رئيس بوينج السعودية : زيارة ترامب ستتعزز أدوار الشركة في التنمية والإستثمار في القدرات المحلية
تم النشر في السبت 2017-05-20
أكد المهندس أحمد بن عبد القادر جزار، رئيس بوينج في المملكة العربية السعودية عن أهمية الزيارة التاريخية، التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية، وما سيتبعها من قمم عربية ـ إسلامية ـ أمريكية، تنعكس إيجابيا على الدولتين في العديد من المجالات مثل العلاقات الاقتصادية، كما أنها تبرز أهمية وثقل الدور السعودي في المنطقة العربية والدور الكبير، الذي تقوم به في مكافحة الإرهاب.
وفي تصريح خاص قال المهندس “جزار” إن أهمية زيارة ترامب واضحة من اختياره المملكة أول دولة يزورها منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة وعقد قمة إسلامية ـ عربية ـ أمريكية في الرياض. وقال جزار إن هذا الاختيار سينعكس في رؤية جديدة تعزز العلاقة التاريخية بين الدولتين، وبصورة أكبر في بعدها السياسي والاقتصادي.
وأوضح المهندس “جزار” أنه في هذا الإطار من تمتين العلاقات الثنائية والإقليمية ستتعزز أدوار بوينج السعودية، وإسهامات الشركة في التنمية والإبتكار والإستثمار في القدرات المحلية، وكل ذلك من شأنه أن يصب في تحقيق رؤية المملكة 2030
وأضاف جزار لقد برزت المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية وسياسية تحظى بتأثير كبير على المستوى الإقليمي؛ وهي تواصل اليوم مسيرتها نحو التقدم والنمو بفضل رؤياها وإستراتيجياتها التي تجمع بين استخدام الموارد الطبيعية والتنويع الاقتصادي. إن المملكة اليوم تتبوأ مكانة بارزة في قطاع الطيران والدفاع بمنطقة الشرق الأوسط؛ فقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال على مدى أكثر من سبعة عقود.
نحن في بوينج حريصون للمساهمة في دعم رؤية 2030، ودعم خطط التحول في قطاع الطيران والدفاع والإقتصاد في المملكة العربية السعودية والمساهمة في خلق فرص وظيفية للشباب السعودي، وتقديم الدعم اللازم في المجتمعات التي نعمل فيها.. اقتصاديا واجتماعيا.
طائرة المؤسس
ولافتاً إلى العلاقات التاريخية القائمة بين المملكة والولايات المتحدة ، قال المهندس كانت البداية عام 1945م، عندما التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بجلالة الملك عبد العزيز آل سعود –طيب الله ثراه-، وأثناء هذا اللقاء التاريخي قدم الرئيس الأمريكي طائرة من طراز DC-3 داكوتا لجلالة الملك عبد العزيز. فكانت هذه الخطوة بداية العلاقة بين بوينج والمملكة العربية السعودية وبداية نشأة قطاع الطيران المدني في المملكة. ومنذ ذلك الحين أكدت شركة بوينج التزامها تجاه السوق السعودية، حيث أسست العديد من الشراكات الراسخة مع الجهات والمؤسسات المتخصصة في قطاع الطيران المدني والدفاعي، فضلاً عن تعاونها مع القطاعات المختلفة.
مئوية بوينج
ويعود تأسيس شركة بوينج في الولايات المتحدة إلى 15 يوليو 1916، ومنذ بداياتها كشركة لبناء الطائرات المصنوعة من الخشب والأقمشة في مرفأ في مدينة سياتل، أصبحت إحدى أكبر الشركات في العالم في مجال صناعات الطيران وأنظمة الأمن والفضاء. واحتفلت الشركة في في يوليو 2016م بمرور 100 عام على تأسيسها. وتمثل بوينج اليوم عدداً من الشركات الكبرى التي اندمجت خلال العقد الماضي،. ويعمل لدى الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، أكثر من 160 ألف موظف يتوزعون في الولايات المتحدة وفي أكثر من 65 دولة أخرى.
