسي وأفضل الممارسات، لذا بادر المجلس إلى إطلاق هذه المجموعة التخصصية التي يتولى إدارتها وتنظيم فعالياتها نخبة من مديري و خبراء الجودة في أكبر الشركات والمصانع الوطنية بالمملكة.
وأود أن أوضح أنه يوجد بالمجلس 7 مجموعات تخصصية للجودة في القطاعات الرئيسية وهي التعليم والصحة والصناعة والخدمات والقطاع الحكومي وقطاع الهندسة والإنشاءات وقطاع العمل الخيري.
ما الأهمية التي يشكلها التقرير العالمي الاستطلاعي الثاني لحالة الجودة في العالم الذي تنظمه الجمعية الأمريكية للجودة؟
يعتبر هذا التقرير واحدًا من أهم الإنجازات التي قامت بها الجمعية الأمريكية للجودة الذي يواكب تحولها أخيرًا للاتجاه إلى العالمية وسعيها إلى أن تكون الصوت العالمي للجودة، وهو الشعار المعلن للجمعية. وقد كان المجلس السعودي للجودة أحد الجهات التي تم دعوتها بمنطقة الشرق الأوسط للمشاركة في الإجابة على أسئلة الاستبيان محاور الدراسة، ونعتبر ذلك دورا مهما يمارسه المجلس كمرجع علمي ومعرفي في مجال الجودة بالمنطقة. ولهذا أصبح بإمكان كافة مديري الجودة والمتخصصين والدارسين في مجال الجودة وتطبيقاتها الاطلاع على تقرير الدراسة والحصول عليه من خلال الجمعية الأمريكية للجودة، حيث تم إفراد باب خاص في الدراسة عن واقع الجودة في منطقة الشرق الأوسط التي نحن جزء منها. كما تتطرق الدراسة إلى واقع الجودة عالميا في مجالات الصحة والتعليم والصناعة والخدمات، وكذلك إلى جودة الحياة بالمدن وغير ذلك من المواضيع والاستنتاجات لواقع ومستقبل الجودة في العالم.
في مايو الماضي نظم المجلس الملتقى السابع للقياس تحت عنوان “القياسات في عالم حيوي“.. فما الفوائد التي تحققت جراء تنظيم الملتقى؟ وكيف لمستم تفاعل المجتمع وقطاعاته المختلفة مع فعاليات الملتقى وموضوعاته العلمية؟
ينظم المجلس السعودي للجودة هذا الملتقى بالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للقياس وبدعم ورعاية كريمة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. ولا شك أن المجلس يحرص على إقامة هذه الفعالية إدراكًا منه لأهمية القياس والمقاييس فهي ركن من أركان الجودة، و بدون قياس لا يمكن التحقق من جودة المنتجات والخدمات، بل إن جودة ودقة ومصداقية عملية القياس تؤثر تأثيرًا مباشرًا على جودة حياتنا اليومية، وقد أسهم عقد هذه الملتقيات في نشر ثقافة القياس والتعريف بأفضل الممارسات في هذا المجال، وتم استقطاب عدد من الخبراء الدوليين والمحليين في مجال القياس وكذلك مسئولو المنظمات الدولية ذات العلاقة بعلم و تطبيقات القياس.
من وجهة نظركم .. ما الدور الذي يمكن أن تقوم به تطبيقات الجودة والتميز المؤسسي تجاه تحقيق رؤية المملكة 2030؟
سيكون دورًا هامًا وذا تأثير مباشر فمنظماتنا المحلية الحكومية والخاصة يجب أن تتبنى مفاهيم وتطبيقات الجودة والتميز المؤسسي لتقليص الفجوة الحالية بين المستوى المحلي لجودة المنتجات والخدمات مقارنة بالمستوى العالمي. وإني أوصي كافة القطاعات الحكومية والخاصة بالمملكة إلى المبادرة إلى إنشاء إدارات متخصصة للجودة والتميز المؤسسي والاستعانة بالخبراء والمتخصصين وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال الجودة والتميز المؤسسي، و تبني وإعلان سياسات وأهداف استراتيجية للجودة وإطلاق مبادرات وبرامج للجودة وتطبيقاتها المختلفة، وكذلك تبني المواصفات القياسية لنظم إدارة الجودة والمواصفات القياسية ذات العلاقة بطبيعة عمل المنظمة لأنها ستسهم بلا شك في رفع مستوى جودة الأداء المؤسسي وتحقيق معدلات عالية من رضا العملاء والعاملين بالمنظمة.
“جائزة مدير الجودة المتميز” التي يرعاها المجلس تُعد إحدى الآليات المشجعة في إطار الحث على الجودة والإتقان .. ما هي الأطر الحاكمة لهذه الجائزة؟ وما أهدافها؟ ولمن توجه؟
أطلق المجلس هذه الجائزة منذ 9 سنوات تقريبا وكانت واحدة من أجمل المبادرات.. كيف لا وهي تسهم في تطوير وتحفيز مديري الجودة ببلادنا الغالية وإبراز نجوم الجودة للمجتمع ليواصلوا العطاء والبذل وليكونوا قدوة حسنة في مجتمع الجودة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. وللجائزة معايير واضحة و معلنة و تتضمن أفضل الممارسات التي يمكن أن يقوم بها مدير الجودة المتميز في مجالات متعددة، منها التطوير الذاتي والتطوير المؤسسي والدور المجتمعي والنتائج التي حققها المرشح على المستوى الشخصي والعملي والمهني، ويتم دعمها بالأدلة و الشواهد ويتم تقييمها وتحكيمها من خلال لجنة تحكيم متخصصة ليتم بعد ذلك إعلان و تكريم الفائزين خلال الحفل السنوي للمجلس.
“أقولها بكل ثقة الخمس عشرة سنة القادمة هي العصر الذهبي للجودة” .. هذه إحدى الجمل التي قالها الدكتور عايض العمري خلال الحفل السنوي للمجلس في شعبان 1437هـ فما الذي يجعلكم واثقين من تلك التوقعات إلى هذا الحد؟
إن التحديات والفرص التي ستواجهنا خلال المرحلة القادمة ستجعل من الجودة وتطبيقاتها المختلفة مطلبًا وطنيا يجب أن يبادر الجميع الى تبنيه والسعي الحثيث نحو تحقيقه، ولذا ستكون المرحلة القادمة مرحلة الجودة والتميز المؤسسي وسيقوم مديرو الجودة و خبراؤها بدور رئيس في تحقيق رؤية المملكة 2030 بمشيئة الله وتوفيقه.
مشروع قافلة الجودة .. ما الذي يحققه من فوائد لمجتمع الجودة؟ وكيف يتم تنظيمه؟
قافلة الجودة الوطنية هي إحدى المبادرات التي أطلقها المجلس لنشر ثقافة الجودة في كافة أرجاء المملكة وبلادنا كبيرة المساحة ومترامية الأطراف، وهناك العديد من المدن والمحافظات السعودية التي لم يقام بها ندوات وبرامج تعريفية وتثقيفية في مجال الجودة، ولذا أطلق المجلس برنامج قافلة الجودة الوطنية الذي يهدف إلى إقامة محاضرات تثقيفية في مجال الجودة في 50 مدينة سعودية بنهاية عام 2020 م.
هل تودون إضافة شيء لهذا الحوار؟
أود أن أشكركم على إتاحة الفرصة للحديث عن قضية الجودة وأهميتها لبلادنا الغالية وأتقدم من خلال هذا المنبر الإعلامي المتميز بالشكر والتقدير للهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وعلى رأسها معالي محافظ الهيئة الدكتور سعد بن عثمان القصبي على دعمه الكبير للمجلس السعودي للجودة ولكافة العاملين في مجال الجودة، وهذا ليس بغريب على معاليه وعلى الهيئة الموقرة التي نعتبرها بيت الجودة بالمملكة العربية السعودية.