السعودية : تقود نمو استثمارات البتروكيماويات بنسة 5.8% لعام 2016م
تم النشر في الأثنين 2017-03-20
كشف الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) عن دور السعودية التي كان لها الفضل الأكبر في نمو صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2016، فقد استطاعت المملكة تحقيق نمو بلغ 5.8% في قطاع الصناعات البتروكيماوية مقارنة بنسبة النمو البالغة 3.7% التي سجلتها المنطقة ككل في هذا القطاع. جاء ذلك ضمن تقرير ’المراجعة السنوية للقطاع الصناعي في الخليج العربي‘ الذي يأتي كجزء من التقرير السنوي للاتحاد.
هذا وتشير الأرقام إلى أن صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج تفوقت على المعدل العالمي المسجّل في 2016 والبالغ 2.2%، ويعزى هذا النمو بشكل رئيسي للطاقات الإنتاجية الجديدة التي أضافتها المملكة والتي تعدّ المنتج الأكبر للبتروكيماويات في المنطقة والوحيدة من بين دول مجلس التعاون الخليجي التي تمكنت من تحقيق نمو في إنتاجها العام الماضي. حيث بلغت الطاقة الإنتاجية للمملكة البالغة 99,1 مليون طن تمثل 66% من إجمالي الانتاج خليجياً.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): “تستمر المملكة العربية السعودية في تعزيز مكانتها على صعيد الصناعة التحويلية في منطقة الخليج العربي. وكواحدة من الأسواق القليلة التي استطاعت تعزيز قدرتها في مجال الصناعات التحويلية في دول الخليج، يثبت قطاع الصناعات التحويلية في المملكة قدرته على تقديم فوائد استراتيجية على المدى البعيد لتنمية الاقتصاد السعودي.”
وأضاف: “المملكة ماضيةٌ في بناء وتشغيل مصانع جديدة أو إدخال توسعات على الوحدات القائمة وتعزيز كفاءتها الإنتاجية وتنافستها العالمية. وتأتي نتائج العام 2016 لتعكس ديناميكية ومرونة الصناعة في المنطقة والدور الكبير الذي تلعبه المملكة في نجاحها.”
وكشف التقرير عن حصول تراجع في نسب النمو الذي سجلته الصناعة في منطقة الخليج العربي في العام 2016 بعد أن حققت نمواً بنسبة 5% خلال 2015، وهو الأمر الذي يعزى بشكل جزئي لحالة عدم اليقين التي يشهدها أسواق النفط والاقتصاد العالمي ككل. من جهة أخرى فإن المشاريع التحويلية في المنطقة تشير إلى نمو إيجابي على المدى المتوسط، وتشمل هذه المشاريع المشروع المشترك لشركة صدارة للكيميائيات البالغ قيمته 20 مليار دولار بين شركة آرامكو السعودية وشركة داو كيميكال، ومصنع شركة كيميا للمطاط الصناعي التابع لشركتي سابك وإكسون موبيل للكيميائيات، إضافة إلى توجه الصناعة نحو إنتاج المواد الكيميائية المتخصصة، التي تتسم بكونها تنتج بكميات أقل لكنها ذات قيمة مضافة عالية مقارنة مع البتروكيمايوات السلعية.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): “يستمر قطاع البتروكيماويات في النمو بشكل جيد على مستوى المنطقة وذلك نتيجة لتبني تقنيات جديدة وبناء شراكات استراتيجيات أفضل والتعامل بذكاء مع حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي.”
وأضاف: “المنطقة برمتها ماضيةٌ في الاستثمار بشكل جوهري في تشغيل المصانع الجديدة وتعزيز كفاءة المجمعات الصناعية لتعزيز تنافسية الصناعة الخليجية عالمياً. والجدير بالإشارة إلى أن تبني الصناعة مبادرات للتوسع في الاستثمار وتعزيز قدرات الابتكار المحلية، عوامل تساهم بخلق فرص العمل الجديدة ورفع معدل القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية في دول الخليج، وتأتي نتائج العام 2016 لتعكس ديناميكية ومرونة الصناعة في المنطقة.”
وما يزال أداء صناعة البتروكيمياوات في المملكة ودول الخليج معتمداً على عوامل مرتبطة بأسعار خامات التغذية ومنتجات الطاقة، الأمر الذي يتطلب الإستثمار في توظيف التقنيات المتقدمة لرفع معدلات الإنتاجية وتطوير شراكات مع الزبائن والمعرفة المسبقة بتوجهات الأسواق الأقليمية والعالمية.
جدير بالذكر إلى أن عام 2016 شهد الإعلان عن مشاريع بتروكيماوية بإستثمارات تصل إلى 13 مليار دولار في دول الخليج والتي من المتوقع أن تدخل حيّز الانتاج في الفترة ما بين 2020 و2024 وتضيف 8 مليون طن إلى الطاقة الإنتاجية، وتساهم بخلق ما يقارب 4,000 فرصة عمل جديدة.
وعلى مستوى العالم، توسّع إنتاج الكيماويات في أمريكا الشمالية بنسبة 1.1% في 2016، بتراجع عن نسبة النمو المسجلة في 2015، أما في أوروبا الغربية فسجل إنتاج الكيماويات نمواً معتدلاً بنسبة 1% في 2016 بتراجع حاد عن مستويات 2015. ويعتبر انخفاض النمو في أوروبا الأكبر مقارنة بباقي أجزاء العالم على الرغم من أن مصانع إنتاج الكيماويات في أوروبا استفادت من انخفاض أسعار النفط مقارنة مع منافسيها من الشركات الأمريكية التي تعتمد في إنتاجها على الغاز.