مقالات

النفط يكمل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي وسط التفاؤل حول حزم الدعم الصينية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

تم النشر في الجمعة 2024-12-27

تعود أسعار الخام إلى الارتفاع اليوم بعد عطلة الأمس وتنمو بقرابة 0.5% لكل الخامين برنت وغرب تكساس الوسيط.

مكاسب النفط تعكس استمراراً للتفاؤل المحيط حول إمكانية تعافي الطلب على الخام من الصين مع إجراءات الدعم المتتالية والتي يتوقع أن تبدأ آثارها في التبلور خلال العام المقبل.

كان آخر تلك الإجراءات هو الموافقة على طرح تاريخي لسندات الخزانة بمقدار 3 تريليون دولار العام المقبل والتي أعلن عنها سابقاً هذا الأسبوع. كما تأتي تاليةً لحزم من الدعم النقدي والحديث عن خطط لإعادة هيكلة النظام الاجتماعي بما قد ينعكس على الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أهم نقاط ضعف الاقتصاد.

إلا أن إعادة اشتعال الحروب التجارية ما بين الصين والولايات المتحدة عند عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لاحقاً في يناير وعلى النحو الذي كان يهدد به فعلاً من شأنه تعمق من خسائر الخام، وهذا من بين أهم العوامل التي ستكرز عليها الأسواق مطلع العام الجديد.

إلا أن مدى صرامة القيود التي ستفرض على الصين لا تزال غير واضحة ولا تزال سوا تهديدات تم إطلاقها خلال الحملة الانتخابية لترامب. في حين يعتقد خبراء بأن ترامب لن يقوم بتنفيذ تهديداته فعلاً كما تحدث وإنما يهدف عبرها في المقام الأول إلى تعزيز موقف الولايات المتحدة التفاوضي على الشروط التجارية. كما أن هناك الكثير مما قد يردع ترامب عن تطبيق تهديداته كالأثر المترتب على المستهلك الأمريكي وارتفاع التضخم والضرر للصادرات الزراعية إلى جانب الضغط التي قد تمارسه الصين عبر رجال الأعمال الأمريكيين من ذوي المصالح مع أكبر مصنع في العالم.

في سياق آخر، فإن موسم الأعياد الحالي من شأنه أن يساهم في تقليل الضغط الهبوطي على أسعار الخام خصوصاً مع عطلة المستثمرين المؤسسين. كما تعطل السوق الألمانية اليوم مما يبعد نشاط المستثمرين المؤسسين من هناك أيضاً. لا ننسى أن معنويات هؤلاء المستثمرين هي متدنية للغاية كما رأيناه في المسوحات الأخيرة ذات الصلة من SentixوZEW وهو ما قد ينعكس في النهاية عبر زيادة الضغوط البيعية وهو ما قد لا نراه اليوم مما يفسح المجال نحو الارتفاع.

أما على الجانب الجيوسياسي في الشرق الأوسط، فعتود الجبهة اليمنية إلى الواجهة مجدداً مع التصاعد غير المسبوق للهجمات المتبادلة ما بين الحوثيين وإسرائيل. في حين يهدد التصعيد ضد الحوثيين سلامة حركة التجارة العالمية المحمولة بحراً.

قد يبدو تحقيق اختراق في اليمن صعباً للغاية مقارنة مع ما حدث في سوريا ولبنان عندما تم قطع النفوذ الإيران هناك، إلا أن الحوثيين محاصرين في النهاية لا يمتلكون قدرات وموارد لا محدودة وإن كانوا متحصنين في الجبال كما أن حليفهم الرئيس، إيران، أضعف من أي وقت مضى. لذلك، أعتقد أن تحييد قدرات الحوثي القادرة على استهداف المصالح الغربية في الإقليم سيتحقق وإن استهلك بعضاً من الوقت، كما أنهم قد يتواجهون مع تصعيد أكبر من قبل الغرب مع عودة ترامب إلى السلطة.

عليه، أرى مجدداً أن علاوة المخاطر الجيوسياسية من الشرق الأوسط التي تستفيد منها أسعار النفط قد تستمر في التبدد مع الوقت وسيبقى التركيز على تعافي الاقتصاد الصيني وانتعاش الطلب العالمي على الخام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock