تم النشر في الخميس 2015-10-22
وبعيدا عن التعميم الذي قد يكون ظالما، فإنني لاحظت أنه في العديد من النقاط المرورية التي يتمركز فيها رجال المرور للإشراف على تسهيل الحركة ورصد تجاوزات بعض السائقين للأنظمة، من تزاحم وتجاوز من الجهة اليمنى وعرقلة متعمدة للسير وتحد بين قائدي مركبتين بعضهما لبعض أو تكدس مروري بسبب وجود تحويلة أو كثافة في عدد المركبات، لاحظت أن بعض أولئك الأبناء من رجال المرور يكونون في غفلة عما يدور حولهم من حركة للمركبات، لأنهم مشغولون بالحديث عبر هاتفهم الجوال حديثا مستفيضا قد لا يكون له علاقة بعملهم وإنما بارتباطاتهم الاجتماعية أو الأسرية، وقد هممت ذات مرة بركن سيارتي والتوجه إلى رجل المرور لتنبيهه إلى وجود مشكلة مرورية تدور في النقطة التي تقع تحت مسؤوليته ولكني خشيت من ردة فعله ضد تدخلي في عمله ومقاطعتي له في حديثه الهاتفي، ففضلت الاستمرار مع الناس في زحمة الناس حتى خرجت من الموقع الشائك!
هذه الملاحظة الميدانية لا تعني أنني أطالب بحرمان الأبناء من رجال المرور من استخدامهم لجوالاتهم الخاصة أثناء عملهم الميداني، فقد يحتاجون لاستخدامها في أمر ضروري من أمور الحياة مثل غيرهم من الموظفين المدنيين والعسكريين ولكن ما آمله هو توعية من يستخدم جواله منهم خلال عمله الميداني الإشرافي على حركة المسير أن يكون استخدامه له في حالة الضرورة القصوى وللرد السريع على مكالمة مهمة لا يمكن تأجيل الرد عليها إلى وقت لاحق، ثم الانصراف إلى متابعة عمله الميداني، وأن تكون هناك دوريات من رجال المرور أنفسهم لمراقبة ومتابعة من يستغرقون طويلا في محادثاتهم الهاتفية، تاركين حركة السير لفوضى بعض قادة المركبات حتى يصل الأمر إلى تشابك بعض السائقين بالأيدي لأن كل طرف يرى أنه على الحق المبين.
وعلى أية حال فهذه الملاحظة الودية مهداة لمن يهمه الأمر من القيادات المرورية، لعلهم يجدون فيها ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
نقلا عن عكاظ