اقتصاديون: الاتفاق الجديد لـ «أوبك +» يدعم استقرار أسواق النفط وتوازن العرض والطلب
تم النشر في الثلاثاء 2021-07-20
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بنحو 3 في المائة على أثر توصل مجموعة “أوبك+” إلى قرارها بزيادة تدريجية للإمدادات النفطية بنحو 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
وتسهم الزيادة الجديدة في تراجع المخاوف في السوق وتبث حالة من الاطمئنان باستمرار تدفق الإمدادات بشكل ملائم لانتعاش الطلب، علاوة على التأكيد على وحدة مواقف المنتجين واستمرار التنسيق بينهم لمصلحة استقرار السوق.
ويقول مختصون ومحللون نفطيون بحسب تقرير الاقتصادية “إن اجتماع المنتجين أمس الأول أكد عمق العلاقات الوثيقة السعودية الإماراتية واستمرار التعاون والتنسيق المشترك إضافة إلى الالتزام التام بالوفاء بجميع متطلبات الحفاظ على وحدة مجموعة “أوبك+” وضمان تحقيق أعلى مستوى من الإتقان في الأداء لمصلحة كل أطراف الصناعة”.
وأوضح المختصون أن العقود الآجلة للنفط الخام تراجعت استجابة لتأثير اتفاق “أوبك+”، الذي أسفر عن زيادة العرض إضافة إلى زيادة في حصص الإنتاج، ما عزز المعروض النفطي العالمي، بينما لا يزال في المقابل يعاني الطلب نسبيا الانتشار السريع لمتغير دلتا لفيروس كورونا وهو أثار مخاوف بشأن إعادة فرض قيود الإغلاق والحد من التنقل في بعض الدول.
وأكدوا أن الاتفاق الجديد للمجموعة يعني أن إدارة “أوبك+” للسوق مستمرة وتمضي بثبات وتبني على النجاحات السابقة وأن الاجتماعات الشهرية والمراجعة الأوسع في كانون الأول (ديسمبر) المقبل ستؤكد المرونة واليقظة الشديدة في عمل المنتجين، كما أنها تمثل تحذيرا قويا للمضاربين على ارتفاع أسعار النفط بأن هناك جهودا متواصلة لدعم الاستقرار في السوق وتفادي الصدمات والعمل على منع التطورات الحادة والمفاجئة في مسار الأسعار.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أي” لخدمات الطاقة “إن زيادة المعروض من مجموعة “أوبك+” جاء في توقيت مهم ودقيق لطمأنة السوق إلى قدرة المجموعة على تجاوز أي عقبات، والعمل حثيثا على دعم الاستقرار في السوق وتواصل توازن العرض والطلب في ظل سوق تعاني عدم اليقين وتقلبات متلاحقة”.
وأضاف أن “توصل التحالف إلى اتفاق لتخفيف حصص الإنتاج سيساعد كثيرا على تعزيز المعروض خاصة في أشهر الصيف التي تشهد نموا قويا في الطلب على النفط الخام والوقود بسبب زيادة حركة التنقل والسفر والطيران خاصة بعدما أعلنت بريطانيا أمس، رفع جميع قيود كورونا والعودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية وإلغاء الالتزام باستخدام الكمامات”.
ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن “أوبك+” توصلت بالفعل إلى قرارات مهمة ومؤثرة في السوق في الفترة المقبلة وأسهم التأخر في زيادة دراسة معطيات السوق واختيار الحلول الأنسب لكل المنتجين خاصة الاتفاق الخاص بزيادة حصص إنتاج المجموعة بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر ابتداء من آب (أغسطس) المقبل لتصل المجموعة إلى زيادة إجمالية قدرها مليونا برميل يوميا بنهاية العام.
وذكر أن تمديد اتفاقية إدارة المعروض النفطي بشكل جماعي لتحالف أوبك حتى 2022 يعد رسالة طمأنة إيجابية للغاية للسوق النفطية باستمرار العمل الجماعي والتنسيق المشترك بين المنتجين والحرص المستمر على تحقيق الإجماع والتوافق في كل التطورات، وذلك بعدما بدأت السوق تتحدث عن مخاوف من حرب الأسعار وعن المنافسة الحادة على الحصص السوقية على مدار الأيام الماضية.
ويشير بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إلى أن قرارات المجموعة تؤكد أنه لا يمكن أن يتطور أي تباين في وجهات النظر بين الأعضاء وأن العلاقات الوثيقة والتاريخية بين السعودية والإمارات تكللت بالحفاظ على وحدة عمل المنتجين.
وأشار إلى أن تعافي الاقتصاد والتحسن المستمر في مؤشرات الطلب هما اللذان دفعا المنتجين إلى التوافق، واستمرار العمل البناء المشترك لتعزيز ازدهار الصناعة بشكل شامل.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية “إنه بعد اتفاق “أوبك+” تطورت معنويات السوق كثيرا على نحو إيجابي وزادت الثقة بنجاح وفاعلية تعاون المنتجين”، مشيرة إلى أن ضخ إنتاج إضافي من “أوبك+” يجىء تلبية لاحتياجات حقيقية وواسعة في السوق خاصة بعدما حذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير من أن سوق النفط ستضيق بشكل كبير ومن المحتمل أن يلحق الضرر بالانتعاش الاقتصادي إذا استمرت قيود الإنتاج المشددة.
وأشارت إلى أن اتفاق “أوبك+” الجديد له عديد من المزايا والتأثيرات الإيجابية في السوق وهو يعني عدة أشياء مهمة لسوق النفط أبرزها أنه يعطي المستهلكين رؤية أوضح عن مدى سرعة “أوبك+” في إعادة 5.8 مليون برميل يوميا من الإنتاج الذي لا تزال تخفضه منذ إجراء تخفيضات كبيرة العام الماضي في المراحل الأولى من الوباء.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس، إذ انخفض خام برنت 2.01 دولار بما يعادل 2.7 في المائة، إلى 71.58 دولار للبرميل بعد افتتاح الأسواق الأوروبية، وتراجع الخام الأمريكي 2.06 دولار أو 2.8 في المائة إلى 69.75 دولار للبرميل.
وقالت “إيه.إن.زد ريسيرش”، “حتى مع زيادة الإنتاج، تظل السوق في شح بعض الشيء، تظهر البيانات التي تتواتر بشكل كبير مؤشرات إيجابية بالنسبة إلى النفط، إذ سجل الطلب على البنزين في الولايات المتحدة أخيرا مستوى قياسيا. هذا من شأنه أن يحد من مدة البيع”.
من جانب آخر، حجبت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، أسعار سلتها أمس، بسبب عطلة عيد الأضحى.