المراكز التجارية تعرض السلع الرمضانية بانخفاض 10% عن العام الماضي
تم النشر في الأحد 2015-05-17
بدأت المراكز الغذائية الكبرى في الأسواق السعودية، بصياغة عروض شهر رمضان المبارك، وسط معلومات أولية تؤكد أن تكلفة شراء مراكز التجزئة للسلع الغذائية الرمضانية هذا العام شهدت تراجعًا تبلغ نسبته 10 في المائة عن أسعار العام الماضي، مما يضع مراكز التجزئة أمام اختبار خفض الأسعار على المستهلك النهائي.
وفي هذا الشأن، أكد مسؤول رفيع المستوى في أحد مصانع الغذاء في السعودية بحسب الشرق الاوسط ، أن تكلفة إنتاج السلع الغذائية شهدت تراجعًا تبلغ نسبته 10 في المائة، مشيرًا أن السلع الغذائية التي اعتادت الأسر السعودية على شرائها في شهر رمضان المبارك، يتم حاليًا بيعها وتوزيعها على مراكز التجزئة الغذائية بأسعار أقل مما هي عليه العام الماضي.
وحول ما إذا كانت أسعار السلع الرمضانية ستشهد تراجعًا في المراكز الغذائية، أكد المسؤول ذاته أن هذا الأمر يتوقف على مراكز البيع النهائية، مضيفًا: «نحن مصانع أغذية، ولا علاقة لنا بالبيع النهائي، لكن الواقع الحالي يؤكد تراجع تكلفة شراء مراكز التجزئة الغذائية للسلع الرمضانية بنسبة 10 في المائة».
وتأتي هذه التطورات، في وقت توقعت فيه دراسات اقتصادية حجم الحركة التجارية في السوق السعودية خلال شهر رمضان في السنوات القليلة الماضية بنحو 60 مليار ريال (16 مليار دولار)، وسط مؤشرات تشير إلى زيادة أكثر من 30 في المائة من إجمالي الحركة التجارية عن بقية الأشهر. وأمام هذه المعلومات، تعتزم وزارة التجارة والصناعة السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة، إطلاق حملة كبرى لمراقبة عروض المراكز الغذائية الكبرى للسلع الرمضانية، خصوصًا وأن شهر رمضان المبارك يمثل موسمًا استثنائيًا للمراكز الغذائية في السعودية.
وتشجع وزارة التجارة والصناعة السعودية، بحسب موقعها الإلكتروني الرسمي، على إنشاء الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، خاصة في المجمعات السكنية والقرى والأرياف والمناطق البعيدة، لما لهذه الجمعيات من إيجابيات لتحقيق مطالب أعضائها خاصة فيما يتعلق بتأمين السلع بأسعار مناسبة ومستقرة، في خطوة من شأنها تعزيز مبدأ حماية المستهلك، وتأمين الأسواق بالسلع الغذائية.
وفي الشأن ذاته، أكد فيصل الخالدي، وهو صاحب سلسلة من المراكز الغذائية المتوسطة في الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن المراكز الغذائية بدأت بعملية شراء السلع الرمضانية وتجهيز عروضها لموسم شهر رمضان المبارك. وقال: «متوقع أن تبدأ المراكز الغذائية بالإعلان عن عروضها الموسمية لشهر رمضان المبارك خلال الأسبوعين المقبلين».
وتأتي هذه المستجدات، في وقت قالت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، التابعة للأمم المتحدة، قبل نحو 10 أيام، إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت في أبريل (نيسان) الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو (حزيران) 2010 مع انخفاض أسعار معظم السلع بقيادة الألبان. وسجل مؤشر المنظمة، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر، 171 نقطة في أبريل الماضي بانخفاض 1.2 في المائة عن قراءة مارس (آذار)، وتوقعت «فاو» تراجع إنتاج الحبوب العالمي في 2015 إلى 2.509 مليار طن بانخفاض قدره 1.5 في المائة، كما أنه من المتوقع أن تبلغ مخزونات الحبوب 626.6 مليون طن في نهاية موسم 2015 – 2016 من 645.6 مليون طن في 2014 – 2015.
وفي هذا الإطار، يأمل المستهلكون في السوق السعودية في تفاعل أسعار الغذاء المحلية مع التراجعات العالمية، حيث ما زالت هذه الأسعار تتماسك عند مستويات قريبة من مناطقها التاريخية التي بلغتها خلال السنوات القليلة الماضية، يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه منظمة «الفاو» أن منتجات الألبان تقود انخفاضًا حادًا في أسعار الغذاء العالمية.
ولا تزال أسعار الغذاء العالمية خلال الفترة الحالية تعيش مرحلة مؤكدة من التصحيح المتواصل، بعد أن بلغت في السنوات القليلة الماضية مستويات تاريخية من الارتفاع، يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه أسعار النفط والذهب هي الأخرى في الدخول بمرحلة تصحيح ملحوظة، بعد ارتفاع مستوى الدولار، وتماسك الأسواق المالية العالمية