منظمة الصحة العالمية تحذر .. جائحة «كوفيد – 19» انتقلت إلى مرحلة جديدة من الانتشار العالمي
تم النشر في الأربعاء 2020-05-27
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن جائحة «كوفيد – 19» انتقلت إلى مرحلة جديدة من الانتشار العالمي، وربما من التحوّل في مواصفات الفيروس، بعد الصعوبات التي واجهت سريانه في الأسابيع الأخيرة بفعل تدابير الوقاية والاحتواء الصارمة في الصين وأوروبا. وقد سجّلت المنظمة ارتفاعاً يومياً بعدد الإصابات المؤكدة يزيد على 100 ألف خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي.
وجاء التحذير بحسب مديرة قسم الصحة العامة والبيئة في المنظمة، ماريا نييرا، وفقا للشرق الأوسط التي قالت إن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الفيروس وجد مسارات جديدة للتفشي في كل من أميركا الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط، وجنوب شرقي آسيا.
وقالت نييرا إن «هناك تبايناً كبيراً أحياناً لتفشي الوباء داخل المناطق الجغرافية العالمية الكبرى، لكن نلاحظ على الصعيد الشامل أنه بينما ارتفع عدد الإصابات الجديدة خلال الأيام العشرة المنصرمة في العالم بنسبة 24.5 في المائة، بلغ هذا الارتفاع 81.7 في المائة في بلدان مثل الهند وإندونيسيا، و52.3 في المائة في الشرق الأوسط، و34.1 في المائة في القارة الأميركية بشقّيها الشمالي والجنوبي التي تجاوزت أوروبا بعدد الإصابات المؤكدة». وتحدثت نييرا عن متابعة حثيثة تقوم بها المنظمة عبر مكتبها الإقليمي ومكاتبها القطرية للوضع في منطقة الشرق الأوسط، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات الجديدة مؤخراً في إيران والسعودية وقطر، إذ إنها لا تعتقد أن لذلك علاقة بشهر رمضان وما تشهده المنطقة خلاله من حركة اجتماعية، ورجّحت أن «يكون السبب مرتبطاً بحركة العمالة الأجنبية بعد ظهور بؤرتين في بنغلاديش والفلبين، إضافة إلى وضع المهاجرين كما حصل في سنغافورة أو السويد، حيث تعيش جالية صومالية كبيرة».
وكان كبير خبراء منظمة الصحة العالمية مايك رايان قد حذّر من أن المنطقة قد تكون من البؤر التالية لانتشار الوباء، وقال إن فرق الخبراء تبذل جهداً كبيراً لمتابعة أوضاع اللاجئين في المخيمات ومساعدتهم على احتواء الوباء ومنع انتشاره، «لكن الوضع يبقى مبعث قلق نظراً للظروف الصحية والسكنية التي يعيشون فيها». وأضافت نييرا، الخبيرة في علم الوبائيات: «لو أخذنا الدول العشر الأولى التي تسجّل أكبر عدد من الإصابات، لوجدنا أن بينها 7 بلدان أوروبية هي روسيا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وتركيا، لكن إذا تناولنا البلدان التي أبلغت عن أكبر عدد من الإصابات في الأيام السبعة الماضية، نجد أن بينها واحدة أوروبية هي المملكة المتحدة. كما أن هناك دولتين من القارة الأميركية، هما الولايات المتحدة والبرازيل، بين الدول الخمس التي سجّلت أكبر عدد من الإصابات المؤكدة حتى الآن، وهناك خمس دول أميركية بين العشر الأولى بعدد الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الماضي، هي الولايات المتحدة والبرازيل وتشيلي والمكسيك والبيرو.
ومن المناطق الأخرى التي تتابع الوكالة الدولية بقلق تطور الوباء فيها، القارة الأفريقية التي بلغت نسبة ارتفاع الإصابات الجديدة فيها 68.3 في المائة خلال الأيام العشرة الماضية، رغم أن عدد الإصابات المؤكدة رسمياً ما زال دون 70 ألفاً بعد أن تجاوز 5 ملايين في العالم. أما المناطق التي تسجّل أدنى نسبة من الحالات الجديدة حالياً، فهي أوروبا (15.1 في المائة) وغرب المحيط الهادي (7.6 في المائة). وقالت نييرا إن تطور الوباء في الأسابيع الأخيرة يتأثر بعوامل تختلف عن تلك التي تأثر بها خلال مراحل تفشيه في أوروبا والولايات المتحدة، مثل التركيبة الديمغرافية في أفريقيا حيث غالبية السكان من الشباب، أو الكثافة السكانية التي تسهّل سريان الوباء، والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم التي تزيد من خطورة الإصابات. وأضافت أن «للظروف الاقتصادية والاجتماعية تأثيرا كبيرا على تفشي الوباء في البلدان النامية، إذ لا يمكن أن نتوقع من السكان في دول مثل الهند ونيجيريا، حيث سجّلت إصابات كثيرة مؤخراً، أن يغسلوا أيديهم باستمرار وهم يفتقرون إلى الماء والصابون».
وذكرت في نهاية حديثها أن «المناطق التي تشهد ارتفاعاً سريعاً في عدد الإصابات مؤخراً هي مناطق يعيش معظم سكانها على اقتصاد الكفاف، الذي يضطرهم إلى مغادرة المنزل وعدم التزام تدابير العزل، هذا إذا توفـّر لهم المنزل».