تطور العلاقة
ويشير المهندس جزار إلى أنه أنه في عام 1982، أكدت “بوينج ” مجدداً على أهمية المملكة بالنسبة لها، عندما قامت استطاعت شركة بوينج أن تبرهن عن ذلك من خلال تأسيس شركة “بوينج الشرق الأوسط المحدودة” في الرياض عام 1982، وهي خطوة أسهمت بترسيخ حضورها في شتى أرجاء المملكة. وفي عام 2006، قامت بوينج بتأسيس شركة بوينج السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطاتها في المملكة والتي تتمثل في دعم الأهداف الوطنية للمملكة العربية السعودية. وحصلت على ثلاثة تراخيص استثمارية في 2010 لتوسيع نطاق عملياتها وتنفيذ مشاريع وأعمال جديدة في المملكة. وفي عام 2013 تغيير الاسم إلى شركة بوينج السعودية لتعكس النطاق الواسع لنشاطات بوينج من خلال دعم الأهداف الوطنية للمملكة.
إلى ذلك من التطورات التي شهدتها علاقة شركة بوينج بالمملكة أنه في شهر يوليو من عام 2005، تم تعيين المهندس أحمد عبد القادر جزار رئيساً للشركة في السعودية ليشرف على إدارة عمليات بوينج في المملكة ، بما في ذلك توطيد العلاقات مع الجهات الحكومية، والعمل على تطوير وتنفيذ استراتيجية بوينج في المملكة ، ومتابعة شراكات واستثماراتها الصناعية ، ودعم برامج المسؤولية الاجتماعية.
الطيران التجاري
وأما علاقة بوينج بالطائرات التجارية في المملكة فقد بدأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عند استخدام المملكة طائرات بوينج DC-3 لنقل الركاب والحمولات بين جدة والرياض والظهران. وبعد نجاح هذه المبادرة أصدر الملك عبدالعزيز بإصدار أوامره بشراء طائرتين أخريين من طراز DC-3، لتدخل المملكة عالم الطيران المدني. وشكلت الطائرة DC-3 أساس الخطوط الجوية العربية السعودية في ذلك الحين. وفي عام 1961 دخلت المملكة مرحلة جديدة من تاريخ طيرانها المدني، حين استلمت الخطوط السعودية طائرة من طراز بوينج 707، لتدخل بذلك عصر الطيران النفاث وتصبح أولى شركات الطيران في الشرق الأوسط التي تقوم بتشغيل طائرات نفاثة.
الدفاع
وفي الشق الدفاعي تربط بوينج علاقة قوية بمختلف الأجهزة المحلية، فلقد ساهمت الشركة بفضل الله ثم بفضل رؤية الحكومة الرشيدة بجعل المملكة قوة دفاعية متفوقة عالمياً وذلك من خلال تزويدها بالطائرات المقاتلة والطائرات العمودية وطائرات الإنذار المبكر، متمثلة بطائرات الإنذار المبكر “الأواكس” ، والمقاتلة “أف 15” بجميع فئاتها ومروحية “الأباتشي” والعديد من المنتجات العسكرية الأخرى.
التوازن الإقتصادي
وبطبيعة الحال، تتجاوز العلاقة بين بوينج والمملكة ميادين توفير المنتجات والخدمات؛ حيث إن بوينج ملتزمة تماما في نقل المعرفة والتقنية وتوسعة القاعدة التقنية للمملكة في مجالات متنوعة وتأهيل الشباب السعودي وتدريبهم على تقنيات العصر، وكجزء من مباداراتها المختلفة في هذا المجال قامت بوينج بالاشتراك مع شركائها المحليين، بتنفيذ وإنشاء بعض برامج شركات التوازن الاقتصادي مثل شركة السلام لصناعة الطيران، وشركة الإلكترونيات المتقدمة، وشركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة، والشركة الدولية لهندسة النظم.
دعم التعليم
تؤكد بوينج مواصلة التزامها الراسخ تجاه المملكة؛ حيث تلتزم بوينج بتعزيز مهارات ريادة الأعمال والقيادة لدى الشباب السعودي من خلال عقد الشراكات مع المؤسسات التعليمية الرائدة في المملكة. وتسعى الشركة جاهدةً لتوفير بشكل دائم المزيج الصحيح من المنتجات والخدمات والمعرفة التقنية لدعم المملكة في تحقيق طموحاتها.
