التدخين السلبي للشيشة أسوأ من التدخين السلبي للسجائر
تم النشر في الأربعاء 2016-11-02
أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مركز أبحاث الصحة العامة بجامعة نيويورك أبوظبي أن تدخين الشيشة في المنزل يعرض الأطفال وغير المدخنين المتواجدين حولها إلى أضرار تفوق تلك التي يتعرضون لها جراء التدخين السلبي للسجائر.
جاء هذا في أعقاب نتائج التقييم التي أجريت للتعرف على معدلات تلوث الهواء في أكثر من 33 منزلاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، منهم 11 منزلاً يدخن ساكنوها الشيشة فقط، و12 منزلاً آخر يدخن سكانها السجائر فقط بداخلهم، و10 منازل أخرى لا يدخن فيها ساكنوها على الإطلاق.
وأظهرت الدراسة أن جميع ملوثات الهواء التي تم تقييمها، بما فيها أول أوكسيد الكربون والعديد من الجسيمات العالقة الأخرى، تتواجد بكمية أكبر في المنازل التي يتم تدخين الشيشة بها مقارنة بتلك التي يتم تدخين السجائر بها.
وعلى وجه التحديد، أظهرت الدراسة أن مستوى أول أكسيد الكربون في الغرف التي يتم تدخين الشيشة بها أعلى خمس مرات من الغرف التي يتم تدخين السجائر بها، بينما كان مستوى أول أكسيد الكربون في الغرف المجاورة لمكان تدخين الشيشة أعلى أربع مرات من الغرف المجاورة لمكان تدخين السجائر.
وجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى أول أكسيد الكربون في الدم قد يؤدي إلى أضرار جسيمة بالأعضاء الحيوية، كما يمكن للمواد الكيماوية السامة التي تدخل الجسم نتيجة للتدخين السلبي أن تسبب الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض القلبية.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور سكوت شيرمان، الباحث الرئيسي بمركز أبحاث الصحة العامة بجامعة نيويورك أبوظبي: “تظهر الدراسة أن الغرف الأخرى التي لا يتم التدخين بها لم تكن أكثر أماناً من تلك التي يتم تدخين الشيشة بها، لذا لا يجب اعتبار تواجد الأطفال في الغرفة المجاورة بينما يقوم الأهل بالتدخين بديلاً آمناً. وتعد هذه إحدى الدراسات الأولى التي توضح خطورة الأمر بطرق لم نتوقعها بالضرورة.”
وكشفت دراسات سابقة عن أضرار الشيشة للمدخنين، ولكن هذه الدراسة تعد هي الأولى التي تقوم بتقييم مستوى المواد الخطرة المتواجدة بالهواء داخل المنزل نتيجة لتدخين الشيشة، وكذلك الأخطار الصحية المحتملة التي يتعرض لها الأشخاص المتواجدين بالغرف المجاورة لمكان التدخين. وتعد الشيشة ضارة نتيجة لإضفاء نكهات على التبغ المستخدم بها، حيث تحتوي هذه النكهات على العديد من المواد الكيماوية السامة التي لا تتواجد في السجائر.
وأضاف الدكتور شيرمان: “إنه تحدٍ صعب ومختلف، فقد قامت قوانين تنقية الهواء في الأماكن المغلقة بإحداث فرق كبير حول العالم فيما يتعلق بمعدلات التدخين. فإذا أراد شخص ما أن يقوم بالتدخين داخل المنزل فإنه أمر يبقى اختياراً بالنسبة له، لذا فالسؤال هنا يتعلق بالتعليم ورفع الوعي بالعواقب التي يتعرض لها المدخن وعائلته”.
من جانبه، أكد الباحث الأول الدكتور مايكل ويتزمان، الأستاذ بقسمي طب الأطفال والطب البيئي في كلية الطب بجامعة نيويورك، أن التدخين في المنزل قد يعرض الأطفال وغير المدخنين إلى الخطر، مشيراً إلى ضرورة تأثير البحث على صناع القرار لتحسين سبل التحكم في التدخين ورفع الوعي بالمخاطر المصاحبة لتدخين الشيشة وتدخين السجائر في الأماكن المغلقة بشكل عام.
وقال الدكتور ويتزمان: “يجب فتح حوار من شأنه تحفيز الجمهور لاتباع سلوكيات أفضل أو وضع قواعد من شأنها الحفاظ على حياة العديد من الأشخاص وتحسين جودة الحياة لأعداد هائلة من البشر حول العالم”.
ويعد د. ويتزمان المُعد الرئيسي للورقة البحثية التي تسرد تفاصيل هذه الدراسة تحت عنوان “تأثير تدخين الشيشة داخل الأماكن المغلقة على جودة الهواء في المنازل”، والتي تم نشرها من قِبَل “توباكو كونترول”، أحد الصحف الرائدة في هذا المجال، بينما شارك كلاً من الدكتور سكوت شيرمان والدكتور أفضل حسين يوسوالي، استشاري أمراض