اخبار عامة

الأبل ميزة تنافسية وثروة اقتصادية هامة

الاقتصاد.الرياض

تم النشر في الأثنين 2024-01-01

تحتلُّ المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة بعد الصومال والسودان في عدد الإبل على مستوى العالم، بنحو 900 ألف رأس، تتنوع بين الإبل المجاهيم، والإبل المغاتير، والحمر، والصفر، والشعل، والإبل الساحلية.

ويتواجد 12 مليون رأس من الإبل، في بوادي الوطن العربي الكبير وصحاريه، ترعى في مراعٍ خصبة تقدر مساحتها بحوالي 256 مليون هكتار، مشكلةً 65% من مجموع الإبل في العالم تقريبًا.

وقال اقتصاديون وعلماء ومختصون عرب في مجال الإنتاج الحيواني: الإبل لم تحظَ بأيّ اهتمام في خطط تنمية الثروة الحيوانية في الوطن العربي، ولم تُستغَل إمكانياتها بطريقة اقتصادية، وقد نَصَحوا بضرورة الاستفادة القصوى من نتائج الدراسات والبحوث حول الإبل، لتصبح موردًا اقتصاديًّا مهمًّا ورافدًا حيويًا للمقومات الاقتصادية للدول العربية، بزيادة أعدادها وتطوير قدراتها الإنتاجية حتى تستطيع المساهمة بقدر ملموس في الإنتاج القومي من اللحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها.

وأضافوا: باتتْ الإبل مظهرًا من مظاهر الجمال، ومصدرًا للاعتزاز بالأصل والتراث للأجيال الجديدة من العرب، حيث كانت كلَّ شيء في حياة الأجداد ومصدر الرزق، ووسيلة المواصلات، وعتادًا للحرب.

وأردف الخبراء: كان العرب يَفدون أنفسهم عنها بالغالي والنفيس؛ لأنها كانت عزة ومهابة لأصحابها، وقد ذكرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الشريفة، واُسْتُشهد بها في القرآن الكريم.

واحتلتْ “سفينة الصحراء” مكانة مرموقة عند الإنسان العربي؛ ولاسيما عند أهل الجزيرة نظرًا لقدرتها العجيبة على تحمل المشاق، وصبرها على احتمال العطش في هجير الصحراء وحرها اللافح، وهي تقطع الفيافي رفيقًا لصاحبها في حلِّه وترحاله الطويل، وينظر العرب للإبل على أنها الوسيلة الفضلى التي يصحبونها في الصحراء.

وقد كانت الإبل العربية مشهورة بأصالتها وتحملها، ولهذا استعملها الأمريكان عام 1857م عن طريق “الحربية الأميركية” آنذاك، وذلك باقتراح من ادوار مترز جرلدبل الرحالة الشهير الذي استعملها في استكشاف طُرُق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا وكذلك استغلها المستعمرون في استيطان القارة الأسترالية.

