سفن شحن دولية تعلن رسميا تعليق مرورها بالبحر الأحمر وتتوقع أرتفاع اقساط التأمين بسبب المخاوف
الاقتصاد.الوكالات
تم النشر في الثلاثاء 2023-12-19انضمت شركات جديدة إلى قائمة الشركات التي أعلنت رسمياً عن تعليق مرور السفن بالبحر الأحمر، على أثر التوترات الواسعة التي يشهدها، في ظل الهجمات التي تتعرض إليها السفن.
أحدث تلك الشركات التي انضمت إلى القائمة شركة FrontLine (مقرها النرويج)، والتي أعلنت الاثنين 18 ديسمبر (كانون الأول) عن أنها سوف تتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن، بسبب الهجمات التي تتعرض إليها السفن هناك، وما ينتج عن ذلك من زيادة الأسعار.
يأتي ذلك في ظل ارتفاع علاوة المخاطر مع تفاقم التوترات في تلك المنطقة. ووفق المدير التنفيذي للشركة، لارش بارشتا، فإن”أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب آخذة في الارتفاع بشكل طبيعي، لكن مع إعادة توجيه السفن إلى مسار يمر حول أفريقيا، ستصبح إمدادات الشحن أقل لأن الشحنات تبحر لفترة أطول. وهذا من شأنه أن يضع الأسعار تحت ضغط صعودي قوي”.
شركة BP البريطانية
أصدرت شركة BP بياناً الاثنين 18 ديسمبر/ كانون الأول أكدت خلاله أنها ستوقف جميع شحنات ناقلات النفط عبر البحر الأحمر، وذلك بعد تدهور الوضع الأمني في منطقة البحر الأحمر، وهو ما استدعى وقف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتاً.
وقالت الشركة في البيان الذي اصدرته منذ قليل: “في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررت شركة بريتيش بتروليوم إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر مؤقتًا”.
Evergreen التايوانية
من بين أحدث الشركات التي أعلنت عن الاتجاه ذاته أيضاً شركة Evergreen التايوانية، والتي قالت الاثنين أيضاً إنها سوف تتوقف عن نقل البضائع الإسرائيلية، كما أنها أصدرت تعليماتها لسفن الحاويات التابعة إليها بتعليق الملاحة عب البحر الأحمر إلى حين إشعار آخر.
Hapag-Lloyd الألمانية
وسبق وأن أعلنت شركة Hapag-Lloyd الألمانية أيضاً، الجمعة 15 ديسبر (كانون الأول) عن تعليق مرور سفنها في البحر الأحمر بعد تعرض أحد السفن لهجوم بالقرب من اليمن.
AP Moller-Maersk الدنماركية
وأعلنت شركة الشحن الدنماركية AP Moller-Maersk إنها ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر لتسلك مسارا أطول حول أفريقيا.
وقال متحدث باسم الشركة، الجمعة 15 ديسمبر (كانون الأول) إن شركته سوف توقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر لتسلك مسارا حول أفريقيا. وأعلنت الشركة في وقت لاحق بعد ذلك، عن تطبيق رسوم إضافية لمخاطر الطوارئ المرتبطة بإسرائيل.
CMA CGM الفرنسية
كما أعلنت شركة CMA CGM الفرنسية، السبت 16 ديسمبر (كانون الأول) عن وقف عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر.
وشركة CMA CGM هي شركة فرنسية لنقل الحاويات والشحن. وتعد مجموعة شحن رائدة على مستوى العالم، تستخدم 200 طريق شحن بين 420 منفذًا في 150 دولة مختلفة، وتحتل المرتبة الرابعة خلف خط ميرسك وشركة النقل البحري من البحر الأبيض المتوسط و كوسكو. وقالت المجموعة ومقرها مرسيليا في بيان “الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد”.
كذلك الحال بالنسبة لشركة “Orient Overseas Container Line” التي أعلنت تعليق نقل البضائع من وإلى إسرائيل.
وأيضاً قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية Euronav إنها تتجنب البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وبحسب المحلل لدى abn amro، ألبرت جان سوارت، فإن الشركات التي حولت مسار سفنها تسيطر مجتمعة على نحو “نصف سوق شحن الحاويات في العالم”، موضحاً أن “تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة بسبب طول وقت السفر”.
تفاقم التهديدات
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التهديدات التي تواجهها السفن في تلك المنطقة الاستراتيجية، جراء الهجمات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في السابع من شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وقال متحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة، إن عبور السفن التجارية في البحر الأحمر أصبح الآن أكثر خطورة بسبب الهجمات.
وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد هدد قائلاً: لا ينبغي لأي مجموعة أو دولة أن تختبر عزم أميركا. وأضاف: “في البحر الأحمر، نقود تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة”.
وقال مسؤولون من النرويج وإيطاليا إنهما تفكران في الانضمام للتحالف الغربي. وقال وزير الدفاع الدنمركي ترولز لوند بولسن إن كوبنهاجن “ستشارك” في المساعدة في توفير الأمن، دون الخوض في التفاصيل.
ورهن متحدث باسم الحوثين التهدئة بتوقف الحرب في غزة. وقال جماعة الحوثي، الاثنين، إنها شنت هجوما بطائرتين مسيرتين على سفينتي شحن في المنطقة، وذلك في أحدث سلسلة من الهجمات الصاروخية وباستخدام طائرات مسيرة على السفن تقول الجماعة إنها للرد على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتمر نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.
أبرز التداعيات
وإلى ذلك، يقول محللون إن الآثار الناجمة عن تلك التطورات تشمل شحنات أبطأ بكثير وربما أسعارا أعلى للمستهلكين. ووفق المحلل لدى ING ريكو لومان، فإن عمليات تغيير مسار السفن تضيف أسبوعا على الأقل من وقت الإبحار لسفن الحاويات. وعادة ما يستغرق شحن البضائع من شنغهاي إلى روتردام نحو 27 يوما عبر قناة السويس.
وأضاف لومان “سيؤدي ذلك على الأقل إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر مع تأثيرات غير مباشرة في يناير، وربما فبراير، حيث سيتم تأجيل الجولة التالية أيضا”.
وقال المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، ماركو فورجيوني، إن الاضطرابات ستؤثر على الأرجح على المعروض من السلع الاستهلاكية، مع التأخير الذي يترك تجار التجزئة بمخزون غير قابل للبيع ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.
وتبعاً للرئيس التنفيذي لمنصة الشحن العالمية فرايتوس، تسفي شرايبر، فإنه في حين أن أسعار الشحن سترتفع على الأرجح في هذه الرحلات الأطول أيضا، فإن شركات النقل في الوقت الحالي تبحث عن طرق لاستخدام السعة الزائدة.
وأضاف: “من غير المرجح أن ترتفع الأسعار للمستويات التي شهدتها خلال الجائحة”، في إشارة إلى الآثار الاقتصادية لكوفيد 19إعتبارا من عام 2020.