تكريم الأمير فهد بن عبدالله بعد مسيرة 30 عاما في صناعة النقل الجوي
تم النشر في الثلاثاء 2015-04-14
شرَّف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ، مساء يوم الإثنين 24 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 13 إبريل 2015م ، حفل التكريم الذي أقامته الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط الجوية العربية السعودية تقديراً وامتناناً لعطاء صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله وجهوده في تطوير منظومة النقل الجوي بالمملكة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً .
وقد استهل الحفل الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية بكلمة عبر في بدايتها عن فائق الشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو الملكي ولي العهد ـــ حفظه الله ـــ على تفضله بتشريف هذه المناسبة تقديراً لعطاء صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله ودوره الكبير في خدمة بلادنا الغالية من خلال التطوير الشامل لخدمات النقل الجوي .
وتطرق الحمدان في كلمته إلى الطلب المتزايد والهائل على خدمات النقل الجوي في أنحاء العالم والذي من المتوقع أن يتضاعف معدلاته بحلول عام 2030م من (30) مليون رحلة حالياً إلى (60) مليون رحلة ، والمسافرين من (3) مليار إلى (6) مليار مسافراً ، مشيراً إلى الموقع الفريد للمملكة وسط العالم شرقاً وغرباً وتشرفها بوجود الحرمين الشريفين على أرضها المباركة إلى جانب ما تشهده من تنمية سريعة ومتكاملة ، وكلها عوامل أكدت الطلب الكبير والحاجة المستمرة للمزيد من خدمات النقل الجوي ، لذلك فقد حرص سمو الأمير فهد بن عبدالله على بناء منظومة نقل جوي حديثة ومتطورة تهدف إلى الوفاء بهذه المتطلبات وخدمة حركة السفر بين مختلف أنحاء المملكة وكافة أرجاء العالم .
وقد تناول سليمان الحمدان في كلمته بعض المحطات الرئيسية في مسيرة سموه والتي تضمنت التوسع في إنشاء المطارات الحديثة وتطوير المطارات الدولية والداخلية والإقليمية وإنجاز مراحل رئيسية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد لخدمة (35) مليون مسافراً في مرحلته الأولى و (45) مليون مسافراً بالمرحلة الثانية ليصل المعدل التشغيلي للمطار بعد استكماله بمشيئة الله الى(80) مليون مسافراً بالإضافة إلى توجيهات سموه بالتركيز على إعداد وتأهيل الكوادر البشرية من خلال التدريب والابتعاث وتفعيل دور القطاع الخاص في تمويل مشروعات التطوير لقطاع الطيران المدني مع تحويل المطارات إلى مراكز حضارية جاذبة للاستثمار والنشاط الاقتصادي إلى جانب فتح المجال للتشغيل الداخلي أمام شركات الطيران الأخرى لتساهم جنباً إلى جنب مع الخطوط السعودية في خدمة حركة السفر المتزايد بين أنحاء المملكة .
من جانبٍ آخر ، أكد الحمدان على ما حققته الهيئة العامة للطيران المدني بقيادة سموه من مكانة دولية متقدمة ودور متميز بالهيئات والمنظمات العالمية المعنية بخدمات النقل الجوي في العالم والمشاركة بالفعاليات الدولية ذات العلاقة فضلاً عن استضافة المؤتمرات والملتقيات الدولية في هذا المجال ، موضحاً أن كل هذه الانجازات التي تحققت على يدي سموه الكريم ستكون بإذن الله نقطة انطلاق نحو المزيد من التقدم والتطوير في خدمات النقل الجوي بالمملكة ، معبراً في ختام كلمته عن فائق الشكر والامتنان والاعتزاز بعطاء سموه وإنجازاته التي لا يمكن استعراضها بالكامل في هذه العجالة .
تبع ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان “عطاء و وفاء” تضمَّن بعض المحطات الهامة في مسيرة سمو الأمير فهد ، بدايةً بالتحاقه بالقوات الجوية الملكية السعودية حارساً أميناً لسماء هذا الوطن الغالي ثم توليه مسؤولية تطوير خدمات النقل الجوي سائراً على خُطى سلطان الخير ـــ رحمه الله ـــ لتحقيق إنجازاتٍ كبيرة في تحديث البنية الأساسية لخدمات النقل الجوي من المطارات والأنظمة والتشغيل إلى جانب تطوير خدمات الخطوط السعودية بتحديث أسطولها وبنيتها التقنية وخدماتها الالكترونية والذاتية فضلاً عن برامج التدريب وإنجاز مراحل عديدة من مشروع الخصخصة ، وغير ذلك من الإنجازات التي تناولها العرض المرئي بالتفصيل .
كما تضمنت فقرات هذا الحفل الكبير ، كلمة لسعادة المهندس صالح بن ناصر الجاسر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية ، استهلها بالترحيب بصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ، معبراً عن عميق الامتنان لسموه على تشريفه حفل تكريم سمو الأمير فهد بن عبدالله مؤكداً صعوبة التطرق لما حققه سموه من إنجازات بكامل تفاصيلها لأنها إنجازات قائمة وماثلة في كل ما نشهده من خدماتٍ للنقل الجوي ، وبالتالي يصعب تناول كل هذه الانجازات في كلماتٍ محدودة ، مشيراً بإيجاز لبعض المعالم الرئيسية على طريق النجاح الذي تحقق بفضل الله ثم بدعم القيادة الرشيدة وبتوجيهات ومتابعة سموه الكريم ومنها حرص سموه على توفير خدمات النقل الجوي على أوسع نطاق موضحاً أن الخطوط السعودية وتنفيذاً لتوجيهات سموه تُخصص ما يقارب (70%) من إمكانيات رحلاتها لخدمة القطاع الداخلي إلى جانب ما تم إنجازه في مراحل تحديث الأسطول بعدد (90) طائرة جديدة من طرازي “بوينج” و “ايرباص” وكذلك العمل على تعزيز الموقع التنافسي للخطوط السعودية على القطاع الدولي من خلال التطوير المستمر لشبكة الرحلات الدولية والتي تمتد إلى (56) محطة دولية ترتفع إلى أكثر من مئة محطة خلال مواسم الذروة ، مع التشغيل إلى محطات جديدة في لوس أنجلوس وتورنتو ومانشستر لخدمة أبناء الوطن المبتعثين وحركة السفر المتنامية على هذه القطاعات ، وقد أسهمت هذه المشاريع التطويرية في تعزيز مكانة “السعودية” بالهيئات والمنظمات الدولية المعنية بصناعة النقل الجوي فضلاً عن مكانتها المتميزة والفاعلة بتحالف “سكاي تيم” العالمي .
واستعداداً للانتقال إلى المطارات الجديدة ، أشار المهندس صالح الجاسر إلى تأسيس قطاع المشاريع الاستراتيجية وتشكيل الفريق الاستراتيجي لمطارات المستقبل (FAST) بهدف توفير كافة المتطلبات في هذا المجال من الكوادر البشرية والتدريب وبرامج السلامة والمعدات والخدمات الالكترونية وغيرها ، ومن ثم تحقيق الانتقال إلى المطارات الجديدة بكل يُسر وسهولة إلى جانب العمل على تعزيز التواصل مع وسائل الاعلام من خلال رسالة إعلامية جديدة تستند إلى المبادرة والتفاعل وإطلاع وسائل الاعلام ميدانياً وعملياً على منظومة الأداء والخدمات مع الاستفادة لأقصى مدى من إمكانيات الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي بما يساعد على متابعة الأداء وتبادل المعلومات على مدار الساعة .
عقب ذلك تم خلال الحفل عرض لقطات تاريخية وصوراً نادرة لتطور خدمات النقل الجوي بالمملكة والتي تعكس مدى النقلة الكبرى التي تحققت في هذا المجال من إمكانيات بسيطة ومتواضعة إلى أحدث المطارات والطائرات والأنظمة والبرامج والخدمات .
وبعد أن تفضل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بتقديم بعض الهدايا التذكارية بهذه المناسبة إلى سمو الأمير فهد بن عبدالله ، ألقى سمو الأمير فهد كلمة مختصرة عبّر فيها عن وافر الشكر والتقدير والامتنان لسموه الكريم على تشريف هذا الحفل بما يؤكد ما تتميز به بلادنا الغالية من قيم الوفاء والتواصل بين الأجيال ، مشيراً إلى اعتزازه بأنه أحد خريجي مدرسة سلطان الخير وتشرفه بالعمل مع زملائه لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة ـــ رعاها الله ـــ بتطوير منظومة النقل الجوي بالمملكة وتحقيق نقلة جديدة في إمكانيات وخدمات الهيئة العامة للطيران المدني ، كما عبّر سموه الكريم عن اعتزازه بالدعم الذي حظي به قطاع الطيران المدني من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـــ رحمه الله ـــ والذي حظي بأهمية خاصة بالارتباط المباشر للهيئة العامة للطيران المدني بمقام رئيس مجلس الوزراء إلى جانب العمل على تطوير خدمات الناقل الوطني الخطوط السعودية .
وقد أوضح سموه أن الإنجاز الذي تحقق ولله الحمد ، لم يكن نتاج عملٍ فردي بل ثمرة لجهد جماعي من الزملاء الذين شاركوا في مشاريع التطوير بالهيئة العامة للطيران المدني من بينهم أصحاب المعالي الأستاذ ناصر العساف ـــ رحمه الله ـــ والدكتور على الخلف ، والمهندس عبدالله رحيمي ، والدكتور فيصل الصقير ، ومن الخطوط السعودية أصحاب المعالي الكابتن أحمد مطر ـــ رحمه الله ـــ والدكتور خالد بن بكر ، والمهندس خالد الملحم ، وسعادة المهندس صالح الجاسر ، بينما شارك في هذه الرحلة الناجحة كافة المسؤولين التنفيذيين والمساعدين وجميع العاملين بالمطارات الداخلية والدولية وزملائهم بالخطوط السعودية .
كما عبّر سموه عن الشكر الجزيل للجنة الوزارية لتطوير المطارات الدولية وعلى وجه الخصوص معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العسّاف ، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر وذلك لدعمهم ودورهم الحيوي فيما تحقق من تطويرٍ لمطاراتنا الدولية وكذلك ما تم إنجازه من مراحل تنفيذية في مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد .