ارتفاع النفط مع تمديد OPEC+ لخفض الإنتاج: هل يستمر الارتفاع أم يتلاشى
سامر حسن، محلل أسواق وعضو في قسم أبحاث السوق في XS.com
تم النشر في الأثنين 2024-03-04تمكن النفط عبر كلا الخامين الرئيسين من تسجيل مكاسب ملحوظة عند افتتاح تداولات الأسبوع الجديد. حيث سجل خام برنت مستوى 83.74دولاراً للبرميل عند الافتتاح أي بمكاسب عند 0.5% تقريباً وهو ما يمثل أعلى افتتاح منذ أواخر يناير الفائت. كما استطاع خام نفط غرب تكساس الوسيط الافتتاح عند أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر الفائت عند 80.07 دولار للبرميل أيضاً. إلا أن كلا الخامين انعكسا وقلصا تلك المكاسب مع انحسار الزخم الشرائي سريعاً خلال ساعات الصباح الباكر.
جاءت مكاسب النفط اليوم بعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط وحليفتها روسيا (OPEC+) بتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط خلال الربع الثاني بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً.
المملكة العربية السعودية تمسك بخفض انتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يومياً وكذلك روسيا ستحافظ على خفض صادراتها بمقدار 471 مليون برميلاً.
فيما أن هذا القرار جاء مسايراً لتوقعات الأسواق ولم يقدم أي مفاجئة وهذا ما انعكس عبر تقلص المكاسب الصباحية سريعاً. حيث أن الأسواق لا تزال تبحث عن المزيد من الإشارات التي تساعد على دعم الأسعار.
بالفعل، فقد حصلت الأسواق على بعض الدعم الجمعة الفائتة مع المزيد من انتعاش الأمل حول خفض الفيدرالي لسعر الفائدة في اجتماعات مايو ويونيو القادمين بعد تلاشي الأمل بذلك في اجتماع مارس، وهذا ما انعكس عبر أكبر تراجع لعوائد سندات الخزانة الأمريكية منذ منتصف فبراير الفائت.
هذا الأمل كان بدوره على حساب المزيد من الانكماش الأكبر من المتوقع لأنشطة المصانع في الولايات المتحدة في فبراير وفق تقرير مديري المشتريات التصنيعي من معهد إدارة سلاسل التوريد (ISM). لكن في المقابل فقد استمرت أنشطة التصنيع في النمو للشهر الرابع على التوالي في الصين وفق S&P Global وهذا ما قد رحبت به الأسواق في النتيجة.
كما تراقب الأسواق عن كثب ما يحصل في الشرق الأوسط مع الإشارات المتناقضة حول إمكانية الوصول إلى وقف إطلاق نار محتمل قد يدوم لأكثر من شهر وذلك على ضوء الضغوط المحلية والدولية لاحتواء الصراع. إلا أن هذا الحديث عن سلام مؤقت قد قابلها جملة من التطورات الدموية خلال الأيام الفائتة بالتزامن مع التهديد بتوسيع رقعة العمليات البرية وهو ما قد يفاقم الصراع على نحو قد لا يمكن احتوائه.
هذا الأسبوع أيضاً مليء بالبيانات الاقتصادية المهمة للغاية أيضاً. حيث نترقب أرقام مديري المشتريات الخدمي لكل من الصين والولايات المتحدة مع التوقعات بتباطؤ نمو أنشطة الخدمات قليلاً في الصين. كما ننتظر جملة من بيانات سوق العمل من الأسواق الامريكية وأخرها أرقام الوظائف غير الزراعية والتي من المتوقع أن يكون قد أضاف سوق العمل 190 ألف وظيفة في فبراير.
فيما أن الأرقام الأضعف من المتوقع خصوصاً لسوق العمل قد تكون داعماً لأسواق النفط مع المزيد من الأمل حول خفض الفيدرالي لسعر الفائدة في اجتماعيه المقبلين