تم النشر في الأحد 2017-03-26
سجّلت الأسواق الأميركية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الأسبوع الماضي. فمؤشر (S&P 500) تراجع 1.44%، في حين خسر مؤشر داو جونز الصناعي المجمع 318 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك المليء بأسهم التكنولوجيا 1.22%.
وقد قيل بأنّ السبب الأساسي في هذا التراجع يعود إلى فشل ترامب في أوّل اختبار له عندما سحب قادة حزبه التشريع الهادف إلى استبدال قانون (أوباما كير) للرعاية الصحية. وقد اكتشف الناس الأسبوع الماضي بأن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس لا تعني بالضرورة بأنّ الرئيس ترامب سيكون قادراً على تمرير القوانين التي يريدها، وبأنّ فن التفاوض الذي يجيده ترامب قد يكون ناجحاً في عالم الصفقات التجارية، ولكن لسوء حظه فإن عالم السياسية سيكون مختلفاً تماماً وسيحتاج إلى نوع آخر من فنون القيادة.
ورغم أنّ المستثمرين لم تعجبهم هذه الأخبار، إلا أن الأسواق سرعان ما استعادت معظم خسائرها يوم الجمعة بعد أن أشار ترامب إلى رغبته بالانتقال إلى المرحلة التالية ألا وهي خفض الضرائب وهذا هو العنصر الأساسي الذي يسهم في حالة الرالي والانتعاش التي تشهدها الأسواق.
أنا اعتقد أن قلّة من الناس فقط كانت تعتقد بأنّ استبدال قانون أوباما كير للرعاية الصحية سيكون بهذا القدر من التعقيد. وقد بات من الأوضح أكثر فأكثر بأنّ عمليتي تخفيض الضرائب والتحفيز المالي لن تكونا أسهل ولا سيما أن الكثير من الجمهوريين لا يحبّذون العجوزات المالية الكبيرة. وبما أنّ المستثمرين كانوا يحتسبون التغييرات المتوقعة في السياسات المالية منذ خمسة أشهر تقريباً، فإنني أجد صعوبة في مواصلة الشراء في هذه السوق بناء على الوعود فقط.
وقد يبدأ المستثمرون بإعادة تقويم مراكزهم. وبالنسبة للمستثمرين الذين كانوا يتجاهلون بالكامل تقويمات الأسواق، فإنّ عليهم أن يعيدوا النظر في بعض المقاييس الهامة. حيث أنّ مقاييس التقويمات بمعظمها تشير إلى زيادة في الأسعار عن المستويات الطبيعية، سواء مكرر الربحية (P/E)، أو مضاعف القيمة الدفترية (Price/Book)، أو عائد التدفقات النقدية الحرة (Free cash flow yield)، أو مكرر الربحية المعدّل دورياً (cyclically adjusted P/E)، والقائمة تطول. ولكن في حالة التداول المفعهم بالزخم، والذي يستند إلى توقعات متفائلة، فإنّ قلّة من الناس فقط تهتم بالتقويمات. ولكن إذا كنت تعتقد بأن شهر العسل بالنسبة لترامب قد انتهى، وبأنّ ما حصل الأسبوع الماضي هو مجرّد مؤشر على ما سيحصل في الأيام المقبلة، فإنني أعتقد بأن الأسواق سوف تشهد عمليات بيعية حادة، وربما قد يصل حجم التصحيح إلى 10%.
وقد أرسل مؤشر التقلبات والتذبذب (VIX) أول إنذار له يوم الجمعة، حيث قفز فوق 14 للمرّة الأولى في 2017. وفي هذه الأُثناء، فإن التراجع في عوائد سندات الخزانة الأميركية يشير أيضاً إلى أن العديد من المستثمرين كانوا يريدون التمركز في مكان آمن. ولكن أكثر قطاع يثير قلقي هو القطاع المالي والذي من المتوقع أن يتلقى أكبر ضربة في حال حصول تصحيح في الأسواق. لذلك يجب الاستعداد لرحلة مليئة بالمطبّات في الأيام المقبلة، ويجب ضمان ربط حزام الأمان.