مزارعو الشاي في ماليزيا يعانون الأمرين .. نقص اليد العاملة وغياب السياح
تم النشر في الأثنين 2021-07-19
تقدم مزارع الشاي في تلال كامرون هايلاندز المخضوضرة مشهدا يقطع الأنفاس، لكن المزارعين الماليزيين يعانون الأمرين جراء فيروس كورونا، بسبب نقص اليد العاملة وغياب السياح.
كامرون هايلاندز هي أحد “المصايف الجبلية” المتعددة، التي أنشئت في عهد الامبراطورية البريطانية ليلجأ إليها المستعمرون وقت الحر الشديد، وهي تقع في شمال كوالالمبور وتضم عددا من مزارع الشاي، فضلا عن مزروعات لا يناسبها المناخ الحار.
وأرخى الوباء بظلال ثقيلة على المزارعين، الذين يعانون نقص اليد العاملة وغياب السياح، ووفقا لـ”الفرنسية”.
ويصرح شاي كوك ليم رئيس جمعية أصحاب بساتين الخضر في كامرون هايلاندز “أعمل في هذه المصلحة منذ 40 عاما وهذا الوباء هو أسوأ أزمة عايشتها في حياتي”.
وتعكس مزرعة كامرون بهارات بلانتايشن، التي تحتضن 240 هكتارا من مزارع الشاي الصعوبات، التي تواجه القطاع برمته، وبات عدد السياح، الذين يزورونها شبه معدوم، واضطر القيمون عليها إلى إقفال متجرين كانا يستقبلان الزوار ويدران عائدات لا يستهان بها.
ويؤكد مديرها فرنسيس كزافييه أن أكثر ما أثر سلبا في أعماله هو نقص اليد العاملة لهذه المهام الشاقة، التي لا تجذب الماليزيين، ويأتي العمال عادة من الخارج، لكن القيود المفروضة على التنقل بين الحدود تمنع هؤلاء من المجيء.
ويقول “إذا لم يصبح لدينا ما يكفي من العمال، فلن نتمكن من التقيد بالجدول الزمني للإنتاج وسيؤثر ذلك حتما في حجم أعمالنا”، مضيفا: “كذلك لا بد من الاستعداد لفترة ما بعد الأزمة عندما ستزداد الطلبيات وسيعود السياح”.
وتشهد ماليزيا راهنا ازديادا في عدد الإصابات نتيجة تفشي النسخة المتحورة من الفيروس دلتا، وفي المجموع، أصيب أكثر من 880 ألف شخص في البلد بفيروس كورونا وسجلت أكثر من 6600 حالة وفاة تنسب رسميا إلى كوفيد- 19.
وقد فرضت الحكومة تدابير عزل جديدة على الصعيد الوطني في مطلع حزيران (يونيو)، ما وجه ضربة قاصمة للاقتصاد، ويشتكي منتجو الخضر والفراولة والورود في كامرون هايلاندز من انهيار الطلب وصعوبات إيجاد يد عاملة والأعباء، التي تزداد ثقلا عليهم، مثل ارتفاع أسعار السماد.
يزرع بارفين كومار موهان الأقحوان، الذي يستخدم، خصوصا في أوساط الأقلية الهندية في ماليزيا خلال المراسم الدينية، ويصعب عليه هو أيضا أن يجد يدا عاملة، وفي كل الأحوال لا مبيعات بسبب نقص الطلب، وغياب السياح بحسب قوله. وتشاي كوك ليم هو على اقتناع بأن المستهلك هو الخاسر الأكبر في نهاية المطاف، إذ يقول “سيتراجع الإنتاج وترتفع الأسعار”.
وأعلنت وزارة الصحة الماليزية أمس الأول، تسجيل عشرة آلاف و710 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة قبل الماضية، وبذلك يبلغ إجمالي حالات الإصابة بالفيروس 916 ألفا و561 حالة.
وذكرت صحيفة “ذا ستار” الماليزية أن ولاية سيلانجور كانت الأعلى تسجيلا لحالات الإصابة بواقع 4828 حالة إصابة.