مقالات

موقف مع المستهلك .. استنزاف التأمين الصحي… وتخريب الرفاهية

تم النشر في الأحد 2021-01-17
على استراحة الغداء، تحدث موظّف الشركة مزهوّاً أمام زميله:” أهم شيء في حياتي هو صحّتي. كلما شعرت بأدنى عارض صحّيّ، أنا أو أيٌّ من أفراد عائلتي، نذهب إلى أكبرالمستشفيات. لديّ تامين، وسأستنزفه بالحدود العليا!”.
(2) وذكر موظّف آخر، قصة قديمة سمعها عام 2005، تتلخّص في عمل احتياليّ على شركة تأمين صحي، عندما أعطى الموظّف المؤمّن عليه بطاقته لشخص آخر، أجرى عمليّة بكلفة تجاوزت40 ألف ريال!  
(3) ودخل أحدهم في صفقة مع طبيب، تقضي بتوقيع المريض المغطّى بالتأمين على فحوصات لم ولن يخضع لها؛ ربّما بسبب صداقة تجمع الشخصين أو عدم إلمام المريض بتفاصيل العلاج.
(4) تلك أمثلة على ممارسات خاطئة من قبل بعض الموظّفين المؤمّن عليهم الذين يفتقرون إلى الوعي، بأنّ ما يقومون به هو استنزاف للتأمين الصحي، سينعكس سلبًا على بقيّة زملائهمبعد شهور قليلة. كيف؟

عند انتهاء العقد، تقيّم شركة التأمين، بوليصة الشركة المؤمِّنة على موظفيها، وتضع في الاعتبار أسلوب استخدام الموظفين للتأمين. قد تتغاضى الشركة عن حالات استنزاف محدودة وقد لا تتغاضى.  

وعند وجود مستنزفين كثر، سيكون أمام شركة التأمين خياران:

الأول: تخفيض درجة التأمين للإبقاء على سعر البوليصة دون رفع، وهو ما يحدّ خيارات تلقّي العلاج، فتكثر المستوصفات والمستشفيات الصغيرة على حساب المستشفيات الكبيرة ذات الأسماء اللّامعة. بالتالي، تنخفض جاذبيّة الشركة للموظّفين وتقلّ الرفاهية.

الثاني: رفع قيمة البوليصة التأمينية على الشركة المؤمّنة على موظفيها، للحفاظ على شبكة المستشفيات المشمولة في التأمين الصحّيّ، وهو أمر غير محبّذ، وبخاصة في حقبة ما بعد كورونا، التي تبحث فيها الشركات عن خفض التكاليف.

وأخيراً، لا أقول إن شركات التأمين الصحيّ ليس على أدائها ملاحظات أو أنها خالية من المشكلات مع مستهلك الخدمات الصحية، لكن سلوك الموظفين وعائلاتهم يجب أن يتحلّى بتفعيل الضمير والعلاج عند وجود حاجة حقيقيّة، فالمستشفى ليس مكاناً للنزهة والاسترخاء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock