رانيا جول: محللة أسواق في XS.com للشرق الأوسط
تم النشر في الأثنين 2024-03-18يمر مؤشر الدولار الأمريكي بمرحلة من التوازن اليوم الاثنين ليستقر عند 103.46 نقطة في منتصف اليوم، قبل أن تتفاقم الاضطرابات هذا الأسبوع مع استعداد ما لا يقل عن خمسة بنوك مركزية لإصدار بيانات سياسة أسعار الفائدة المستقبلية.
وسيكون الأول والأكثر أهمية هو قرار بنك اليابان بشأن سعر الفائدة يوم غد الثلاثاء، والثاني هو قرار سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء. وسيكون كلا الاجتماعين حاسمين فمن المتوقع أن يوقف بنك اليابان عقودًا من سياسة أسعار الفائدة التيسيرية وسيحاول عدم تعطيل الأسواق بنفس الوقت تزامناً مع ارتفاع أسواق الأسهم اليابانية بنسبة تزيد عن 2% قبيل الاجتماع الذي سيعقد ليل الثلاثاء.
وسيقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي أدلة حول توقعات أسعار الفائدة بعد أن تسببت أرقام التضخم المرتفعة مؤخرًا في إثارة قلق ومخاوف الأسواق.فبعد أن كانت تسعر 7 تخفيضات للفائدة هذا العام أصبحت تسعر تخفيضين اثنين آخر العام فقط، وهذا يدعم قوة مؤشر الدولار أمام الأصول الأخرى في المدى المتوسط.
وفي نهاية الأسبوع الحالي، سيلقي ما لا يقل عن ثلاثة من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي ، بمن فيهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خطابات وبيانات يمكن أن توجه الأسواق بشكل متباين وكبير في حالة أن قرار سعر الفائدة يوم الأربعاء لم يكن واضحًا بما يكفي للأسواق وسيكون هذا الحدث هو الأهم على الاطلاق خلال هذا الأسبوع من وجهة نظري.
خاصة بعد أن حصل فلاديمير بوتين على فترة ولاية أخرى كرئيس لروسيا يوم أمس الأحد. وعلى الرغم من تصريحات بوتين بأن محادثات السلام مع أوكرانيا لن تتم، قالت الصين إنها تريد بدء محادثات السلام ، وهذا سيشعل الساحة الجيوسياسية أيضاً وسيدعم أصول الملاذ الآمن التي يعتبر الدولار احدى أهمها.
وسيصدر البنوك المركزية الأخرى قرارات الفائدة هذا الأسبوع مثل بنك الاحتياطي الأسترالي(RBA) يوم الثلاثاء، والبنك الوطني السويسري(SNB) يوم الخميس مع بنك إنجلترا(BoE) ، لذا سنشهد تذبذبات عالية جداً خاصة على أزواج العملات المرتبطة بالدولار مثل الباوند والفرنك واليورو مما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر وعدم الدخول في مراكز بيع أو شراء طويلة الاجل ودون ادارة مخاطر قوية ومدروسة.
وأعتقد أيضاً أن بنك الشعب الصيني(PBoC) حقق مفاجأة قوية بتثبيت الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني اليوم الاثنين عند 7.0943 بينما كان من المتوقع أن يصل إلى 7.1993. ويأتي هذا بعد أن كانت الأسواق تتوقع أن بنك الشعب الصيني(PBoC) قد تخلى عن تثبيته الأقوى بعد الانخفاض المفاجئ في سعر الصرف يوم الجمعة الماضي. أسواق العملات لا تتفاعل حقاً مع عملية التثبيت.
وفي الوقت الحالي بلغت توقعات تثبيت الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا في اجتماع 20 مارس تبلغ 99٪، بينما تبلغ فرص خفض أسعار الفائدة 1٪.ويتم تداول سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بحوالي 4.30%، لتواصل صعودها من الأسبوع الماضي.
ومن الناحية الأساسية أعتقد أن مؤشر الدولار الأمريكي يتداولفي المنطقة الخضراء بعد أن اهتزت الأسواق يوم الخميس بمجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية إلى أن ضغوط التضخم لم تنته بعد. مما تسبب في ارتفاع مخاوف في الأسواق، وبدأت موجة مع بيع الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم وبيتكوين ، وارتفعت العائدات مع بيع السندات وتعزيز الدولار الأمريكي مقابل كل الأصول .
ومن وجهة نظري كانت هذه أثار الارتفاع المفاجئ في أرقام مؤشر أسعار الإنتاج(PPI) مخاوف المستثمرين، الذين سارعوا إلى إعادة تسعير أول خفض لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بعيدًا عن يونيو وحتى سبتمبر، لذا ستكون بيانات يوم الخميس لأسعار المستهلك التصنيعية والخدماتية ومعدلات البطالة ومؤشر فيلادلفيا مهماً جداً في تحديد معطيات خطاب باول يوم الجمعة المقبل وبالتالي سيحرك الأسواق بشكل عنيف ومتباين في المدى القريب.
