“ديب سيك” يربك المشهد الاقتصادي بسبب امكانياته المتطورة وانخفاض تكاليفه

الاقتصاد.الرياض

تقدر إجمالي خسائر شركات التكنولوجيا بسبب تأثير ديب سيك بحوالي 1 تريليون دولار في السوق الأمريكي، أكبر المتضررين كانت شركة أنفيديا عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية التي خسرت 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، وهو أكبر انخفاض يومي في تاريخها، كما تراجعت أسهم شركات تقنية أخرى مثل مايكرو سوفت وقوقل وامازون حيث فقدت هذه الشركات مجتمعة مئات المليارات بسبب مخاوف المستثمرين من أن تقنيات ديب سيك ستقلل من الطلب على البنية التحتية الحالية للذكاء الاصطناعي وتخفض تكاليف التشغيل، مما قد يؤثر على إيراداتهم المستقبلية.

وانخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3% يوم الاثنين، وهو أكبر انخفاض في ستة أسابيع، مما تركه ثابتا تقريبا لهذا العام وقيمته أقل بنحو تريليون دولار عن يوم الجمعة، وانخفضت شركات الطاقة التي كان من المتوقع أن تستفيد من الطلب غير المسبوق على الذكاء الاصطناعي، بقيادة هبوط بنسبة 21%

تكمن المخاوف الرئيسية من ظهور ديب سيك المفاجئ بانه يعمل وفق نموذج ذكاء اصطناعي متقدم بتكلفة تشغيل أقل بكثير من النماذج الأمريكية المنافسة التي تقدمها شركة إنفيديا، وهذا ما يضع تساؤل اكبر حول جدوى الاستثمارات الملياري التي تقدمها الشركات الامريكية، اذا كانت هناك نماذج تعمل بأقل تكلفة وفق نموذج ديب سيك الذي قدرت تكلفته ب 6 مليار دولار فقط.

الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان أطلق قبل أيام من ظهور ديب سيك مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بقيادة مجموعة سوفت بانك اليابانية وشركتي أوبن إي و تشات جي بي تي، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد الظهور المفاجئ للتطبيق الصيني ” نأمل أن يكون إطلاق ديب سيك للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز”

وتأسست شركة ديب سيك في اؤاخر عام 2023 على يد ليانج وينفينج، وأطلقت أول نموذج لغة للذكاء الاصطناعي خلال عام 2024 ، وانفجرت طلبات التحميل على شركة ديب سيك في جميع أنحاء العالم خلال أيام.

ووفقا لرويترز، معظم موظفي ديب سيك اليوم هم من الخريجين وطلاب الدكتوراه من أفضل الجامعات في الصين، والذين يعتقد ليانغ أنهم يفضلون العمل لدى ديب سيك لأنها تعالج أكبر التحديات في الذكاء الاصطناعي.

وجاء اختراق ديب سيك وقدرته على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية في ظل الحظر الأمريكي المفروض على تصدير اشباه الموصلات المتقدمة الى الصين ، وهذا سيطرح تساؤل آخر على واشنطن فيما إذا كانت ستسابق وتنافس وتبتكر لتفوز على ديب سيك من خلال السوق، ام انها ستلجأ الى فرض مزيد من القيود على بكين في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعطش للحروب التجارية، وفق شعار “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”