وفي هذا الإطار شاركت بوينج في عام 2001، في تأسيس جامعة الفيصل ، وفي عام 2009، أصبحت عضواً في برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للتعاون الصناعي، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون الصناعي على المستويين المحلي والدولي. وضمن هذه الشراكة تقوم بعقد شراكات مع أكاديميين وطلاب جامعات لدعم مبادرات البحوث والتطوير.
شراكات استراتيجية
وطرحت الشركة مبادرة باسم برنامج زمالة بوينج للمملكة العربية السعودية، و رعت عددا من دارسي الماجستير في مجال إدارة الأعمال وتنمية مهاراتهم القيادية تحت برنامج القيادات الناشئة السعودي . وفي عام 2014، دشنت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مكتبا خاصا للأبحاث والتكنولوجيا بهدف تطوير تقنيات الطيران والفضاء ودعم مساعي المملكة الرامية إلى بناء برامج وخبرات قائمة على المعرفة وفي عام 2016 تم تجديد هذه الشراكة الاستراتيجية. وأقامت الشركة مركز دعم إتخاذ القرار بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة لإجراء الدراسات، بإستخدام القدرات الفائقة للتشبيه الرقمي والوسائل المتقدمة للمحاكاة لفهم وتصور أسرع و أدق من خلال توفير بيئة نموذجية ومحاكاة للواقع الحقيقي .
تحفيز الابتكار
في نوفمبر 2014، قامت بوينج بدعوة عدد من طلاب الجامعات السعودية للانضمام للقمة التي أقامتها في أبوظبي تحت عنوان قمة الابتكار.و ركز موضوع القمة على التحديات العالمية التي تواجه جيل الابتكار بالإضافة إلى مناقشة الحلول التي تساعد على تحويل التحديات إلى نجاحات مستقبلية. كما أن الشركة تسهم بصورة فاعالة في دعم خطط المملكة في إعداد جيل الشباب من المبتكرين من خلال عدد من المبادرات والمحاضرات التي تنظمها في الجامعات والمراكز العلمية .
سوق العمل
ولشركة بوينج اسهاماتها في دعم خطط الدولة في إعداد الشباب السعودي لسوق العمل، ففي 2014 قامت الشركة بتوظيف عدد من الطلاب لبرنامجها الخاص بتوظيف الخريجين السعوديين، الذي يوفر فرصة تطوير مهاراتهم في مجالات مهنية مختلفة، تشمل التصنيع، والهندسة، وخدمات الدعم المساندة، والتدرب في وحدة أعمال بوينج للطائرات العسكرية، من خلال العمل لمدة عام في مقرات الشركة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي أغسطس 2015، وقعت بوينج وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران وشركة السلام للطائرات إتفاقية شراكة لتأسيس وإنشاء الشركة السعودية لمساندة الطائرات العمودية بالمملكة في الرياض وجدّة ، وتوفر هذه الشراكة فرص عمل مستديمة للشباب السعودي ، وتسهم في تنمية المهارات التقنية والفنية ودعم الكفاءات الوطنية في مجال صناعة الطيران العمودي. وفي فبراير 2016، قامت الشركة برعاية عدد من التنفيذيين من جامعة الفيصل في برنامج القيادة والإدارة بمركز بوينج لإعداد القادة في مدينة ساينت لويس.
وفي أغسطس 2016، أقامت بوينج بالشراكة إمع أرامكو السعودية ورشة عمل تهدف إلى دعم قطاع الطيران في المملكة ، وفي ديسمبر 2016، رعت المؤتمر والمعرض التقني الثامن الذي أقامته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
المسؤولية الاجتماعية
إلى جانب حضورها في ميادين الاقتصاد والتصنيع والمعرفة فإن شركة بوينج اهتماماً كبيرا للمشاركة المجتمعية إدراكاً منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي ، تطلق الشركة سلسلة من المبادارات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في ازدهار المملكة ، وتقدم الدعم من المنظمات الخيرية .