الذكاء الاصطناعي ومستقبل الخدمات الصحية
تم النشر في الأربعاء 2020-06-24
حسين بن حمد الرقيب
يبدو أن جائحة كورونا ليست كلها شراً بل ربما تحمل خلفها خيراً كثيراً للبشرية وخصوصاً مستقبل الخدمات الصحية، وزارة الصحة السعودية ضربت أروع الأمثلة في التعامل الإنساني مع مرضى كورونا فحفظت الأرواح وقللت من أعداد الوفيات الى أقل من 1 % ليس هذا فحسب بل إن الوزارة أطلقت خدمات إلكترونية وتطبيقات ذكية كثيرة في زمن قياسي، ولكني توقفت عند أحد التطبيقات الذي أبهرني وأظن أنه سيكون نقلة نوعية سوف تغير طريقة التعامل مع فحص المرضى في المستقبل (تطبيق صحة) هذا التطبيق الرائع يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال طرح مجموعات من الأسئلة تتعلق بالصحة العامة والقلب والتنفس والشرايين والوراثة والعادات اليومية والرياضية ونوعية الأكل والشرب ومجموعة من الأسئلة تتعلق بالشخصية والحالة النفسية وبعد الإجابة على جميع الأسئلة، يتم تشخيص الأمراض استناداً إلى تكامل جميع بيانات المريض والأفكار المتعلقة بوقت اتخاذ القرار، ما يساهم في تعزيز دقة الرعاية الصحية، والوصول إلى العلاج المناسب في الوقت المناسب، فضلًا عن خفض التكلفة، وتحليل كميات هائلة من البيانات، في فترات وجيزة، قد يكون مثل هذا التطبيق في المستقبل القريب إلزامياً لعمل فحص شامل للمجتمع وتحليل البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي وتشخيص الأمراض الخطرة ومعالجتها قبل تردي حالات المرضى، البيانات سوف تكون متاحة لأي جهة طبية ولن يتم الفحص إلا من خلال ملف طبي موحد لكل مريض، ولذلك سوف يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء ويخفض الكثير من الأعباء ويقلل الأخطاء ويمنع من صرف الأدوية التي قد لا تناسب حالة المريض وكذلك يمنع تكرار الفحوصات والأشعة والتحاليل الطبية ولن تكون زيارة المريض للطبيب المعالج إلا إذا احتاج للفحص الإكلينيكي، كما أن مراجعة الجهة الطبية سوف تكون محصورة في عمل الفحوصات والأشعة والتحاليل الطبية، أما بقية الإجراءات سوف تكون من خلال التواصل عن بعد مع الطبيب المعالج وسوف يتم صرف الأدوية بموجب وصفات طبية إلكترونية من أي صيدلية أو عن طريق خدمات التوصيل للمنازل، مستقبل الرعاية الصحية سوف يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والمعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، وتقنية النانو، أما العمليات الجراحية فقد تم البدء فعلياً فيها بالمملكة باستخدام الروبوتات والتي أثبتت دقتها المتناهية. إن الاستثمار في التقنيات الطبية أصبح ضرورة وخصوصاً أن الخدمات الصحية التقليدية مكلفة جداً وتُرهق ميزانيات الدول كما أن مواكبة الطلب المتزايد غير ممكن وقد لاحظنا أن دولاً متقدمة في مجال الرعاية الصحية عجزت منشآتها الطبية في مواجهة جائحة كورونا.
عن الرياض