تشغيل فنادق جزيرة سندالة: بداية لجني الإيرادات من مشروعات نيوم الحالمة
الاقتصاد.الرياض
تم النشر في الخميس 2024-10-31يُعد مشروع جزيرة “سندالة” الفاخرة المطلة على البحر الأحمر هو أول مشروع يرى النور في مدينة “نيوم” المستقبلية، ويدخل مرحلة التشغيل الفعلى كأول وجهات “نيوم” التي ستبدأ في استقبال الزوار، وذلك بعد إعلان مجلس إدارة نيوم عن افتتاح الجزيرة الأحد الماضي، ستُقدم جزيرة “سندالة” لمحة لما يحمله المستقبل من مشاريع تطويرية نوعية ووجهات مميزة مختلفة، حيث تضم عدداً من المرافق مثل مرسى متطور يضم 86 رصيفاً، كما تجمع بين مستويات ضيافة عالمية ومطاعم فاخرة، بالإضافة لـ 3 مرافق للضيافة توفر 440 غرفة و 88 فيلا و 218 شقة فندقية.
وتجمع جزيرة “سندالة” بين البحر والجمال والفخامة، من المقرر أن تستضيف الجزيرة العديد من الفنادق التي تديرها اكبر الشركات العالمية في مجال الاستضافة مثل شركة Marriott International Inc وبما يؤكد أن مدينة “نيوم” قادرة على تقديم أفضل تجربة سياحية بالشرق الأوسط والعالم ويعتبر إنجاز هام في مسيرتها، وبداية قوية لتحقيق المزيد من أهداف المدينة الطموحة.
اقرأ المزيد
ويعتبر مشروع “نيوم”، من أهم مشاريع رؤية المملكة العملاقة لعام 2030، والتي تسمى بمشاريع “الجيجا”، وتبلغ قيمة المشروع نحو 500 مليار دولار، وهو محور المشاريع العملاقة في المملكة، والتي تهدف إلى تنويع إقتصاد البلاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وصُممت تلك المشاريع لتحويل المملكة الى دولة رائدة عالمية في مجال التكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي، ومؤخرًا أكد صندوق الاستثمارات العامة، المالك الحكومي لمدينة نيوم، أنه يخطط لخفض استثماراته الأجنبية إلى حوالي خمس إجمالي أصوله المدارة، حيث يركز على التمويل المحلي داخل المملكة بالإضافة إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي .
وإلى جانب “سندالة”، تم الإعلان عن حوالي 12 مشروعًا سياحيًا مستقبليًا، كما يتم بناء مصنع للهيدروجين الأخضر بقيمة 8.4 مليار دولار، في منطقة جبلية واحدة، يطلق عليها اسم “تروجينا”، وسيتم إنشاء منحدرات للتزلج لاستضافة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029، ومن المقرر إفتتاح كلا المشروعين في عام 2026.
وتقوم المملكة بتنفيذ مشروع نيوم بالتوازي مع مشاريع أخرى مدرجة ضمن مشاريع الرؤية، الا أنه ونتيجة لزخم المشاريع الكبرى الهامة بالمملكة، خاصة مع نجاح الحكومة مؤخرًا في استضافة أحداث عالمية خلال الأعوام القادمة مثل معرض إكسبو الدولي 2030 وكأس العالم لكرة القدم في عام 2034، وهما حدثان لم يكونا مدرجين في وثيقة رؤية 2030 الأصلية، وهو ما إستلزم توجيه المزيد من الموارد نحو مدينة الرياض كأولوية أولى مقارنة بمشاريع أخرى وهو ما خلق ما يسمى بفجوة التمويل.
وقد إستطاعت تلك المشاريع التغلب على هذه التحديات عن طريق إستخدام مصادر تمويل غير تقليدية حيث أشار نائب الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم ريان فايز ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض بحصول مشروع نيوم العملاق على 60 مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) عن طريق القطاع الخاص و30 مليار ريال سعودي (8 مليارات دولار) في شكل قروض، في محاولته الابتعاد عن الاعتماد على التمويل الحكومي، وأكد على أن المشروع لن يعمل بتمويل حكومي فقط، ولم تكن هناك نية على الإطلاق في ذلك، وإنما كانت النية أن تبدأ الحكومة في المشروع، ثم يتم إستقطاب القطاع الخاص.
لذلك يعتقد أن دخول مشروع جزيرة “سندالة” لمرحلة التشغيل الفندقي خاصة أن فترة إنشاؤه عاميين فقط بمشاركة قوة عاملة وصلت إلى 30 ألف عامل، وبالتعاون مع 4 شركاء محليين في قطاع المقاولات، وما يصل إلى 60 مقاولاً فرعيًا، بما يؤكد قدرة نيوم على إبتكار وجهات جديدة ومميزة وتنفيذها بنجاح ودخولها مرحلة التشغيل خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً لتحقق إيرادات وتدفقات نقدية للمشروع، وهو الطريق الأسرع والأفضل اقتصاديا نحو استكمال مثل تلك المشروعات العملاقة والتي تحتاج الى استثمارات كبيرة.