قطاع الطيران العالمي يواجه مخاوف نقص الموظفين برغم انتعاشه الكبير بعد كورونا
الاقتصاد.الوكالات
تم النشر في الأثنين 2023-04-24يعيش قطاع الطيران العالمي وضعا جيدا جدا، في حال انتعاش كاملة بعد كابوس كوفيد، إلا أن البعض يحذر من الإفراط في التفاؤل وسط مخاوف نقص الموظفين.
وحققت الشركات عوائد قياسية، وبدأت في تقليص المديونية، حيث ترتفع أسعار تذاكر الطيران رغم التضخم الذي يقوض القدرة الشرائية، لكن الشركات في أوروبا تؤكد امتلاء الحجوزات الصيفية، آملة طي صفحة أزمتها بعد تجاوز ذروة تفشي فيروس كوفيد.
ولم تستأنف بعض الشركات قدرتها التشغيلية التي تقلصت خلال الأزمة الصحية بالكامل، فيما تواجه شركتا إيرباص وبوينج صعوبات في تسليم الطائرات الجديدة في الوقت المحدد، لكن الزبائن يقبلون على تذاكر الطيران بأعداد أكبر مما كانت عليه عام 2022.
وفي ظل هذه الظروف، تتجلى تداعيات قانون العرض والطلب، ففي فرنسا مثلا زادت أسعار التذاكر بنسبة 23.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من 2023، وفق ما تظهر إحصائيات وزارة التحول البيئي.
وفقا لـ”الفرنسية”، من أهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر تنامي سعر المحروقات منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ يمثل وقود الطائرات نحو 30 في المائة من تكاليف شركات الطيران.
وفي هذا الصدد، يقول يوهان لوندجرين الرئيس التنفيذي لشركة “إيزي جيت” في تصريحات أمس، “إنه بسبب ارتفاع أسعار النفط بنسبة 71 في المائة على أساس سنوي، ارتفع متوسط تعريفتنا بنسبة 31 في المائة”.
لكن هناك عوامل أخرى مثل “الزيادة الحادة للغاية في تكاليف الصيانة” المرتبطة بشح بعض المعادن وتعطل سلاسل التوريد، وفق مارك روشيه رئيس شركتي “إير كاراييب” و”فرانش بيي” الفرنسيتين. كما يشير روشيه إلى تداعيات زيادات أجور موظفي شركات الطيران على أسعار التذاكر.
ومع ذلك يؤكد لوندجرين أنه “لا نرى ضعفا في الطلب رغم أن الزبائن يبحثون عن أفضل قيمة مقابل مالهم”.
يشاركه الشعور نيكولا حنين المدير العام المساعد لشركة “ترانسافيا فرنسا” المكلف بالمبيعات والتسويق، ويقول “إنه يسمع كثيرا من التعليقات” من الزبائن الذين لاحظوا تكلفة التذاكر العالية نسبيا.
لكن يلفت إلى أنه “في الوقت الحالي، لم نر أي تأثير في الطلب رغم أن ذلك أمر نراقبه من كثب”. فيما يرى لوندجرين أنه “منذ الوباء، أعطى الناس أولوية أكبر للسفر”.
وسجلت رحلات “ترانسافيا” الصيفية إلى اليونان، إحدى وجهاتها الرئيسة، امتلاء بنسبة 60 في المائة بحلول منتصف نيسان (أبريل).
كما فتحت الشركة وجهات جديدة “دكار، يريفان، بافوس، وغيرها”، وزادت أسطولها إلى 71 طائرة، وقد شهدت شركة الطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة “إير فرانس- كاي إل إم” زيادة في قدرتها بنسبة 65 في المائة على مدى أربعة أعوام.
والمدن المغربية من الوجهات الأخرى التي تشهد “انتعاشا مهما للغاية”، وذلك لأن “الناس لم يتمكنوا لفترة من زيارتها لرؤية عائلاتهم”، بحسب حنين. وقد رفعت الجزائر أخيرا فقط القيود على الرحلات الجوية.
بعد أن كانوا يميلون إلى الحجز في وقت متأخر جدا أثناء الوباء وسط حالة عدم اليقين بشأن إغلاق الحدود، يعود أيضا تدريجيا الزبائن “الأكثر انتقائية في الأسعار” إلى سلوكهم القديم، ومنه حجز تذاكرهم مقدما بخمسة أشهر مثلا للوجهات البعيدة، وفق روشيه.
هناك كثير من الأخبار السارة لقطاع الطيران العالمي يعيش وضعا جيدا جدا، في حال انتعاش كاملة، بعد كابوس كوفيد، وفق باسكال فابر الخبير في شركة “أليكس بارترنرز”.
وأشار المختص خلال اجتماع مع الصحافة عقد أخيرا إلى أنه بخصوص ارتفاع الأسعار “حققت عديد من الشركات حجم مبيعات أعلى في 2022 مما كان عليه قبل الأزمة”، وقامت شركات النقل “بتحقيق عوائد وبدأت في تقليص المديونية”.
ذلك هو حال شركة “إير فرانس- كاي إل إم” التي أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها “سددت بالكامل” المساعدة التي نالتها من الدولة الفرنسية لتمكينها من تجاوز الأزمة الصحية.
لكن هناك من يخشى من الإفراط في التفاؤل، إذ يحذر فاعلون في القطاع من تكرر نقص الموظفين خلال ذروة الموسم على غرار الصيف الماضي، ما قد يسبب فوضى خبروها أيضا في آذار (مارس) أثناء إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا.
وفي سياق متصل، شهدت شركات النقل الجوي الكورية ارتفاعا في عدد الركاب الدوليين بمقدار 16 ضعفا في الربع الأول مقارنة بالعام السابق، بفضل ارتفاع الطلب وسط إعادة فتح الحدود.
ووصل عدد الركاب الذين استخدموا الرحلات الدولية التي تديرها شركة الخطوط الجوية الكورية وشركة آسيانا الجوية وشركات الطيران منخفضة التكلفة إلى 9.87 مليون في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس).
ووفقا لبيانات وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل، يمثل هذا زيادة هائلة على 619.204 في الربع الأول من 2022، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكورية “يونهاب” أمس.
وارتفع عدد الركاب الدوليين الذين استخدموا شركات طيران كاملة الخدمات، مثل الخطوط الجوية الكورية وآسيانا، 7.8 مرة على أساس سنوي إلى 4.47 مليون في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ما يمثل 45 في المائة من إجمالي الركاب الدوليين. وارتفع عدد مستخدمي شركات الطيران منخفضة التكلفة، إلى 5.41 مليون من 52 ألفا قبل عام، لتجاوز عدد مستخدمي شركات الطيران كاملة الخدمة.
وقال مراقبو السوق “إن تعافي الطلب على السفر الدولي عزز الزيادة الحادة في أعداد الركاب، حيث بدأت الدول في تخفيف القيود الحدودية المتعلقة بكورونا”.
وخصوصا، استأنفت اليابان وتايوان وماكاو برامج الدخول دون تأشيرة للسياح الكوريين في الربع الأخير من العام الماضي، ما عزز الطلب على الرحلات المتجهة إلى آسيا، التي تهيمن على معظمها شركات الطيران منخفض التكلفة.
ويتوقع المحللون أن يؤدي الطلب القوي إلى تحقيق أرباح عالية قياسية لشركات الطيران ذات الميزانية المحدودة، بما في ذلك شركة “تي واي إير” و”جين إير”، في الربع الأول.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن تسجل شركة الخطوط الجوية الكورية وآسيانا أرباحا أضعف في الربع الأول، حيث انخفض الطلب على الشحنات بشكل حاد وسط تعافي الطلب على رحلات الركاب، وفقا للمحللين.