وكان صندوق الاستثمارات العامة إعلان مؤخرا عن تأسيس شركة “سواني”، التي تهدف لتمكين نمو قطاع منتجات حليب الإبل، والإسهام في تطوير منظومة الإنتاج المحلية للوصول إلى قطاع مستدام، وانطلاقًا من حرص المملكة على دعم قطاع الزراعة والأغذية، وتنويع الاقتصاد المحلي تماشيًا مع رؤية السعودية 2030؛ اكتسبت منتجات الإبل اعترافًا وأهمية كبيرة في المملكة، لإمكاناتها الهائلة في مختلف الصناعات.
ويأتي هذا التوجّه لتمكين قطاع منتجات الإبل، كونها جزءًا رئيسًا في تاريخ المملكة، ومكوّنًا حيويًا في نمط الحياة قديماً، وظلّت مصدراً غذائياً ينتفع بحليبها ولحومها، وكذلك الاستفادة من جلودها ووبرها، في حين أن التوجهات المستقبلية تحافظ على هذه الثروة وتوسّع من نطاق الاستفادة منها باستخدام أحدث وسائل التقنية.
وتقدّر أعداد الإبل في المملكة بنحو مليون و600 ألف رأس، 57.7% منها في مناطق الرياض والشرقية ومكة المكرمة، فيما بلغت أعداد المشاريع المختصة في حليب الإبل ومشتقاته ثلاثة مشاريع مرخّصة، إضافةً إلى ثلاثة مشاريع أخرى حصلت على الترخيص المبدئي لمزاولة النشاط، وذلك بهدف إنتاج منتجات حليب إبل صالحة للاستهلاك وخالية من مسببات الإمراض، ومحاربة العرض العشوائي لحليب الإبل، وزيادة المنتج من منتجات حليب الإبل؛ وتعد أفضل السلالات المنتجة للحليب هي المجاهيم والوضح.
ويؤكد المدير التنفيذي لمعهد الصناعات الغذائية إبراهيم بن سعود العقيلي، في تصريحٍ لوكالة الأنباء السعودية، أن دخول شركة “سواني” للاستثمار في القطاع، سيسهم في تمكين نمو قطاع منتجات حليب الإبل، وتطوير منظومة الإنتاج المحلية للوصول إلى قطاع مستدام، كما سيسهم التوسع في تلك الصناعة الحيوية في تعزيز وترسيخ الأمن الغذائي.
وأشار العقيلي، إلى أنّ عملية التوسع في إنشاء الشركات الخاصة بالغذاء، يُعد دليلًا على ريادة قدرة الكادر البشري الوطني الذي أصبح عنصرًا رئيساً في تلك الصناعة التي تشهد توسعاً بصفة مستمرة في العديد من مجالات الغذاء.
ولفت المدير التنفيذي لمعهد الصناعات الغذائية، الانتباه إلى أن من ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، تعزيز الصناعات المحلية والكوادر البشرية الوطنية خاصة، وما يتعلق بالثروة الحيوانية – تحديدًا الإبل التي تُعد موروثاً وطنياً -.
وأوضح أّنّ الكادر الوطني في الوقت الحالي يحمل قدراً كبيراً من المسؤولية والتدريب وفقًا لأخر المعطيات الدولية، ما يسهم بشكل كبير في تقديم دفعة قوية لأي مجال وتخصص جديد في عالم صناعة الغذاء.
من جانبه أكد الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور شجاع البقمي، على أهمية الاستثمار في موروثنا وثقافتنا وتعزيز ذلك؛ مشيراً إلى أنّه من هذا المنطلق تأتي أهمية الكيان الجديد شركة “سواني”، التي من المتوقع أنْ تنهض بثقافة الاستثمار في قطاع الإبل بشكل عام، وسيكون لها بصمة واضحة في تطوير منظومة هذا القطاع.
وقال الدكتور البقمي: إنّ منتجات قطاع الإبل تعدّ مورداً اقتصادياً جيّداً للغاية، ومن المتوقع أنْ يكون لشركة “سواني” مزايا تنافسية أكثر قوة وحيوية، ترتكز على الكثير من الركائز المهمة مثل الموقع الجغرافي المميز للمملكة، والقوة الاستثمارية، والجهود العظيمة التي يقوم بها نادي الإبل، بالإضافة إلى وفرة الإبل بسبب اهتمام الكثير من المواطنين بهذه الثروة الهائلة.
كما أشار إلى أنّ هنالك بعض الشركات في العالم التي تشتهر بتصدير منتجات حليب الإبل، بل أنّ الأرقام الاقتصادية تبرهن على وجود أحجام جيّدة من الطلب؛ معرباً عن توقعاته بأنْ تقفز شركة “سواني” بمنتجات حليب الإبل إلى مراحل إنتاج أكثر تقدمًا وجودة، كما أنّ الطلب في منطقة الخليج سيرتفع بشكل ملحوظ على منتجات حليب الإبل، وذلك بسبب وجود شركة عملاقة أكثر موثوقية، بالإضافة إلى القدرات الهائلة التي تدعم زيادة حجم الصادرات ومنافسة جميع شركات العالم التي تشتهر بمنتجات حليب الإبل والتفوق عليها.
ويَشتهر حليب الإبل بقيمته الغذائية، حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أنّ حليب الإبل غذاء صحي ومناسب لكل العالم، موصيةً بتصنيع أنواع المنتجات من حليب الإبل؛ الغني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، تفوق حليب الماعز والأبقار.
كما يعد حليب الإبل مصدراً غنياً بالمواد الغذائية الأساسية وبالأحماض الدهنية غير المشبّعة، فضلًا عن امتلاكه خواص مضادة للالتهابات والأكسدة.
وتتعدد منافع الأبل من حيث الاستخدام في عدة صناعات تحويلية، منها منتجات العناية بالبشرة من حليب الإبل ذات الفائدة في مجال ترميم وتقوية صحة البشرة، إذ إنّه غني بالبروتينات والدهون الصحية المناسبة لجميع أنواع البشرة، والفيتامينات التي تحارب الشيخوخة المبكرة، وهو مضاد للأكسدة ممّا يحفّز بناء الكولاجين على شد البشرة وتقويتها، بالإضافة إلى أنّه يحافظ على رطوبة البشرة.
وتعمل منتجات حليب الإبل للبشرة على إصلاح الخلايا التالفة، وحماية البشرة من البكتيريا والمحافظة على صحّتها، فضلًا عن عنصريّ اللانولين والإيلاستين المتواجدين في حليب الإبل، واللذين يساعدان على تقليل التجاعيد وتأخير الشيخوخة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock